الجمعة 26/أبريل/2024

لماذا فضائية القدس؟

أحمد الحاج علي (خاص)

مئات الفضائيات تعمل في الضفة الغربية. منها من يتعرّض لمضايقات. يتردّد الاحتلال كثيراً في إغلاق أي منها. والسبب يعود إلى أنه يحرص على صورة “الديمقراطية الوحيدة في المنطقة”. لهذا يقتل بصمت. يذبح بخيط من حرير. يتمدد عمرانياً “لحاجات النموّ السكّاني”.

 يسمح الاحتلال بصوت ناقد، لكن إذا تحوّل هذا الصوت إلى فعل تغييري، يسعى مباشرة إلى خنقه، غير مكترث لإظهار وجهه الحقيقي البشع. وهذا ما حصل مع فضائية القدس حين لمس فيها هذه القدرة على التغيير. فمنع بثها، وصادر أجهزتها، وحظر عملها في الضفة، وصنفها “منظمة إرهابية”.

في البداية أرسل إليها الرسائل التهديدية، لكن الفضائية أعمت عينيها عنها، أو لحظتها، لكن روح المقاومة والتحدي منعتها من الخضوع. صادر أجهزة للفضائية، فكان الاستعداد للمقاومة الإعلامية أقوى من تقنيات صودرت. لاحق بعض العاملين فيها، وشن عدة حملات اعتقال للعاملين فيها. أغلق الاحتلال مكتبها في القدس، فلم تتراجع. بقيت القناة صامدة، مصممة على إيصال رسالتها.

هي صوت اللاجئين الفلسطينيين الذين يحاول كيان الاحتلال طمس قضيتهم، وكل ما يرمز إلى عودتهم. دخلت مخيماتهم. طالبت بحقوقهم. حكت معهم حكايا قراهم ومدنهم التي هُجّروا منها. رسموا معاً طريق العودة إلى فلسطين، وكأن زمان سلوكه في فجر اليوم التالي. وأكدوا أن البنادق هي السبيل الأقصر إلى بيادر غادروها أمس.

أرّقت الاحتلال منذ انطلاقتها عام 2008. تفاجأ بفضائية مقاومة. تملك تقنيات حديثة. ولديها متخصصون في كل المجالات. تنتج، منذ اليوم الأول، موادّ تجذب المشاهد الفلسطيني والعربي. تبنّت قضايا، ونجحت في إبرازها، فجُن جنون العدو.

هي صوت اللاجئين الفلسطينيين الذين يحاول كيان الاحتلال طمس قضيتهم، وكل ما يرمز إلى عودتهم. دخلت مخيماتهم. طالبت بحقوقهم. حكت معهم حكايا قراهم ومدنهم التي هُجّروا منها. رسموا معاً طريق العودة إلى فلسطين، وكأن زمان سلوكه في فجر اليوم التالي. وأكدوا أن البنادق هي السبيل الأقصر إلى بيادر غادروها أمس.

هي صوت المقاومة، إن كانت بندقية، أو حجراً. كانت مع غزة حين تُطلق صواريخها إلى المدن المحتلة. وكأنها في خنادق المقاومة تفاجئ العدو في 2008 و2012 و2014. وفي الضفة بكل مظاهرة، فضائية القدس حاضرة. تنطلق صورتها مع كل حجر ورصاصة، حتى أنها صوّرت عملية طعن خلال انتفاضة القدس.

في القدس أيضاً، مع المرابطين. معظم ساعات البث شغلتها صور المعتصمين في القدس ضد البوابات الإلكترونية. عرف وقتها الاحتلال دور الفضائية في إفشال أطماع العدو بالمسجد الأقصى، فأغلق مكتبها في المدينة المقدسة.

هي صوت كل الفلسطينيين، فلم تميّز فضائية القدس بينهم على أساس انتمائهم الفصائلي، بل كانت كل الأطراف حاضرة على شاشتها، وهذا أضاف غضباً للاحتلال. فأصدر أخيراً قراره باعتبار الفضائية “منظمة إرهابية” في ذكرى اغتيال الكاتب الصحافي غسان كنفاني. لكن مرة جديدة سيفشل الاحتلال في خنق حرية شعب رأى في المقاومة سبيلاً لتحقيق أحلامه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...