الخميس 28/مارس/2024

رحيل زيتونة فلسطين الحاج خضر صقر

د. أسامة الأشقر

وارتحلت قامة أخرى كبيرة من الرعيل الأول للحركة الإسلامية في فلسطين، الحاج خضر موسى إسماعيل صقر ، ابن قرية البطانة الغربي إلى الجنوب من يافا بنحو 35كلم ، عام 1936م.

وهاجرت أسرته بعد النكبة إلى خان يونس في قطاع غزة، ثم ارتحل إلى الكويت في ستينيات القرن الماضي وعمل فيها مدرساً للغة العربية، وخرّج أجيالاً كثيرة هناك.

كان للحاج خضر أبي محمد دور مذكور كبير يعرفه المؤسسون الأوائل وكوادر الصفوف الأولى والثانية في الكويت حيث نشأ العمل الإسلامي لفلسطين، وبقي منخرطاً في سائر الأعمال التنظيمية في الكويت، وتتلمذ الكثيرون على يده ورافقوه في مسيرته، ثم أكمل رسالته في السودان حيث شغل فيها مواقع عدة من أبرزها رئاسته للجالية الفلسطينية منذ تشكيلها أوائل التسسعينيات، ولاسيما مع خروج أعداد كبيرة من الفلسطينيين من الكويت عقب الاجتياح العراقي للكويت، وعمل الحاج مديراً لصندوق الطالب الفلسطيني وكان في غاية الاعتناء بطلاب فلسطين وعائلاتهم في السودان، وكان أيضاً على رأس مؤسسات عديدة معلنة وغير معلنة.


الفقيد الحاج خضر صقر

كان الحاج خضر من أبرز الشخصيات الدعوية التي يجمِع عليها الناس، فقد كان محبوباً مَرْضيّاً من الجميع، ولا أكاد أعرف أحداً تكلم فيه بسوء، وكان محسناً كريماً عظيم البر؛ وكان من ملازمي المسجد، ولم يقعِده عنه إلا شدة المرض، إلا أنه ظل قويّاً على عبادته وذكره رغم شدة حاله.

وكان مقصد الفلسطينيين وأكثر العرب في السودان يصلح بينهم ويجمعهم في خير ويشاركهم في مناسباتهم؛ وأذْكر عنه رحمه الله كيف كان يطوف بسيارته مع زوجه الحاجة أم محمد فتحية خريس رحمها الله يزورون الناس ويتعرفون أحوالهم، وكان يكون معهم غالباً الحاج أبو سامي جامع أبو الروس وزوجه رحمهما الله .

ابتلي الحاج خضر رحمه الله بفقدان سمعه بعد عدة عمليات جراحية منتصف العقد الأول من الألفية الثانية، واشتد ضعف بصره، وضعف جسده ولاسيما مع شدة وطأة السكر عليه، فصبر واحتسب حتى وافاه الأجل المحتوم صباح الإثنين السابع من سبتمبر 2020 بعد خمسة عشر عاماً من العلة المقعِدة، واستنفر أولاده حفظهم الله في رعاية والدهم والقيام على أمره وحاجته.

وقد أكرمني الله بمصاهرته والزواج من ابنته أم عمر صبّرها الله وأعظم أجرها؛ وبالغُ العزاء لأبنائه محمد وأحمد ومحمود وإبراهيم، وبناته أم أنس وأم عمرو وأم أنس، ولجميع أهله وأسرته، ولإخوانه ورفقاء دربه وتلاميذه ، ولفلسطين والسودان والكويت التي عرفته مربياً ومعلماً وقائداً.

رحمه الله وتقبله في الصالحين وأكرم نزله وأعظم أجره

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات