الخميس 18/أبريل/2024

إسرائيل تفقد توازنها

ناصر ناصر

إن تطورات الساعات الأخيرة في “إسرائيل” من حل الكنيست بعد أقل من شهر ونصف على الانتخابات، وإجراء انتخابات جديدة في 17-9 لهو دليل على فقدان التوازن إلى حد الجنون في “إسرائيل”، فقد تكون لذلك أسباب عميقة، ولكن السبب المباشر هو سيطرة الدوافع الشخصية والأنانية على متخذي القرار في “إسرائيل”، وتحديدا ليبرمان الذي سيسجل في التاريخ مرة واحدة، وعلى الأرجح للأبد، بأنه قاد “إسرائيل” لانتخابات مبكرة مرتين خلال شهر: الأولى بدعوى الخضوع لحماس والثانية بدعوى الخضوع للحريديم.

لقد كانت تصريحات نتنياهو فور الإعلان عن حل الكنيست لافتة أيضا، فهي تشير إلى حقيقة ما جرى وما ستؤول إليه الأمور، فنتنياهو كان تحت هول الصدمة ولم يكن مقتنعا بأن ليبرمان سيفعل ما فعل، وقد أقر بقوله: لم أفهم ذلك في البداية، وبذا اعترف بخطئه في فهم شريكه الطبيعي فوصفه بأسوأ ما يمكن في “إسرائيل” حاليا، وهو “ليبرمان يساري”، وهو وصف يدل أيضا عن فقدان نتنياهو لتوازنه، فليبرمان أبعد ما يكون عن ذلك.

إن اللافت الأهم في تصريحات نتنياهو هو عدم استخدامه أو ذكره لمدى الضرر الذي سيلحقه حل الكنيست والذهاب لانتخابات جديدة على الأوضاع السياسية في المنطقة، فخطة ترمب على الأبواب وحل الكنيست يعني تأجيلها بل تعطيلها، وبالتالي حرمان “إسرائيل” مما كانت تهدف إليه على وجه الحقيقة وهو تبرئة “إسرائيل” من صورتها كرافض للحلول السلمية، وإدانة الفلسطيني بذلك، مما يعني شرعنة ما تقوم به “إسرائيل”، فلا يوجد شريك حقيقي لعملية السلام على حد زعمهم.

لم يذكر نتنياهو أيضا وفي سعيه لإدانة خطوة ليبرمان “المجنونة” مدى تأثير حل الكنيست وضرب الاستقرار السياسي الداخلي في “إسرائيل” على محاربة إيران في المنطقة، وخاصة في خضم التصعيد المستمر في الخليج هذه الأيام.

لماذا لم يتطرق نتنياهو لما سبقت الإشارة إليه؟ إما لفقدانه التوازن من هول صدمة حل الكنيست وعدم قدرته على استجماع كافة قواه الفكرية والسياسية والخطابية، وإما لأن تلك المبررات أي إيران وصفقة القرن ما هي إلا أعذار غير جدية تماما، يتم استخدامها لتغطية السياسات الحقيقية الداخلية والخارجية للدولة العنصرية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات