الأربعاء 08/مايو/2024

سيناريوهات ما بعد عباس..

حسام الدجني

في السادس والعشرين من مارس القادم يطفئ الرئيس محمود عباس “أبو مازن” شمعته السابعة والسبعين، ويتمنى سيادته أن يكمل ما تبقى من عمره بين أحضان أسرته وأحفاده، ومن هنا نرى حرص الرئيس عباس على ترك أثر طيب بعد رحيله، ليكتب المؤرخون عن رجل استطاع أن ينجز العملية الديمقراطية في يناير/2006م، وأنه استطاع تجاوز الانقسام وتشكيل حكومة توافق ستعمل بكل ما لديها من قوة لتحديد موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية حسب إعلان الدوحة.

وقد تكون رغبة الرئيس محمود عباس والتي أعلن عنها في أكثر من مناسبة بأنه لن يترشح في الانتخابات المقبلة هي حقيقية، وهذه الرغبة هي من دفعت السيد محمود عباس للعمل على إنهاء كل معوقات الانقسام وأسبابه، وقد تأتي القرارت الأخيرة بفصل عضو اللجنة المركزية محمد دحلان وبعض من مؤيديه في هذا الإطار، لاتهامهم أنهم أسباب الانقسام.

 

إذاً ما هي السيناريوهات المستقبلية لمرحلة ما بعد عباس…؟

السيناريو الأول: وهو السيناريو الأكثر ترجيحاً من وجهة نظري وهو إتمام صفقة بين إسرائيل وأطراف فلسطينية وإقليمية ودولية تقوم بالإفراج عن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير مروان البرغوثي، ليكون المرشح الوحيد لحركة فتح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كونه المرشح الوحيد الذي قد تلتقي أطراف وأقطاب فتحاوية على تمثيله لحركة فتح، وهو بالنسبة للمجتمع الدولي شخصية براغماتية عاصر اتفاق أوسلو لحظة بلحظة ولم يكن يوماً من الأيام من معارضي الاتفاق، حتى جاءت انتفاضة الأقصى وعمل من خلال منصبه الحركي كأمين سر لحركة فتح وعمل مع باقي القوى الوطنية والإسلامية في الدفاع عن شعبه عبر كل وسائل المقاومة المشروعة، وعلى رأسها الكفاح المسلح فاعتقل وحكم بعدة مؤبدات…

السيناريو الثاني: يتم عبر عقد انتخابات داخلية للقواعد التنظيمية لحركة فتح، وانتخاب شخص ما يمثل الحركة في الانتخابات، ولكن هذا السيناريو سيصطدم بتحديات كبيرة، منها على سبيل المثال دور أنصار محمد دحلان في هذه الانتخابات، وهل المرشح من الضفة الغربية أم قطاع غزة، وهل ستنجح حركة فتح في إتمام الانتخابات الداخلية (البرايمرز)، أم أنها ستدخل في دوامة جديدة من الانقسامات والانشقاقات.

السيناريو الثالث: ضغط كل مؤسسات وقواعد الحركة على السيد محمود عباس ليكون المرشح الوحيد لحركة فتح، وهذا الترشيح قد يلقى قبولاً عند العديد من الأطراف الفلسطينية الفاعلة خارج إطار فتح التنظيمي، وقد يكون قبول السيد مشعل وحركة حماس بمحمود عباس رئيساً للوزراء مقدمة لبقاء هذا الرجل في ولاية انتخابية جديدة، تحت هدف واحد هو توحيد الجهود المبعثرة للذهاب إلى مجلس الأمن والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران/1967م.

في كل الأحوال، وحدة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وقوتها هي مصلحة وعنصر قوة للنظام السياسي الفلسطيني، وإعادة تصحيح مسار حركة فتح هو مطلب شعبي أكثر منه فتحاوي، لأن تجربة عشرين عاماً من المفاوضات أثبتت فشلها، وحان الآن لأن تبقى كلا الخيارات مطروحة من اجل انجاز المشروع الوطني الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات