الجمعة 19/أبريل/2024

هل تذكرون انتفاضة الأقصى ؟!!

هل تذكرون انتفاضة الأقصى  ؟!!

 

أتمت انتفاضة الأقصى المباركة قبل أيام عامها السادس ، ودخلت عامها السابع بهدوء دون أي فعاليات تذكر..، هكذا مرت الذكرى مرور الكرام باستثناء قيام عدد من الفصائل باصدار بيانات ربما لرفع العتب –كما يقولون- .

ذكرى الانتفاضة التي كانت تشهد نشاطات و مظاهرات جماهيرية رسمية و شعبية و فعاليات مختلفة تتحدث عن الصمود و البطولة ، تتحدث عن ارهاب وجرائم الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني لم تنظم لها فعالية واحدة !!!.

نعم فالجميع منشغلون بالمناكفة السياسية ، وتحصيل الراتب مهما بلغت التضحيات ، فهو الغاية والمرام ولتختزل قضية شعبنا في الراتب الذي بات واضحا للجميع أن الأموال التي تعكى للفلسطينيين هي أموال سياسية قذرة .

انتفاضة الأقصى التي قدم خلالها شعبنا نحو 4500 شهيد و أكثر من 30 ألف جريح ومعاق ، وآلاف الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي ومليارات الدولارات خسائر اقتصادية لم تجد أحدا يذكرها بمقال أو خبر أو قصة أو تقرير أو تحقيق لا في اعلامنا الفلسطيني العظيم !! ، ولا في اعلامنا العربي الكبير !!!.

قديما ونحن صغار ربونا على شعارات ضخمة و كبيرة  ” الجوع لا الركوع ” ،”نموت واقفين ولن نركع ” أما الآن فالقضية تغيرت ، وأصبح الشعار “رغيف الخبز قبل الديمقراطية ” ، “الراتب قبل الصمود ” ، واذا حسنوا الشعار قالوا ” لا للجوع و لا للركوع ” ، ولا أدري هنا هل ما كانت تربى عليه الأجيال كان كذبا أم أن الحقوق والمبادىء تغيرت كما تغير ميثاق منظمة التحرير من أجل عيون الأمريكيين !!.

تأتي ذكرى الانتفاضة المجيدة لتعيد البوصلة الفلسطينية الى شارتها الصحيحة بأن هناك عدوا واحدا للفلسطينيين كلهم هو الاحتلال الاسرائيلي ، لا كما حشد بعض الفلسطينيين في شمال غزة أنفسهم وأخطأوا في حق أنفسهم وشعبهم ووطنهم وهتف صاحبهم (من عدوكم؟) فيهتفون خلفه (حماس) !!.

تأتي هذه الذكرى وجيش الاحتلال الاسرائيلي و زعماء الدولة العبرية يجددون تهديدهم باجتياح قطاع غزة وأيضا لم نسمع من أحد موقفا ، وذلك في صورة غريبة تظهر مدى الانزلاق الذي وصلنا اليه في محاربة أنفسنا ، ومضت شعارات الوحدة و الصمود و التعاون بعيدة عنا وكأنها كذبة ندغدغ بها عواطف شعبنا إلى حين .

لم يعد أحد يتحدث عن الاستيطان و مصادرة و ابتلاع الأرض الفلسطينية ، ولم نعد نسمع كيف نواجه الحملات الاسرائيلية المسعورة في تهويد القدس ، لا أحد يذكر جدار الفصل العنصري الذي قتل أي أمل حقيقي بوجود دولة فلسطينية مستقلة يمكن لفريق التسوية التفاوض عليها مستقبلا ، حتى التصريحات السياسية لم تعد تركز على عمليات القتل و الارهاب الاسرائيلي ولا على المعابر والتصعيد العسكري الاسرائيلي والاجتياحات والخطف و القتل المنظم ، جميعها تراجعت لصالح الاعتراف باسرائيل و الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل وتنفيذ شروط الرباعية ، وتراجعت لصالح اسقاط حكومة حماس والاضراب في سلك التعليم و تظاهرات عناصر الأمن الفلسطيني .

في المقابل تتصاعد اللهجة التهديدية الاسرائيلية بضرورة اجتياح غزة ما يعني شلال من الدماء سينزف من الجميع ، أو ربما سيترك الأمر كما حدث في لبنان ليقاتل حزب الله وحده أمام آلة الحرب الاسرائيلية و يتكرر المشهد اللبناني في غزة بصورة أشد قذارة .

لا أدرى هل سمع أبناء شعبنا وقادته المتناحرون سياسيا بتصريحات وزير التجارة الإسرائيلي ايلي ييشاي التي طالب فيها حكومته بتدمير قرى فلسطينية بأكملها في قطاع غزة لوقف المقاومة الفلسطينية عن إطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.

أم هل سمع زعماء الفصائل ورجال الأمن الفلسطيني المتظاهرون من أجل الراتب مساء الجمعة 29-9 ان الجيش الاسرائيلي أوصى حكومة اولمرت باعادة احتلال قطاع غزة كيلا تتحول المنطقة هناك الى جنوب لبنان جديد على حد قوله .

في تقرير أوردته القناة الثانية من التلفزيون الاسرائيلي قال المراسل العسكري روني دانييل ” ان اوساط قيادية في الجيش سارعت مؤخرا للطلب من حكومة اولمرت الموافقة على خطة هجومية ضد قطاع غزة قبل ان تتسلح الكتائب هناك بأنواع جديدة من الصواريخ “.

وقال المراسل العسكري ان المقصود الفترة القريبة القادمة أي ما بعد يوم الغفران الموافق الاسبوع القادم “.

الاسرائيليون يهيئون أنفسهم لحرب جديدة وهذه المرة على غزة الجريحة بأبنائها فهم يخططون للخروج من جنوب لبنان من أجل الدخول في غزة حسب ما يروجه اعلامهم .

القناة الثانية الاسرائيلية أكدت ( انه لا مندوحة على اعادة احتلال قطاع غزة) دون ان توضح شكل الاحتلال لكنها قامت بتشبيه ما سيحدث بعملية السور الواقي التي احتلت اسرائيل بموجبها مدن الضفة الغربية في شهر نيسان 2002 .

كل هذه التهديدات الاسرائيلية والفلسطينيون منشغلون بالراتب وحكومة الوحدة الوطنية و المناكفة السياسية والصراع على سلطة غير موجودة ، بينما عدوهم يخطط حتى لحملات العلاقات العامة الدولية والترويج للحرب حيث تعكف وزارة الخارجية الاسرائيلية حاليا على تهيئة الرأي العام العالمي لقبول ما سيحدث قبل يومين قدمت شكوى لمجلس الامن ضد غزة بحجة سقوط الصواريخ على مستوطنات النقب الغربي وان اسرائيل انسحبت من قطاع غزة لكن الفلسطينيين يواصلون الهجوم على مدنها ومستوطناتها وان لا مناص من الرد العسكري الشامل للحد من قدرات المنظمات الاسلامية .

وفي سياق متصل ستصل وزير الخارجية الامريكية كوندليسا رايس الى القدس يوم الخميس القادم وبحسب المصادر الاسرائيلية ستطلب اسرائيل منها الاذن بالهجوم على قطاع غزة فيما هي ستطلب من الدول العربية تشكيل جبهة مناهضة للمد الايراني حسب التلفزيون الاسرائيلي .

ولتبرير هذا المخطط قال المحلل العسكري روني دانييل” ان الجيش يريد ان يستعيد كرامته التي هدرت في لبنان ويرد على كتائب غزة “.

فيما قال المحلل السياسي سيجل” ان ايهود اولمرت وعمير بيرتس بحاجة ماسة لاستعادة هيبتهما امام الجمهور الاسرائيلي ويثبتان ان شخصيتهما الضعيفة في لبنان قوية في غزة “.

وبغض النظر عن حقيقة الهجوم الاسرائيلي من عدمه لكن المنطق والعقل والواجب والوطنية والفلسطينية تتطلب من الجميع الجلوس والتفكير مجتمعين حول كيفية التصدي للغزاة والقتلة حتى لو كنا جياعا أو عطشى أو بدون رواتب و أن ندرك خطورة المرحلة جيدا و التحدي القائم و نثبت مجددا ان الفلسطيني يمتلك الارادة و العزيمة و الوحدة لدحر الغزاة المحتلين أم سننقسم أيضا بين جهة ستقاوم المحتل وأخرى ستتفرج على المشهد من بعيد متبجحة أن أحدا لم يشاورنا عندما تم أسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط ويتكرر السيناريو اللبناني !!!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، إن معتقلين اثنين من قطاع غزة استُشهدا خلال إحضارهما للتحقيق داخل...