الخميس 25/أبريل/2024

قرار معلن بهدم الأقصى

قرار معلن بهدم الأقصى

 

قرار معلن بهدم الأقصى‏!!‏

بقلم: فريدة الشوباشي

صحيفة الأهرام 17/8/2004

 أخذت تصريحات المسئولين الإسرائيليين في الآونة الأخيرة منحنى خطيراً يكشف عن اقتراب موعد تنفيذ المخطط الصهيوني الخبيث بهدم المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين‏.‏

 فالقرار الإسرائيلي بهدم الأقصى متخذ منذ التفكير في إنشاء الدولة اليهودية وزرعها شوكة في جسد وطننا‏،‏ لكن الإعلان عنه أصبح أكثر وضوحاً وتحديداً‏،‏ وأبني يقيني بأن حكومة الليكود قررت أن وقت الهدم قد حان على أساس حقيقتين‏،‏ الأولى هي أن الوزراء وغيرهم من المسئولين الإسرائيليين يتحدثون عن تهديد مجموعات متطرفة بهدم الأبنية المقامة في جبل الهيكل‏،‏ ولأنني تعلمت ألا اتهاون على المفردات الإسرائيلية والأمريكية فإن قراءتي لهذا الموقف تؤكد أن تجاهل وجود أحد أقدس الأماكن الإسلامية والإشارة إليه بعبارة جبل الهيكل يعني أنه لاحقوق لأحد غير اليهود على القدس التي يؤكد بوش وكيري معاً أنها عاصمة “إسرائيل” الأبدية الموحدة وأن نقل السفارة الأمريكية إليها مسألة وقت‏!!‏

 

أيضاً إطلاق صفة التطرف على المجموعات التي ستكلف بهدم الأقصى وكأن حكومة شارون حكومة معتدلة‏،‏ ويقع الجميع في الفخ‏،‏ واعتباري أن هناك من هم أكثر تطرفاً من حكومة “إسرائيل” الحالية وقد حدد وزير إسرائيلي عملية الهدم باصطناع القلق من استخدام طائرة بدون طيار قد يشتريها متطرف من السوبر ماركت‏..‏ وفي إطار الخطوة خطوة التي تتبعها “إسرائيل” ومعها راعيتها الكبرى الولايات المتحدة سياسة ثابتة جعلت العرب يبتلعون كل أنواع‏ الأفاعي وأصبح اسم الضفة الغربية المحتلة يهودا والسامرا ولاصوت واحد يطالب الدول التي تعتمد هذه التسميات بتوضيح موقفها المخالف للقانون الدولي‏.‏

 

أما الحقيقة الثانية فهي أنه لم يتم العثور على ذرة رمل من آثار هيكل سليمان‏،‏ حيث من المعروف أن “إسرائيل” قتلت المنطقة حفراً وتنقيباً دون التوصل إلى أي دليل على أن الحرم الشريف شيد فوق أنقاض هيكل سليمان‏،‏ وبالرغم من عدم العثور على أي حجر من هذا الهيكل فإن الإشارة إلى المسجد الأقصى هي دائماً جبل الهيكل تماماً مثل موضوع أسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر لها على أثر في العراق‏..‏ لكن الاعتقاد الذي يحرك واشنطن وتل أبيب هو أن العرب لايفهمون غير لغة القوة‏،‏ وبعد أن أعربت الإدارة الأمريكية عن حق “إسرائيل” في امتلاك أسلحة ردع نووية وبينما تتعاون الدولتان في انتاج صواريخ تتصدى لأية صواريخ قد تطلق على “إسرائيل” فإن حكومة شارون اعتبرت أن خطوة تنفيذ هدم الأقصى قد حانت بإخراج مسرحي هزيل من نوع مجموعات متطرفة وطائرة بدون طيار وهي تتوهم أن الأمر بعد ذلك لن يتعدي بيانات الشجب والتنديد العربية وهي بيانات خبرت “إسرائيل” ديتها وتجاهلت أن المستقبل للشعوب وإرادتها.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات