حماس لن تتنازل عن مبادئها

قال ” روني شاكيد ” احد ابرز المحللين الاستراتيجيين الصهاينة في مقال له نشرته صحيفة ” يديعوت احرنوت ” الصهيونية الناطقة بالعبرية صباح اليوم الأربعاء في معرض تعليقية على الأزمة والفوضى المستشرية في الساحة الفلسطينية أن الحرب الأهلية الفلسطينية لم تنته. بل تتوقف من وقت لأخر وكلا الجانبين فهما أن لكل واحد منهما ملعبه الخاص، الذي يمكنه أن يضرب فيه خصمه بقوة، حماس ضربت فتح في غزة، ولكنها تلقت الضعف في الضفة. ميزان القوى الدموي خلف كلا الطرفين مصابا ومتألما وبفهم خاص بأن من مصلحته التوقف لبعض الوقت.

لقد اندلعت النار في غزة، وفي الملعب الداخلي لحماس وبمبادرتها. ولكن في نابلس، ورام الله، وجنين وطولكرم فان فتح قوية ومسلحة أكثر منها هناك. لذلك فان الرد المنظم والمناسب لفتح في الضفة آلم حماس كثيرا؛ فمكاتب ومؤسسات علت فيها النيران، ووزير شؤون الأسرى ونائب وزير المالية اختطفا من مكاتبهما، ونائب رئيس الوزراء هوجم بإطلاق النار على مكتبه، وفي حماس فهموا بأنه إذا كانوا يريدون الحفاظ على مدخراتهم واماكنهم في الضفة، فعليهم التوقف عن هذه الحرب في غزة، وبذلك فان ميزان الخوف والتهديد فعل فعله هناك.

لقد قررت حركة حماس إظهار المسؤولية والتوقف عن المعارك، ولكن لا يمكن النظر إلى هذه الخطوة على أنها حركة ضعف، فلحماس لا توجد أي نوايا حقيقية للانضمام إلى حكومة الوحدة الوطنية، التي ستجبرها على التخلي عن مبادئها الأساسية. وحركة حماس معنية باستمرار الاحتفاظ بالسلطة، ولكن لا يجوز الخطأ في ذلك: اذا وقفت حماس أمام خيارين إما التنازل عن طريق المقاومة والاعتراف بالكيان الغاصب، أو التنازل عن السلطة، فان خالد مشعل وأعوانه سوف يتنازلون عن السلطة.

خلال الأشهر القادمة سنشهد ارتفاعا وانخفاضا في صراع القوى هذا وفي قتال الشوارع. ولكن حماس لن تخضع لأبو مازن بأي شكل من الأشكال.

حكومة الوحدة خرجت حاليا من الأفق المنظور، وكل ما تبقى هو محاولة إيجاد مخرج فيه نوع من الاحترام، يتيح لحركة حماس العودة إلى مقاعد المعارضة لكي لا تُجبر على التنازل عن مبادئها الأساسية. وأن مفتاح الأزمة موجود الآن في يد دمشق، وفي يد خالد مشعل، إلا أن الاعتبارات الخاصة لا تأخذ بعين الاعتبار المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، لذلك فان الواقع الصعب الذي يرافق هذه الأحداث ويرافق المواطنين في غزة هو الذي يمكن فقط أن يستمر طالما أن هذا الوضع مستمر ولوقت طويل.