الجمعة 26/أبريل/2024

أكاديميون بلا حدود

أكاديميون بلا حدود

 

صحافيون بلا حدود ،أطباء بلا حدود، صيادلة بلا حدود، كتاب بلا حدود…….. كلها أسماء لنخب من المجتمعات تكتلت وتجمعت من أجل صالح البشرية وضد العنصرية وضد الاضطهاد،وضد القتل ، ومن أجل تقديم المساعدة للبشر في كافة أماكن تواجدهم من أجل مساعداتهم للتخلص من آثار الممارسات القمعية والتسلطية والتخفيف عنهم من ممارسات المحتل الغاصب فلماذا لا يكون هناك تجمع أكاديميون بلا حدود ؟؟؟

فالأكاديميون هم الشريحة النخبوية القيادية في المجتمعات وهي التي تنتشر بشكل واسع داخل وخارج المؤسسات العلمية والأكاديمية وهي التي تحتك بأوسع شريحة مجتمعية ألا وهي شريحة الطلاب الجامعيون، وهي الشريحة التي تستطيع صناعة القادة وهي التي تستطيع التأثير على الرأي العام من خلال شريحة الطلاب الذين يتلقون دروسهم وعلومهم مباشرة من خلال الأكاديميين المنتشرين في جميع أرجاء المعمورة .

ففكرة العمل العالمي المشترك للأكاديميين من خلال أطار عالمي ليست فكرة بالمعجزة ولا بالمهمة صعبة المنال فهاهي الشرائح العلمية المهنية جميعها تتكتل من خلال تجمعات عالمية لتقدم خدمات للشعوب المقهورة التي تعاني من ممارسات الاضطهاد والاحتلال وعلى رأسها الممارسات الصهيونية، فقد ظهرت أعمال هذه التجمعات والتكتلات المهنية العالمية لصالح الشعب الفلسطيني منذ اندلاع الانتفاضة الأولى وحتى سنوات انتفاضة الأقصى يتسابقون في تقديم الخدمات لأبناء الشعب الفلسطيني، ويشاركون الشعب الفلسطيني أعمال مقاومته المحتل الغاصب كما هو حاصل في مجابهه جدار الفصل العنصري ،وفي كثير من الأعمال التطوعية ويكشفون عن ممارسات الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.

ففكرة إقامة تجمع أكاديميون بلا حدود قد بدأت تتبلور وتظهر على السطح عندما ظهرت خطوات الأكاديميون البريطانيون في مطالبتهم بمقاطعة الأكاديميون الصهاينة وتبعهم في ذلك الأكاديميون الأيرلنديون عندما قاموا بحمله لمقاطعة (إسرائيل) ومطالبتهم للإتحاد الأوروبي لسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على دولة الكيان الصهيوني

الأكاديميون البريطانيون مشاركة خارج حدود بريطانيا:

          في هذا السياق ظهر دور أساتذة الجامعات الريادي في بريطانيا في خدمة قضايا الشعوب العادلة وخاصة الشعب الفلسطيني فقد أعلنت منظمة اتحاد المحاضرين البريطانيين، والتي يصل أعضاؤها إلى 67 ألف محاضر في الجامعات البريطانية وهي من أكبر المؤسسات الأكاديمية في بريطانيا عن نيّتها مقاطعة المحاضرين والمؤسسات الأكاديمية في الكيان الصهيوني بسبب عدم معارضة هذه المؤسسات لسياسة الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة، وقد دعت الجمعية إلى مقاطعة المؤسسات الأكاديمية في الكيان الصهيوني بسبب السياسة الفاشية للحكومة الصهيونية، وبسبب بنائها جدار الفصل العنصري وحصارها وتجويعها للشعب الفلسطيني

وقد لاقت دعوات المقاطعة نجاحاً عندما رفض عدد من المحاضرين الأوروبيين ومحاضرين من الولايات المتحدة المجيء إلى الكيان الصهيوني بعد تلقّيهم دعوات لعقد لقاءات أكاديمية دراسية داخل مؤسسات الكيان الصهيوني؛ كما لاقت رفضا واضحاً من قِبَل المؤسسات الأكاديمية في أوروبا في إشراك أكاديميين صهاينة أو نشر آراء لهم.

وفي السياق نفسه أدانت الجمعية موقف الحكومة البريطانية لمعارضتها نتائج الانتخابات الديمقراطية التي حصلت في فلسطين والتي أدّتْ إلى فوز حركة المقاومة الإسلامية “حماس”. ودعتْ حكومة بريطانيا إلى التراجع عن موقفها والاعتراف بنتائج الانتخابات الديمقراطية. وأعربت الجمعية عن مساندتها للجامعات الفلسطينية أمام الهجوم المتواصل من قِبَل حكومة الكيان الصهيونيّ.

الأكاديميون الايرلنديون مشاركة خارج حدود ايرلندة :-

وفي هذا السياق أصدرت حملة التضامن الأيرلندية مع الشعب الفلسطيني، بيانا موقعا من 61 أكاديميا ايرلنديا من مختلف التخصصات يطالب الاتحاد الأوروبي بوقف صرف أية أموال أو معونات للمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية حتى تنصاع إسرائيل إلى الشرعية الدولية وتنفذ قرارات الأمم المتحدة الداعية إلى إنهاء الاحتلال. وقد أكد البيان أن ما يتعرض له الطلبة الفلسطينيون على الحواجز الإسرائيلية وما يعانونه بسبب سياسة الحصار والإغلاق ومنع التجوال، وان الاعتداءات المتكررة على المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية من جامعات ومدارس يشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والقانون الدولي، ويستوجب اتخاذ خطوات عملية وليس مجرد دعوات لفظية تجبر إسرائيل على تنفيذ التزاماتها الدولية. و أن هذا النداء الصادر عن الأكاديميون الأيرلنديون موجه ضد المؤسسات الإسرائيلية التي توفر للسياسة الإسرائيلية الحكومية غطاء أخلاقيا وعمليا يحجب حقيقة سياسة الاحتلال. وطالب النداء الأكاديميين عموما بالامتناع عن تقديم أي نوع من التعاون مع مثل تلك المؤسسات إلى أن ترفع تلك المؤسسات الإسرائيلية الغطاء عن ممارسات الحكومات الإسرائيلية كقوة احتلال. وإن عدد كبير من المؤسسات والهيئات الأكاديمية وغير الأكاديمية من مختلف أنحاء العالم قد استجابت لهذه الدعوة، ومن أبرزها الاتحاد الأكاديمي البريطاني، اتحاد الموظفين العاميين الكندي، مجلس اتحادات التجارة لجنوب إفريقيا، حيث يدعو الأخير إلى فرض عقوبات على إسرائيل حتى توفي بالتزاماتها الدولية وتوفي الفلسطينيين كامل حقوقهم.

الأكاديميون الفلسطينيون وأكاديميون بلا حدود ؟؟؟

إن استعراضنا لدور الأكاديميون على المستوى العالمي ودورهم وفعلهم ضد الممارسات الصهيونية ومساندتهم للقضية الفلسطينية من خلال أفعال وأعمال أكاديمية إنما أطفا على السطح سؤال ماذا بالنسبة للأكاديميين الفلسطينيين ؟… وأين دورهم؟… بل أين موقعهم فيما يدور اليوم على الساحة الأكاديمية الفلسطينية والدولية؟ وهل شريحة الأكاديميين غائبة أم مُغيَّبَة أم مقصرة ؟… وهل لديها القدرة على الخروج من  حالة السبات التي تعيش ، وتخرج من حالة تواجدها داخل أسوار الجامعات لتخرج إلى مشاركتها في قضايا الأمة والقضايا الاجتماعية لتساعد في خلق حالة من المساندة وتكون رافعة لإخراج الأمة من حالة الضعف والهوان التي تعيش فلا ندع الأكاديمي الصهيوني يلعب في الساحة الدولية لوحده ، فهاهي فرصة خلق أطار أكاديمي دولي تلوح في الأفق على شاكلة أطباء بلا حدود، وكتاب بلا حدود ،وصيادلة بلا حدود

فمن خلال النشاط الأكاديمي المحلي والدولي يمكن خلق حالة من فضح ممارسات المحتل ضد الشعب الفلسطيني وتصحيح مسار العمل السياسي والمقاوم من خلال عقد اللقاءات وورش العمل والمؤتمرات العلمية التي تعمل على تقييم التجربة وتعمل على المشاركة العربية والإسلامية والأجنبية في عمل أكاديمي مشترك يعمل على محاصرة الفعل والنشاط الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني

إن تجربة الأكاديميين الفلسطينيين تحتم علينا إعادة التقييم، وإعادة تفعيل دورهم على الساحة السياسية الفلسطينية، ولن يكون ذلك إلاّ من خلال حركة وعي فكري، ومن خلال قيام نخبة من الأكاديميين بأخذ زمام المبادرة وأخذ دورهم الريادي والاتصال بالأكاديميين على الساحة العربية والإسلامية والأجنبية لخلق أطار أكاديمي دولي لمناهضة الممارسات الصهيونية العنصرية،كما الحال في أطر مناهضة التطبيع ومناهضة الصهيونية، وما خطوات الأكاديميين البريطانيون والأيرلنديون إلا لبنات وخطوات أولوية يمكن الاستناد عليها لبناء هذا الإطار الدولي أكاديميون بلا حدود
 
 

* أستاذ جامعي – جامعة الأقصى-فلسطين –غزة

[email protected]

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

45 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

45 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلامأدى 45 ألف مواطن صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى المبارك، في حين منعت قوات الاحتلال، العشرات من الشبان...