الجمعة 26/أبريل/2024

حرب الفنادق ضد حركة حماس

 أحمد منصور

حينما وجهت حركة المقاومة الاسلامية “حماس” الدعوات لمؤتمرها الصحفي الذي عقدته في بداية مايو الماضي وأعلنت فيه عن وثيقتها التاريخية التي صدرت تحت عنوان (وثيقة المبادئ والسياسات العامة) وجهت الحركة دعواتها للمشاركين في المؤتمر قبل انعقاده بعشرة أيام تقريبا، وحددت موعد المؤتمر الأول من مايو الساعة 6:45 مساء في فندق روتانا سيتي سنتر في الدوحة.

 غير أن الحركة أرسلت دعوة أخرى وصلتني في 30 إبريل تعلن فيها عن التأكيد على موعد انعقاد المؤتمر في الأول من مايو لكن المكان قد تغير، وأصبح في فندق إنتركونتننتال ـ دوحة ذا سيتي في نفس الموعد.

اعتقدت للوهلة الأولي أن السبب يعود للإجراءات الأمنية، غير أن ما حدث في نفس يوم انعقاد المؤتمر مساء كان مثار علامات استفهام؛ فقد أرسل القائمون على المؤتمر تقول: الضيوف الأعزاء بسبب اعتذار إدارة فندق إنتركونتننتال في آخر لحظة عن استضافة اللقاء، فقد اضطررنا للأسف إلى تأجيل مكان وموعد اللقاء ليصبح مساء اليوم الاثنين الساعة 8:45 مساء في قاعة سلوى في فندق شيراتون الدوحة.

ولأن هذا كان التغيير الثالث فقد حمل كثيرا من علامات الاستفهام، لذلك حينما التقيت عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس سألته، هل أنت متأكد يا عزت أنكم لن تغيروا الفندق، وأن المؤتمر سيعقد هنا؟ ضحك عزت، وقال: أتمنى ذلك.

 قلت له: لماذا غيرتم المكان عدة مرات؟ هل لأسباب أمنية؟ قال: الأمر ليس علاقة بالأمن على الإطلاق، ولكن من الفنادق، قلت له كيف: قال كانت كل ترتيباتنا في البداية مع فندق روتانا، لكنهم أبلغونا قبل المؤتمر بيومين أن القاعة التي كانت مخصصة لعقد المؤتمر وقع بها حادث، حيث وقعت الثريا الكبيرة بها، وبحاجة إلى صيانة لعدة أيام، ثم اتضح بعد ذلك أن القصة لا أساس لها، لكن الفندق بحث عن عذر يعتذر به عن استقبال حماس لتعقد مؤتمرها فيه، بعد ذلك اتفقنا مع فندق انتركونتننتال ورتبنا كل شيء، ثم فوجئنا قبل ساعات من انعقاد المؤتمر باعتذار إدارة الفندق عن استقبالنا لعقد المؤتمر، وحينما حاولنا البحث عن الأسباب لم يخبرنا أحد السبب حتى علمنا أن الضغوط جاءت من الخارج، ربما من المركز الرئيسي لانتركونتننتال في الولايات المتحدة، ثم تمكنّا أخيرا من عقد المؤتمر هنا في الشيراتون.

بقيت القصة عندي حتى ظهرت تسريبات فتى واشنطن المدلل السفير يوسف العتيبة، وفوجئت أن من التسريبات رسالة تخص مؤتمر حماس في الدوحة.

حيث دار حديث بين العتيبة وجون هانا مستشار ديك تشيني نائب الرئيس جورج بوش الذي يشغل منصبا رفيعا الآن في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الصهيونية المتحالفة مع الإمارات، والتي تعتبر من أهم اللوبيات الداعمة لـ”إسرائيل” أن لعبت الأمارات الدور الرئيسي في الضغط على الفنادق حتى لا تستضيف مؤتمر حماس.

 والسؤال هو: إذا كانت الإمارات مشغولة بالحرب على حماس حتى في أمر بسيط يتعلق بإيجار قاعة في فندق لمدة ساعتين، فما الذي تفعله الإمارات مع “إسرائيل” والصهاينة في حربها الكبرى على حركة حماس؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات