المقاومة الخيار وطريق الانتصار
الاحتلال يستغل اللحظة الأسوأ التي تمر على القضية الفلسطينية في ظل انكفاء الموقف العربي والإسلامي إلى حد مشين وتخلي العالم عن الشعارات التي رفعها من نشأة الأمم المتحدة وحتى عهد قريب، حيث يسارع الاحتلال في توسيع الاستيطان وتهويد القدس، وحصار غزة والتآمر على حق العودة للاجئين.
كل هذه الجرائم والانتهاكات تهدف إلى تدمير الهوية الوطنية الفلسطينية والقفز عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بممالأة وموافقة دول عربية لطالما تغنت بدورها الرائد في تسمين خروف فلسطين بضخ المال من أجل ذبحه مقايِضةً ذلك بمواقف من القيادة مستقبلية تنتظر فرضها على الشعب الفلسطيني قهراً لخدمة مشروع الاحتلال.
هذه الحالة الصادمة تتزامن مع تشتت وفرقة بين الفصائل في فلسطين أثرت أثراً بالغاً على نفسية الشباب وأدخلتهم في مسار لم يعودوا فيه قادرين على رصد وجهة البوصلة، علماً أن الواقع يضغط بشدة باتجاه مواجهة كل ما تتعرض له القضية ويحاك للوطن من خلال حركة دائمة في الواقع للمشروع الصهيوأمريكي الاستيطاني الاحتلالي على الأرض يضغط على الأعصاب ويُغلق آفاق المستقبل أمام الشباب في تحقيق حياة على أرضه حراً يطمح في بناء مستقبل على مستوى وطني وشخصي.
هذا التحدي الحاضر بقوة أثناء بلورة رؤى الشباب وتكوين آرائهم وتحديد مواقفهم يدفعهم للتعبير عن الغضب من قراءة المشهد بتفاصيله.
جيش احتلال يجتاح أكثر من عشرين مدينة وقرية وبلدة ومخيم في كل ليلة، ويعتقل يومياً بمعدل 15 فلسطينياً، ويهدم المنازل وينشر الحواجز ويحمي المستوطنين العابثين المعتدين على حقوق ومصالح ومشاغل ومتاجر الفلسطينيين، وسلطة لا تشجع على المقاومة والمواجهة، بل تمنع المقاومين وتعتقلهم وتجردهم من سلاحهم بعد أن جُردت من صلاحياتها ونفوذها في الحكم لصالح حكومة المنسق في بيت إيل.
هذه المعطيات والحقائق تضغط بشكل لحظي ودائم من واقع حضورها المؤثر على حركة وأنفاس الشعب ومنهم الشباب في كل حركة من تفاصيل الحياة المتداخلة والمتصلة بالاحتلال، فالواقع يدفع باتجاه المقاومة ومواجهة هذا المشروع التدميري الذي يعصف بكل شيء ويهدد كل شيء، فالبيئة مؤاتية والظروف مناسبة، وفي المقابل وجود عقبات تحول دون تجسيد الشباب شخصيتهم عملياً الرافضة المعاندة للواقع المقاومة له بكل الوسائل.
في ظل هذا الازدحام والاكتظاظ بالتناقضات أصبح الشباب مشدوهين حائرين ما بين مقاومة الاحتلال المجرم فيجد نفسه يتصدى للسلطة من واقع هذا الدور الذي تعتقد أن مصيرها واستمرارها مرتبط فيه، فنشاهد عملية مقاومة مستمرة ومتصاعدة لكنها محكومة بهذه التأثيرات التي تُعقد المشهد على وضوحه، احتلال يحتل ويقتل ويهدم ويصادر ويعتقل يجب أن يقاوم فطرياً ونضالياً لكن يصطدم بقراءة فلسطينية لا تتفق مع هذا الخيار الفطري خيار الشعوب مسار الثورات، بوابة الخروج من ربقة الاحتلال إلى الاستقلال.
فيا أيها الفلسطينيون؛ المشهد واضح والاحتلال، لا يُفلّ إلا بالحديد والنار والمقاومة، فلا تترددوا واضربوا عن قوس واحدة في كل مكان وزمان، واعلموا أنه لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
تحذير حقوقي من كارثة إنسانية خطيرة في رفح مع إغلاق المعابر
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن نذر كارثة إنسانية خطيرة متعددة الأبعاد بدأت تتفاقم سريعًا في رفح جنوب قطاع...
تركيا تطالب إسرائيل بالانسحاب من معبر رفح فورا
أنقرة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الخارجية التركية، إن "أي عملية ستجري في رفح ستؤثر على العالم بأسره"، ودعت إسرائيل إلى الانسحاب فورا من...
شيخ الأقصى يدعو الأمّة لمواجهة المؤامرة الصهيونية وشد الرّحال للقدس
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد الشيخ رائد صلاح في مقابلة إعلامية أنّ سعي الاحتلال لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك ليس جديدًا بل هو...
هيئة حقوقية: ارتفاع عدد معتقلي الضفة إلى 8610 منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت هيئة الأسرى وشؤون المحررين ارتفاع عدد المعتقلين في الضفة الغربية المحتلة، الثلاثاء، إلى 8 آلاف و610...
أونروا تطالب بإعادة فتح المعابر الرئيسية في غزة دون تأخير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، إن "المعابر الرئيسية في قطاع غزة...
وفد قيادي من حماس يصل إلى القاهرة لمتابعة جهود وقف العدوان
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الثلاثاء، أن وفدًا رفيعًا برئاسة رئيس حركة حماس في غزة د. خليل الحية، وصل إلى...
حمدان: الكرة في ملعب نتنياهو وعصابته وعمليته العسكرية برفح لن تكون نزهة
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان مساء اليوم الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت، أنه وعلى...