الجمعة 26/أبريل/2024

رسالة عاجلة إلى الاخوان !!

رسالة عاجلة إلى الاخوان !!

 

يتعرض الشعب الفلسطيني وحكومته المنتخبة ديمقراطيا لأقسى وأسوأ وأحقر حصار مشدد من قبل تحالف دولي استعماري واقليمي تشارك فيه معظم الانظمة العربية ومحلي تقوده جماعة أوسلوا المفرطة بزعامة ثلة معروفة منهم ابتداء من عباس وليس انتهاء بدحلان والرجوب وعريقات ونبيل عمرو وأبو ردينة وغيرهم ، هؤلاء جميعا يشاركون في حصار شعب وحكومته بطريقة لم يسبق لها مثيل ربما تاريخيا ، إنه حصار غير مسبوق بكل المقاييس و المعايير.

 يأتي الحصار الاقتصادي والسياسي المفروض على الشعب الفلسطيني وحكومته لسبب واضح ومعروف هو أن حركة حماس لاتريد أن تتنازل عن الاسس والثوابت الوطنية الفلسطينية ، فجموعه الاشتراطات والاملاءات المتعلقة بالاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف ” تجريم المقاومة ” والاعتراف بالاتفاقيات السابقة تشكل كارثة سياسية ووطنية في حال اعتراف حركة حماس بها وذلك لسببين :

 الاول : أن الاعتراف بإسرائيل والقبول بالاملاءات والاشتراطات السابقة سيشكل ضربة قاصمة وقاضية للمشروع الوطني برمته ولاداته الاستراتيجية التي تقوم على مبدأ المقاومة المسلحة والعسكرية ضد الاحتلال ،الاعتراف بإسرائيل سيمس بشكل جوهري الجانب الايماني والمعنوي بعدالة القضية وبالتالي فان الامر سينعكس على الاداء الجهادي ضد الاحتلال كما ونوعا ، تخيلوا لو ان حركة حماس قبلت بشروطهم واعترفت باسرائيل لا سمح الله فكيف سيكون الموقف العقدي الجهادي لابن كتائب القسام مثلا في المستقبل حينما يريد ان ينخرط في الجهاد ثانية لان اسرائيل لم تعطينا مقابل هذا الاعتراف الحد الادنى من حقوقنا وهي بالتأكيد ستفعل ذلك بناء على طبيعة وفلسفة الكيان الصهيوني نفسه وكذلك تاريخه المعروف مع من اعترف به ولم يجن منه سوى المزيد من الاحتلال والاستيطان والاغتيال والاعتقال والجدار والحصار ..الخ

 بالطبع سيكون موقف هذا المجاهد أوذاك مصاب بالإحباط واليأس وعدم الدافعية والحافزية لامتطاء صهوة الجهاد والمقاومة ذلك لأن الحق كل متكامل لايقبل التجزئة وأنصاف الحلول والحق مرتكزه الاساس التمسك بالاسس والثوابت وعدم التفريط بها مهما كانت الظروف المحيطة من القسوة بمكان .

 ثانيا : كارثة القبول بالاعتراف باسرائيل وبالشروط الاملائية الاخرى من قبل حماس وحكومتها ستكون مضاعفة حتما وجدا كذلك على المشروع الوطني الفلسطيني وعلى حركة حماس ايضا ذلك انه من الجنون ومن العبث أن يتم النحو نحو امر تم تجريبه ومن ثم ثبت فشله فمنظمة التحرير الفلسطينية وكل الحكومات الفلسطينية السابقة كانت قد اعترفت باسرائيل فماذا كانت النتيجة سوى المزيد من شرعنة الاحتلال والاستيطان على ما تبقى من ارض فلسطين وكذلك القضاء على المنظمة وهدم الاسس التي وجدت من اجلها وذبح حركة عملاقة كبيرة كحركة فتح التي ادت بها سياسيات قادتها وتنازلاتهم إلى تناحرها الداخلي وتشتت وحدتها وهزيمتها في الانتخابات الاخيرة فهل يعقل بعد هذا كله ان تأتي وتعترف حماس باسرائيل وبشروطها وشروط امريكا هكذا دونما ثمن على الاقل .

 تزداد في هذه الايام الضغوط على الشعب الفلسطيني وعلى حكومته وعلى حركة حماس ،التي تعتبر وبحق الحصن الاخير للتمسك بالثوابت الوطنية وعدم التفريط بها، للاعتراف بإسرائيل والقبول بتجريم المقاومة والاعتراف والامتثال للاتفاقات المذلة والمهينة التي داستها الالة العسكرية الاسرائيلية بجنازيرها.

اشتداد الضغط على حماس والحكومة الآن من العدو الصهيوني والامريكي واحلافهما من الغرب والعرب المتآمرين تزداد وطأته عن ذي قبل والسبب في ذلك أن المشروع التزاوجي التلاحمي الصهيو- أمريكي في المنطقة وفي فلسطين قد اصابه الانكشاف بعد الذي جرى في الحرب الاخيرة في لبنان فإسرائيل الآن أمام خيارين – لو كان هنالك عربا- الخيار الاول وهو أن تقبل إسرائيل بالسلام العادل والشامل بمعنى أدق وأفضل أن تنسحب إسرائيل من جميع اراضي أل67 جميعها وأن تعيد اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم ،ذلك أن هذا الخيار سيحقق لها الامن ولو إلى حين . الخيار الثاني أن تلجأ إسرائيل إلى الحرب الشاملة مع محور المقاومة والممانعة لازالة الخطر الذي يهدد امنها وهذا بالطبع ما لاتستطيع عليه لا أمريكا ولا إسرائيل ضمن حساب العقل والمنطق الاستراتيجي إلا إذا أرادت أمريكا وإسرائيل التهور.

 يبدو أن أمريكا وإسرائيل ومن تواطىء معهم من غرب وعرب أرادوا أن يواجهوا محور المقاومة والصمود العربي والاسلامي بألية التجزئة والعزل والخداع والتمويه” وعودة حليمة الى عادتها القديمة” حول ما يتعلق بكذبة ما يسمى بعملية السلام والاخيرة الآن تجري على قدم وساق في فلسطين بجهود يبذلها وكلاء مخلصون مثل السيد عباس وزلمه اللذين لا يمثلون الشعب الفلسطيني وبجهود عربية يقودها المثلث العر – صهيو أمريكي في المنطقة ممثلة في الاردن وسوريا ومصر، هؤلاء جميعا يريدون إسقاط الجهة التي تمثل العزة والكرامة والتمسك بالثوابت في الشارع الفلسطيني عبر حصارهم لها ولشعبها .

 ما أريد أن أقوله في هذه المقالة وهو سبب التوضيح المسهب سابقا أنه قد آن الأوان ليتحرك الإخوة في حركة الاخوان المسلمين سواء في الاردن أو في مصر أو في غيرها ذلك لأن الأمة في هذه المرحلة تحيا في سياق مرحلة هامة ومفصلية استراتيجية خطيرة جدا فإما أن تتحرك الأمة برمتها ولو في سياق الحد الادنى من التحرك وبالتالي تكون هذه المرحلة نقطة تحول باتجاه التقدم ايجابيا وإما أن نتقاعس كحركة اسلامية ومن ورائها الامة في نصرة الحركة الاسلامية المحاصرة هي وشعبها في فلسطين وبالتالي تكون هذه المرحلة نقطة تراجع سلبي-لا سمح الله – على مستوى القضية والامة .

 الشعب الفلسطيني وحكومته الشرعية أو فلنقل بعبارة أدق إن المشروع الإسلامي في فلسطين محاصر ويراد له الفشل والخيارات التي يطرحها حلف الشر الامريكي والاسرائيلي ومن والاهم ليس فيها أي خير بل إن كل خيار فيه من الشر ما فيه فالمشروع الوطني والاسلامي في فلسطين أمامه خيار إما أن يقبل بالشروط الامريكية والاسرائيلية وإما أن يبقى محاصرا ويبدو أن عملية الحصار باتت سلسة وسهلة في فرضها من قبل الامريكان والصهاينة والسبب يعود في جزء لا بأس به بسبب صمتكم يا اخوتنا في الاخوان المسلمين سواء في مصر أو الأردن أو في غيرهما ، فمتى يا ترى سوف تتحركون ؟!!

 إذا كانت حماس والشعب الفلسطيني على حق في مواقفهما وأنتم يا من تقودون مشروعا اسلاميا أيضا وتحسبون أنفسكم والله حسيبكم على حق أليس الأحرى بنا وبكم جميعا أن نتحرك لمواجهة ظلم الامريكان والصهاينة وتآمر ملوك العرب وحكامهم ومعهم عباس ومن والاه .

 لقد اصبحت الخيانة وجهة نظر يتشدق اصحابها بالعقلانية والمنطقية والواقعية فعباس لم يتورع عن البوح بأنه على كل حكومة فلسطينية قادمة أن تعترف بإسرائيل حتى في اللحظة التي أخرسته فيها السيدة لفني حين قالت في كلمتها أمام الجمعية العامة للامم المتحدة أن إسرائيل لا يمكن أن تقبل بالانسحاب من أراضي 67 لم يكتف عباس بذلك بل إنه هرول ذاهبا ليجلس معها ويصافح يدها المجرمة الملطخة بدماء أطفالنا وفلذات أكبادنا ، أما نظم العار العربية فقد افتعلت الاختلاف والخلاف فيما بينها حول تبني مشروع المبادرة العربية لتقديمها إلى مجلس الأمن ، كل ذلك من اجل ارضاء أسيادها الصهاينة والأمريكان لطالما أن الأخيرين لا يقبلان باحالة الامر إلى مجلس الأمن،فأتباعهم لا يخالفون لهم أمرا بل إنهم جد مخلصون إذ إن ملوك وحكام الاردن والسعودية ومصر ومعهم قيادات أوسلو يبذلون كل جهد جهيد لإنقاذ أسيادهم الأمريكيين والإسرائيليين من مآزق وورطات سياساتهم الاستعمارية في المنطقة .

إذا كان هؤلاء يتصرفون هكذا وبشكل علني وفاضح دونما حسبان حساب لهذه الامة بأسرها وكأنها بالفعل أمة ميته ، أليس حريا بكم وأنتم تملكون العقيدة والحق أن تقفوا موقفا واضحا وضاغطا تجاه هؤلاء ، إن عدم تحرككم وأنتم تشكلون مركز الثقل كمعارضة إسلامية من بين جميع الحركات والاحزاب العربية قد شجع أذناب الغرب من قياداتكم وقياداتنا على التمادي أكثر وأكثر ، إنه الاستخفاف بعينه .

من الممكن ببعض تحركاتكم ومظاهراتكم المنظمة والمبرمجة أن تؤتي بعض الثمار نحن لانريد منكم حمل السلاح أو المواجهة العسكرية لكن على الاقل إضغطوا أشعروا أنظمتكم أن لا استقرار ولا امن إذا كان إخواننا في فلسطين محاصرين نعم لا تخافوا وتتوجلوا والله إن هذه الأنظمة لمتهرئة وهي أوهن من بيت العنكبوت ، فالمخيف هو أصلا خائف وجبان لاتترددوا… تحركوا.

إن في فلسطين مشروع حق يداهمه الخطر من كل حدب وصوب وهذه الامة واحدة ، فما يجري الآن في العراق مرتبط بفلسطين وكذلك الذي جرى في لبنان ويجري الآن بحق السودان المنطقة العربية كل متكامل كالجسد الواحد ولا عزة لها ولاكرامة إلا بوحدة الإسلام وعزته .

حول ارتباط عزة العرب بالاسلام دون غيره سألني صديق عزيز عنه حيث قال لي لماذا يا اخي العرب عبر مديد تاريخهم لم ينتصروا ولم يحققوا العزة إلا بالإسلام ففي الجاهلية وما قبلها كانوا متناحرين ومشتتتين وبعد أن ابتعدوا عن الاسلام وطبقوا نظما وضعية علمانية وماركسية أيضا لم ينتصروا ولم ينجحوا كغيرهم ممن طبق نظما ومناهج كهذه ؟؟.

قلت له إن المنطقة العربية وفي المركز منها أي الجزيرة العربية بجغرافيتها وديمغرافيتها منطقة مكلفة ومسؤولة عن أعظم رسالة سماوية وهي رسالة الاسلام التي كلف بها القدوة محمد صلى الله عليه وسلم وبالتالي نحن مكلفين بها من بعده وهي ليست تشريف بل انها تكليف وحمل ثقيل مكلفين بتبليغها إلى الناس أجمعين ، وبالتالي فإن العلاقة بيننا وبين حصولنا على العزة والمنعة والانتصار والنجاح والفلاح أو عدم حصولنا عليهن جميعا هو طبيعة علاقتنا مع الاسلام نفسه.

لاحظوا معي أن عزتنا ونصرنا ليس طبيعيا ” فوق العادة ” إذا ما قمنا بواجبنا تجاه مسولياتنا الاسلامية التي كلفنا بها وفي الوقت نفسه لاحظوا معي كم نحن اذلاء ومستخف بنا من انظمتنا القريبة قبل اعدائنا الألداد لأننا لم نلتزم بخطاب التكليف الرباني الخاتم الذي كلفنا به فعزنا مع الاسلام مضاعف وذلنا بغيره مضاعف ، وصدق عمر بن الخطاب إذ يقول ” نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله “
 
 
كاتب وباحث في الشؤون القانونية والسياسية

مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الانسان

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...