تفجيرات غزة.. ابحث عن المستفيد!
ما هي إلا ساعاتٌ قليلةٌ على الهجوم الانتحاري الذي أدى لاستشهاد 3 من عناصر الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، حتى استطاع الجهاز الأمني التابع لحركة حماس من كشف ملابسات تلك الجريمة المروعة، وإلقاء القبض على العقل المدبر لها، بالإضافة لمجموعة أخرى مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالانتحاريين.
على الرغم من إدانة السلطة الفلسطينية، ورئيسها محمود عباس، إلا أن حركة حماس تعتبر من أوائل الجهات التي واجهت خطر الفكر المتطرف في قطاع غزة، منذ قضاء الحركة على مجموعة عبد اللطيف موسى، الذي أعلن إنشاء إمارة مستقلة في مسجد ابن تيمية بالقطاع عام 2009، بعد أن كفَّرت جماعته التي كانت تدعى “جند أنصار الله”، حركة حماس.
الكيان الصهيوني الذي فشل في القضاء على حركة حماس عبر شن ثلاثة حروب طاحنة، بدأ يفكر في إرباك الوضع الأمني في قطاع غزة من الداخل، عبر مخططات صهيونية تفجيرية يسهل معها اختراق وتوجيه الجماعات المتطرفة، بدليل أن الانتحاريان استهدفا حاجزاً لشرطة المرور، وبالتالي لم يكن الهدف ذا جدوى أمنية يستحق أن يضحي الإنسان بحياته من أجله، فالمهم أن يكون التفجير قد حصل، وبالتالي فرض أولويات جديدة غير متوقعة على المقاومة تستهدف تأثيرها على المواجهة.
لكن ما رشح من معلومات، فإن المخطط كان يستهدف محاولة تنفيذ عمليات تفجيرية واسعة في أماكن مزدحمة بأفراد الأجهزة الأمنية من بينها وسائل نقل أفراد الشرطة الفلسطينية، فالاحتلال عاجزٌ عن إعادة سيناريو حرب العام 2008، للكلفة العسكرية الكبيرة التي لم يعد يطيق احتمالها.
وبالنظر إلى العمليات التي قامت بها المجموعات المتشددة، نجد أن الطرف الصهيوني هو المستفيد الأكبر منها، من خلال اغتيال الشهيد والأسير المحرر مازن فقها، أو تفجير موكب رئيس الوزراء السابق رامي الحمد الله، أو محاولة قتل وكيل وزارة الداخلية الأسير المحرر توفيق أبو نعيم.
في الحديث عن التوقيت والسياق الإقليمي، فإن الاحتلال أكبر المستفيدين من التفجيرات الانتحارية، في ظل ما تشهده المنطقة من توترات بين الكيان الصهيوني وحزب الله، وحديث المقاومة الفلسطينية عن دخولها في المواجهة القادمة، وبالتالي أراد الاحتلال القول بأن الأوضاع الأمنية في قطاع غزة لن تكون هادئة، في محاولة لتحييد المقاومة عن أية مواجهة عسكرية قادمة في شمال فلسطين، وعلينا الاعتراف هنا أن العدو الصهيوني بارع جداً في خلط الأوراق، وتنفيذ ضربات أمنية لتحقيق أهدافه الإستراتيجية.
على مدى سنوات مرت العلاقة بين حماس والجماعات المتشددة بمراحل متعددة، من الحوارات الفكرية، إلى الملاحقة الأمنية، لكنّ هذه التفاهمات سرعان ما انهارت، نتيجة تدخلات إقليمية أو صهيونية، إلا أن المهم والواضح أن حماس لديها القدرة العسكرية والإمكانات المطلوبة لمواجهة أفراد التنظيم، والسيطرة على عناصره، والأهم هو الالتفاف الشعبي حول الحركة ونهجها المستقيم في مواجهة العدو الصهيوني دون غيره.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
حماس: ندعو العالم لتحركٍ عاجلٍ لوقف عمليات القتل الممنهج لأبناء شعبنا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأربعاء: إنّ المشاهد التي بثّتها قناة الجزيرة، والتي توثق جريمة جنود...
خطاب الضيف يستنهض الشعوب العربية مجددًا لكسر “الخذلان”.. فهل تستجيب؟
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام بعد 173 يومًا من العدوان الصهيوني الغاشم على غزة، وما قدمه أهلها من عشرات آلاف الشهداء والجرحى دفاعًا عن الأمّة ومسرى...
مشاهد مروعة توثق إعدام جنود إسرائيليين لمدنيين فلسطينيين شمال غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أظهرت مشاهد حصرية حصلت عليها الجزيرة إعدام جنود إسرائيليين، مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة لشمال قطاع غزة عبر...
45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام أدى نحو 45 ألف مصل فلسطيني، الأربعاء، صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك، رغم القيود التي تفرضها سلطات...
الإعلام الحكومي بغزة: كابوس المجاعة في الشمال لن يزول إلا بإدخال مساعدات مستدامة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، اليوم الأربعاء إنّ كابوس المجاعة في شمال القطاع سيبقى قائماً،...
استشهاد الشاب وليد الأسطة متأثرا بإصابته بقصف إسرائيلي في جنين
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب فلسطيني، مساء اليوم الأربعاء، متأثرًا بإصابته بقصف إسرائيلي لمخيم جنين للاجئين، غربي مدينة جنين،...
العفو الدولية تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن: آن أوان منع “الإبادة” في غزة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام رحبت منظمة العفو الدولية، الأربعاء، بتقرير أممي خلص إلى ارتكاب إسرائيل "إبادة جماعية" في غزة، قائلة إنه "آن...