الخميس 25/أبريل/2024

مطبعو وارسو يحاصرون الأقصى

أحمد الحاج علي

كل خطوة تطبيعية هي طلقة موجهة للأقصى، وتحريض للاحتلال على مزيد من محاولات التهويد التي تستهدف أقدم بناء قائم في الإسلام. هكذا يقرأ الاحتلال ما جرى في وارسو. وهكذا قرأ كل مبادرات التطبيع من قبل. كان الاحتلال يتغول على الدول العربية كلما أقدمت على خطوة باتجاه التسوية معه. 

في ذروة حواره مع مصر عام 1978 غزا لبنان. وبعد عام واحد فقط من مبادرة الملك فهد، كان العدو يجتاح بيروت. وبعد تصاعد الحديث عن التسوية حدثت مجزرة الأقصى عام 1990. وما يحدث اليوم عند مصلى الرحمة، هو نتيجة شعور الاحتلال بأن هناك من العرب مَن يدعم سياسته، ويتقاطع، وربما تطابق معها في وارسو.

العدو يعرف أن فائض قوته مرحلي، وما حققه يوماً على الأرض لا يمكن اعتباره انتصاراً إن لم يلحق به انكسار كامل من الطرف المهزوم. وهذا ما يقوله فعلاً مطبعو أوسلو: “لقد هُزمنا، وها نحن جئنا لنفعل ما يريده المنتصر”. إنهم يستعجلون كتابة المشهد الأخير في الرواية، بإعلان وفاة الأمّة. مخالفين ما تراه العين، من أن نبض الأمّة قوي بما يكفي ليحرّك الآلاف من المقاومين، وليمنع قضية من أن تموت، رغم المؤامرات عليها طيلة ما يزيد عن مائة عام. لن نسمع من مطبعي وارسو، ولا أبواقهم، كلمة واحدة عما يجري عند مصلى الرحمة. إنهم ليسوا فقط صامتين، بل مشاركين بالجريمة.

ليت هؤلاء المطبعين يقرأون رسالة كُتبت قبل أكثر من 800 عام. بعث بها السلطان صلاح الدين الأيوبي إلى ريتشارد قلب الأسد قبيل مغادرة الأخير فلسطين، جاء فيها:

“القدس إرثنا كما هي إرثكم. من القدس عرج نبينا إلى السماء، وفي القدس تجتمع الملائكة. لا تفكر بأنه يمكن لنا أن نتخلى عنها أبداً. كما أنه لا يمكن بأية حال أن نتخلى عن حقوقنا فيها كطائفة مسلمة. أما بالنسبة إلى الأرض فإن احتلالكم لها كان شيئا عرضياً، وحدث لأن المسلمين الذين عاشوا في البلاد كانوا ضعفاء. ولن يمكنكم الله أن تشيدوا حجرا واحدا في هذه الأرض طالما استمرت الحرب”. لو قرأوها لعلموا أن قوة الاحتلال زائلة، والحق منتصر، والقدس عائدة بأقصاها ومقدساتها إلى من يفتديها اليوم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

كينجستون – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزيرة الخارجية والتجارة الخارجية في دولة جامايكا، اليوم الأربعاء، أن دولتها اعترفت رسميًا بدولة فلسطين....