الخميس 25/أبريل/2024

هنية.. كلمة حق أمام الباطل

هنية.. كلمة حق أمام الباطل
كان من الضروري والملح أن يقدم رئيس الوزراء الفلسطيني كلمته اليوم الجمعة الموافق 6/10 /2006 وأمام حشد من كوادر وجماهير حماس وخاصة بعد أن شهدت الساحة الفلسطينية تصعيد محموم ترجمته الأحداث الدامية يوم الأحد الماضي في قطاع غزة بين القوة التنفيذية لوزارة الداخلية ومجموعات من الأجهزة الأمنية الخارجة عن القانون والتي تمثل حالة تمرد وعصيان ، سلوك لايمكن تقبله بوجهة نظر القانون والعمل المؤسساتي ويتنافى مع مفاهيم الديمقراطية .

جاءت كلمة رئيس الوزراء لتضع أولا وبالأرقام إجابات هامة حول ماتردده بعض القنوات التصعيدية وبعض الأقلام الإعلامية من اتهامات لحكومة هنية بالتقصير في معالجة كافة القضايا والمشكلات التي يتعرض المواطن الفلسطيني من جراء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني سواء من حصار خارجي أو داخلي أشار له السيد رئيس الوزراء بوضوح.

وتحدث عن عدة إجراءات اقتصادية وإدارية قامت بها حكومته لتخفيف مظاهر الحصار على المواطن غي مجال الصحة والتعليم والطبقة العمالية واذكر مما تحدث عنه رئيس الوزراء من مظاهر التسيب في الحكومات السابقة فهو صحيح ولا احد يستطيع أن ينكر ما ذكر حول ذلك ورئيس الوزراء أن تحدث صدق وصدقه ينبع من قوة إيمانه أولا وثانيا لأنه هذا اللاجئ الذي لم ينعم أبناءه وأقاربه وأصدقائه في لندن وواشنطن وباريس وبرلين ولم يمنح تذاكر السفر ومهمات العلاج المجاني للسياحة في قبرص ومالطا وأثينا والعواصم الأوروبية ولا امتلاك الشركات والتوكيلات ، صدق ولسبب واحد عندي فعندما كنت متفرغا اطلعت على كثير من تلك الممارسات والمهام ماقبل دخول السلطة ومابعد دخول السلطة من تعيينات في السفارات وغير السفارات ومؤسسات سلطة الحكم الذاتي لعناصر لأتمت للنضال بصلة
 
واستشهد بذلك بمثال بسيط بما كان يتم من ممارسة أذكر أن أحد القيادات الفتحاوية التي كلفها الرئيس محمود عباس بقيادة المفاوضات مع حماس حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية أن استجلب أقاربه وهم كانوا عناصر في حركة فتح إلى داخل الوطن برتبة مدير عام وأعضاء المناطق والأقاليم والمراتب الأخرى مازالوا يعانون خارج الوطن هذا الذي يقود المفاوضات مع حماس فهل هناك عدالة لهذا الرجل وهل يمكن أن يحس بإحساسات المواطن الفلسطيني سواء في الداخل أو في الخارج وهذه ممارسة صغيرة مما رزق به نتيجة تسلقه إلى أعلى مراتب في الأطر الحركية

وما ألمح عنه هنية أيضا من فساد ما قبل حكومته سأذكر أيضا مثال بسيط فعندما كنا في المنطقة أرسل لنا عضو إقليم حركة فتح رسالة يحملها رجل الى امين سر المنطقة تقول : ( أعطوا حامل هذه الرسالة مرتبة تنظيمية لهذا الرجل لكي يعمل فيها في غزة عند عودته ؟؟؟!!! ولانه جاري علما بان هذا الرجل لايمت بصلة لحركة فتح) وكأن حركة فتح تحولت من حركة نضالية إلى شؤون اجتماعية ومؤسسات اقتصادية احتكارية في عهد السلطة وياليت غالبية الذين تم تعينهم هم أبناء فتح ممارسة وسلوك وانتماء وإنما كانت على قاعدة الولاء الشخصي وحالات الإستزلام والعشائرية هؤلاء الذي تم تعينهم الذين يمثلون حالات الغوغائية في الشارع الفلسطيني ويساهمون في وضع مشكلة من مشكلات أوسلو وهي مشكلة الرواتب وهل ماعب على حماس أن تعين من عناصرها ما لم يتوفر لهم عندما كانت العناصر المستحكمة بقرار حركة فتح في السلطة شيء غريب وعجيب فما يحل لهم لا يحل لغيرهم
 
ولا أريد أن أستطرد في هذه القضايا فهي كثيرة والمواطن الفلسطيني ليس بغائب عنها ولكن أريد أن أركز على ما جاء في كلمة رئيس الوزراء .
تحدث عن الفساد وفتح ملفات الفساد وهي كثيرة أيضا وتقسم إلى عدة عناصر :-

الفساد الإداري وما تم تعينهم من قبل التنظيم والإدارة على قاعدة الولاء والإستزلام والعشائرية في عهد سلطة أوسلو .

الفساد الاقتصادي وهي كثيرة أيضا الاختلاس والتزوير وهدر الأموال العامة والجرائم الاقتصادية الكبرى كالبترول وصفقة الاسمنت والضرائب وغير ذلك .

الفساد السياسي والأمني وهو له جانب مهم وعندما لوح هنية بفتح ملف الرئيس الرمز أبو عمار فهو يعني ما يقول ولأن هناك جهات متورطة في عملية تسميمه وذات مصلحة في ذلك ، مصلحة سياسية من الدرجة الأولى تقود إلى الاعتراف بإسرائيل فهو عندما ذكر بفتح ملف الرئيس أبو عمار فهو انذار وتهديد لجهات مختلفة ولأن الشعب الفلسطيني عندما يعلم بالحقائق وبالوقائع وبالثبوتيات لن يسكت على من يمتطون ويذرفون الدموع على أبو عمار ويستمدوا قوتهم من سيرته واستشهاده لتحقيق أغراضهم التخريبية في الوسط الفلسطيني على الصعيد الوطني والإنساني .

أما القضية الوطنية فلقد تحدث رئيس الوزارة على الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني بأنه لا اعتراف بإسرائيل وهذا رد على من قاموا بالتصريحات المتوالية في خلال الأيام السابقة على أن تقوم الحكومة بالإعتراف بإسرائيل وقالوها جهرا ً وبدون خجل أو مواربة هذه المرة وفي اعتقادهم أن الظروف سمحت وأن القوى الممانعة في الساحة الفلسطينية ونتيجة ما حدث يوم الأحد هي في موقف ضعف فإعتقدوا أنه من المناسب الآن الاجهار برغباتهم وكأنهم جدد على العقلية الفلسطينية وصلابتها وصلابة إرادتها فجاءت كلمة هنية في هذا المجال لتؤكد الإصرار على موقف حماية الثوابت الوطنية وردا ً على تعليق نبيل شعت الذي جاء بعد كلمة هنية في الجزيرة والذي يدعي فيه ويقول ان لا أحد طلب من الحكومة الاعتراف بإسرائيل وأقول له ما رأيك في كلمة الرئيس الفلسطيني في المؤتمرات الصحفية في عمان وقناة العربية والجزيرة الذي طالب فيها بصراحه الاعتراف بإسرائيل إذا السيد نبيل شعت يجب عليك أن لا تزور الأحداث والوقائع فالشعب الفلسطيني يعي كل كلمة تقال ويربط عناصرها وبعد هذا الخطاب قد وهيت حججكم ولن تجدوا من يستمع لكم فلقد أصبحتم واقع مفروض بقوة الفعل الإقليمي والدولي على هذا الشعب .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات