الثلاثاء 19/مارس/2024

الفدائيون.. على الحق ظاهرون!

رضوان الأخرس

دأب المُرجفون والمخادعون على التشكيك في ثوابت الأمة وعقائد أبنائها منذ مبعث الرسالة حتى وصلنا إلى اليوم الذي أصبح التصهين فيه والخيانة وجهة نظر، وخرجت أصوات تشكك في مقاومة الفلسطينيين وتهاجم جهادهم ضد الاحتلال، رغم أن الحق هناك أظهر ما يكون والباطل في أجلى حالاته، متذرعين بذرائع واهية ومبررات مفرغة. 

في استغفال واضح يهاجم البعض العمليات الفدائية بزعم استهدافها مدنيين وأبرياء، غاضّين الطرف عن حقيقة التجنيد الإجباري داخل الكيان الصهيوني، فجميع النساء والرجال هناك إما جنود وضباط حاليون أو سابقون أو في صفوف الاحتياط، وهو كيان أمني بامتياز تبدأ العسكرة فيه منذ دخول الطفل إلى رياض الأطفال، حيث يتشرب هناك ثقافة العدوان والحقد على العرب والمسلمين، ويتم اصطحابه إلى المعسكرات حتى يكون جاهزاً لدخول الجيش في المرحلة الثانوية؛ إذًا نحن أمام كيان هو أقرب لكونه معسكر جيش من كونه مجتمعاً مدنياً خالصاً.

ولا يمكن فهم القضية بدون الرجوع إلى أصلها حيث النكبة وما قبلها، فكل مستوطنة بناها الصهاينة قامت على ركام قرية فلسطينية، وكل بناية صهيونية قامت على حطام منزل فلسطيني وعظام ودماء أهله أو عذاباتهم في السجون والمخيمات، لذا مجرد تواجد الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة السليبة ولو لم يكن جندياً أو مسلحاً هو اعتداء وعدوان واشتراك في الجريمة.

من حق أي إنسان أن يدافع عن نفسه وأرضه وشعبه ومقدساته، ومن حقه أن ينتقم، ومن العدل أن يكون الانتقام أو الجزاء من جنس العمل، فمن حوّل مستشفيات غزة إلى مقابر وحوّل مدارسها ومنازلها وشوارعها ومساجدها إلى أكوام من أشلاء وركام ونسف أبراج كاملة بمن فيها من نساء وشيوخ وشباب وأطفال ورجال بحجة وجود جندي واحد مع المقاومة داخلها، وحوّل شوارع فلسطين ساحات إعدام وارتكب المجازر في كل زاويةٍ وزقاق هو الذي جعل أرض فلسطين بطولها وعرضها ساحة معركة مفتوحة، وأعطى مبرراً للفدائيين ليكون كثيرٌ من الأهداف أمامهم مشروعة، فكل بيت صهيوني بداخله جندي على الأقل وإن تورع الفلسطيني أحياناً عن التعامل بالمثل أو الرد بنفس أسلوب ووحشية الاحتلال وهمجيته، فذاك فيه فضل وليس عدلًا.

المصدر: صحيفة العرب القطرية

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات