الجمعة 19/أبريل/2024

ظاهرة الاعتصام بالمقاومة

ظاهرة الاعتصام بالمقاومة

 

صحيفة الوطن القطرية 1/10/2006

المفكر الفلسطيني الدكتور أحمد صدقي الدجاني هو أول من لفت الانتباه إلى ظاهرة الاعتصام بالمقاومة في مواجهة محاولات قوى الهيمنة الدولية إملاء اتفاقات الإذعان على دولنا نسلم لها فيها باغتصاب حقوق لنا غير قابلة للتصرف حسب المصطلح الدولي الشائع وتتنازل دولنا بموجب تلك الاتفاقات عن أمور تتعلق بالسيادة وتجعلنا مهددين بتسلط الصهيونية العنصرية والقارونيين الجدد من الغربيين الذين يدعمونها والتي بدأت مع اتفاق كامب ديفيد 1978 وبلغت ذروتها بعد حرب الخليج 1991 وانعقاد مؤتمر مدريد يوم 30 أكتوبر 1991 وعملية السلام التي انبثقت مباشرة خلال السنوات 1993 – 1999 التي شهدت إبرام اتفاقات أوسلو فلسطينياً ووادي عربة أردنياً مع الكيان الصهيوني، خلال تلك الفترة ازدهرت ظاهرة قبول الأمر الواقع والتسليم به وفي مواجهة هذه الظاهرة ارتفع شعار «فلنعتصم بالمقاومة» وفي نفس الوقت حاولت الولايات المتحدة فرض حظر دولي على مصطلح المقاومة بزعم أنها إرهاب، وحشدت جل طاقاتها من أجل ذلك ومارست ضغوطاً هائلة ابتزازية وفي مقابل ذلك صمدت المقاومة وتألقت بأبعادها كلها الروحية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، وهكذا ظلت جذوة المقاومة متقدة في روح الأمة وقلوب أبنائها وقامت المقاومة الفكرية بدور خاص رسم طريق المقاومة وعبرت المقاومة الثقافية عن تمسك الأمة بثوابتها وظل العمل الفدائي المقاوم يترك أعظم الأثر في نفوس أبناء الأمة وفي هز نفسية المستعمرين المستوطنين الصهاينة.

في مواجهة حديث أصحاب القبول بالأمر الواقع عن وضع القوى المهيمنة دولياً حلاً للصراع العربي الصهيوني وأن المعاناة من الحرب امتدت وأن الإنسان ينبغي أن ينزع إلى السلام، قال المعتصمون بظاهرة المقاومة إن «الحل» الذي تحاول قوى الهيمنة الدولية بقيادة الولايات المتحدة فرضه هو «حل عنصري» يمكن العنصرية الصهيونية من التحكم والعنصرية بطبيعتها تولد المقاومة لأن الإنسان بفطرته يأبى الخضوع للتمييز العنصري وينزع إلى الحرية والمساواة والعدل وصولاً للسلام الراسخ.

إن القراءة الموضوعية التي توصل إليها الدكتور الدجاني ومن وافقه الرأي كثيرون، للواقع القائم في الصراع العربي- الصهيوني بالرؤية الشاملة، تؤكد أن ظاهرة الاعتصام بالمقاومة سوف تقوى حتى تبلغ المقاومة هدفها وهدف المقاومة هو الوصول باليهود الصهاينة الذين احترفوا الاستعمار الاستيطاني إلى الاقتناع بأن الصهيونية العنصرية وبال عليهم وأنها العدو الحقيقي للسلام والعقبة المستعصية أمام بلوغه، كما أن هدف المقاومة أيضاً هو الوصول بقوى الهيمنة الغربية التي أوجدت الاستعمار الاستيطاني الصهيوني ودعمته بأن مصالحها في منطقتنا سوف تتهدد وأن عليها أن تتحول عن استراتيجية التسلط سبيلاً لتأمين مصالحها إلى استراتيجية التعامل الندي الذي يحترم حقوقنا وأن هذا الكيان الصهيوني العنصري بات عبئاً عليها في ضوء هذه القراءة يكون استخلاص النتائج حول ما يمكن عمله تجاه الصراع العربي – الصهيوني الذي دخل قرنه الثاني وعلى كل فرد في الأمة أن يحدد دوره في مقاومة الصهيونية العنصرية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات