الخميس 28/مارس/2024

تفجيرات غزة.. ابحث عن المستفيد!

حبيب أبو محفوظ

ما هي إلا ساعاتٌ قليلةٌ على الهجوم الانتحاري الذي أدى لاستشهاد 3 من عناصر الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، حتى استطاع الجهاز الأمني التابع لحركة حماس من كشف ملابسات تلك الجريمة المروعة، وإلقاء القبض على العقل المدبر لها، بالإضافة لمجموعة أخرى مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالانتحاريين.

على الرغم من إدانة السلطة الفلسطينية، ورئيسها محمود عباس، إلا أن حركة حماس تعتبر من أوائل الجهات التي واجهت خطر الفكر المتطرف في قطاع غزة، منذ قضاء الحركة على مجموعة عبد اللطيف موسى، الذي أعلن إنشاء إمارة مستقلة في مسجد ابن تيمية بالقطاع عام 2009، بعد أن كفَّرت جماعته التي كانت تدعى “جند أنصار الله”، حركة حماس.

الكيان الصهيوني الذي فشل في القضاء على حركة حماس عبر شن ثلاثة حروب طاحنة، بدأ يفكر في إرباك الوضع الأمني في قطاع غزة من الداخل، عبر مخططات صهيونية تفجيرية يسهل معها اختراق وتوجيه الجماعات المتطرفة، بدليل أن الانتحاريان استهدفا حاجزاً لشرطة المرور، وبالتالي لم يكن الهدف ذا جدوى أمنية يستحق أن يضحي الإنسان بحياته من أجله، فالمهم أن يكون التفجير قد حصل، وبالتالي فرض أولويات جديدة غير متوقعة على المقاومة تستهدف تأثيرها على المواجهة.

لكن ما رشح من معلومات، فإن المخطط كان يستهدف محاولة تنفيذ عمليات تفجيرية واسعة في أماكن مزدحمة بأفراد الأجهزة الأمنية من بينها وسائل نقل أفراد الشرطة الفلسطينية، فالاحتلال عاجزٌ عن إعادة سيناريو حرب العام 2008، للكلفة العسكرية الكبيرة التي لم يعد يطيق احتمالها.

وبالنظر إلى العمليات التي قامت بها المجموعات المتشددة، نجد أن الطرف الصهيوني هو المستفيد الأكبر منها، من خلال اغتيال الشهيد والأسير المحرر مازن فقها، أو تفجير موكب رئيس الوزراء السابق رامي الحمد الله، أو محاولة قتل وكيل وزارة الداخلية الأسير المحرر توفيق أبو نعيم.

في الحديث عن التوقيت والسياق الإقليمي، فإن الاحتلال أكبر المستفيدين من التفجيرات الانتحارية، في ظل ما تشهده المنطقة من توترات بين الكيان الصهيوني وحزب الله، وحديث المقاومة الفلسطينية عن دخولها في المواجهة القادمة، وبالتالي أراد الاحتلال القول بأن الأوضاع الأمنية في قطاع غزة لن تكون هادئة، في محاولة لتحييد المقاومة عن أية مواجهة عسكرية قادمة في شمال فلسطين، وعلينا الاعتراف هنا أن العدو الصهيوني بارع جداً في خلط الأوراق، وتنفيذ ضربات أمنية لتحقيق أهدافه الإستراتيجية.

على مدى سنوات مرت العلاقة بين حماس والجماعات المتشددة بمراحل متعددة، من الحوارات الفكرية، إلى الملاحقة الأمنية، لكنّ هذه التفاهمات سرعان ما انهارت، نتيجة تدخلات إقليمية أو صهيونية، إلا أن المهم والواضح أن حماس لديها القدرة العسكرية والإمكانات المطلوبة لمواجهة أفراد التنظيم، والسيطرة على عناصره، والأهم هو الالتفاف الشعبي حول الحركة ونهجها المستقيم في مواجهة العدو الصهيوني دون غيره.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات