الجمعة 29/مارس/2024

إلِّي بدوش يفهم بلاش

أحلام التميمي

جملة خرجت من صميم أوجاع الصحفي الأسير المضرب عن الطعام محمد القيق ، في أول تصوير مرئي مُسرّب، وكأنه حين نَطفها استشعر بترهل حالة التضامن المجتمعي والعربي والدولي مع قضيته .

وكأنه أراد أن يقول :

_ إلِّي بدوش يفهم أن محمد القيق حالة وطنية بَحته تَمرّدت على الملف السري والحكم الإداري الذي لا يستند لتهمه واضحه وهو بمثابة حكم مؤبد مع وقف تنفيذ المؤبد …. بلاش

_ إلِّي بدوش يفهم أن إضراب القيق كان سلاحه الوحيد بعد أربعة اعتقالات على مدار حياته …بلاش

_ إلِّي بدوش يفهم أن تضامنه مع القيق واجب ويشكل دعما قويا يدفع باتجاه انتصاره كما حصل في إضراب الكرامة للكل الاعتقالي وفي إضرابات 2003 و1999 ، عندما شكلت ثورة الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص وثورة الشعوب الأُخرى مُرتكزا أساسيا لنجاح إضرابهم وتحقيق مطالبهم ….. بلاش

_ إلِّي بدوش يفهم أن كل يوم وكل لحظة تمُر من عُمُر إضراب القيق تنهش من صحته وسيكون لها إرتدادات سلبية على جسده قد تمدتد لسنوات ….. بلاش

_ إلِّي بدوش يفهم ، ويقف موقف المُنتقد للإضرابات الفرديه دون أن يُقدم حلاً جذريا عمليا لها وبديلا وطنيا يقف في وجهها… بلاش

_إلِّي بدوش يفهم أن القيق ضاق من حالة الترهل الوطني ومِن تَفرّق الأشقاء ومن حالة الإحباط المجتمعي والمستنقع الإقتصادي في ظل تجذّر الإحتلال …..بلاش

_إلِّي بدوش يفهم أن إيمان القيق الصافي الذي لا يشوبه شائبه والمطلق بالله وبالإنتصار المؤزر وأن رُوحَه تعانق الجِنان وكأنه يَشُم نسيمها فما عاد يكترث بدنياكم ولا بتضامنكم …. بلاش

_ إلِّي بدوش يفهم أن القيق لا يرجو من الشعوب التضامن ولا يعوّل على عقد جلسة عاجلة لجامعة الدول العربية ولا يعوّل على محكمة لآهاي الدولية ولا يلتفت أصلا لمجلس حقوق الانسان أو يأمل باتحاد نقابات الصحفيين …..بلاش

_ إلِّي بدوش يفهم أن باستطاعة الرئيس أبو مازن أن يفاوض من أجل إطلاق سراحه على الفور ضمن سياسة التنسيق الأمني المقرره مع المحتل على اعتبار أن القيق حالة على شفا الموت وصمت الرئيس ليس مبررا أبدا ……بلاش

_ إلي بدوش يفهم أن باشارة واحدة من قادة الفصائل الوطنية والإسلامية للقواعد ستتفجر شوارع الوطن بركانا ثائرا ضد المحتل تجبره على حرية القيق ….. بلاش

_ إلِّي بدوش يفهم أن ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وإضراب القيق شكل من أشكال القوّة المتاحة في السجون
….. بلاش

هذه هي رسائل محمد القيق التي أراد ايصالها لحظة قال هذه العبارة
“إلِّي بدوش يفهم بلاش ” نافضا يده ، في إشارة أن ما عاد شيء يهمه سوى حريته التي يراها البعض في ظل إضرابه الأُسطوري ضربا من الجنون ، ولكنه يؤمن أن هدفه يستحق العناء يستحق التضحية ولو بالجسد مهما كانت الإرتدادات .

كيف لا يكون محمد القيق حاله فريدة وكل تاريخ الشعب الفلسطيني مع الإحتلال فريد من نوعه ، بالعودة الى مجازر 1948 ونكبتها و 1967 ونكستها ، بالعودة الى انتفاضة السكاكين والحرم الابراهيمي والنفق والعصف المأكول والفرقان نرى أن هذا التاريخ فريد من نوعه وإضراب محمد القيق في هذا السياق الفريد الذي لا يقبل إلا التميز .

اسألوا أسرى أُسطول الحرية الذين احتِجزوا ليوم أو يومين ليس أكثر عن تجربتهم في زنزانة مصلحة السجون الصهيونية وارتداداتها النفسية عليهم ستدركون أن محمد القيق مُحِق في إضرابه الذي جاء رفضا لحالة الذل التي ينتهجها المحتل عبر ما يسميه ملف الإعتقال الإداري الذي بات نهجا صهيونيا يلجؤون له في كل وقت بدعوى أنها توافق الضوابط والقوانين الدولية ، والذي بات من الضروري والمُلِح إيجاد إستراتيجية وطنية تناهضه بل وتجبر العالم على تجريمه .

“إن أردنا فعلنا ولكن المشكلة أننا لا نريد”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات