الخميس 28/مارس/2024

حالة كوندوليزا رايس مزرية

حالة كوندوليزا رايس مزرية
الشرق القطرية 8/10/2006
 
حالة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية يجب ان تكون مزرية بعد الفشل العسكري والسياسي للعدوان الاسرائيلي – الامريكي على لبنان، وحالتها المعنوية او الصدقية مزرية اكثر بعد أن اعتبرت تلك الحرب في اسبوعها الأول «مخاض ولادة الشرق الأوسط الجديد» وإذا بها الآن تأتي الى «الشرق الأوسط القديم» طلبا للنجدة من تداعيات ذلك الفشل، وللمساعدة في ما تعد من حرب على إيران.

فلقاؤها مع وزراء الخارجية العرب الثمانية يشكل اعلانا صارخا عن اخفاق «مشروع الشرق الأوسط الجديد» فما من دولة من دول وزراء الخارجية العرب الثمانية الا من القديم القديم، ولهذا اطلقت على هذه المجموعة العربية صفة الدول المعتدلة، فالاعتدال الآن اصبح بديلا لصفة «الجديد» و«الكبير» والواسع، للشرق الأوسط وغدا الاعتدال بديلاً لمشاريع الاصلاح والديمقراطية.
هذا بالطبع صدمة لمن صدقوا ان امريكا سئمت من الانظمة القائمة، وانها تريد اصلاحاً وديمقراطية، وانظمة جديدة، ولم يروا ان كل ذلك كان للابتزاز من اجل انتزاع المزيد من التنازلات المطلوبة اسرائيليا.
على أن هذه الصدمة ستكون خفيفة عليهم بالرغم من ثقلها بالنسبة الى من يحترم موقفه وكلمته وما يقول وما يكتب فهؤلاء يشبهون صف الجند الذي تعود على: «الى اليمين در» ثم «إلى اليسار در» ثم إلى «الخلف در». ولهذا ستراهم الآن وغدا يروجون لصفة الاعتدال: الدول المعتدلة والدول غير المعتدلة، وكالعادة من دون ان نعرف ما هو تعريف الاعتدال لاسيما حين تكون كوندوليزا رايس وادارتها من المحافظين الجدد، اصبحا ضمن دائرة الدول المعتدلة والاعتدال.

هذا يعني استتباعاً ان سياسات ادارة بوش معتدلة وان ادارة بوش رأس الاعتدال في العالم والا لما التقى الاعتدال بالاعتدال، واطلقت كوندوليزا رايس على لقاء الدول 8+1 صفة الاعتدال.
الامر الذي يعني باختصار استهتاراً بعقول العالم اجمع، فهل هنالك في امريكا، او في اي بلد من العالم من يمكنه ان يعتبر المحافظين الجدد معتدلين بل هل يقبل المحافظون الجدد أن يسموا انفسهم بالمعتدلين.

فيالسخرية القدر حين توصف السياسات الامريكية في منطقتنا بالاعتدال، لان هذا يجر معه بالضرورة السياسات الاسرائيلية حيث التماهي بين الادارة الامريكية والحكومة الاسرائيلية «منذ عهد شارون» لم يسبق له مثيل، اوليست هذه ورطة حقيقية حين يوصف لقاء 8+1 بلقاء الدول المعتدلة.

لكن مع ذلك سنجد من الآن فصاعداً من يسمى لقاء 8+1 الذي قيل انه سيتكرر، بمجموعة الدول المعتدلة، او بلقاء الاعتدال.
بعد ان رفض او انكر، وزير خارجية مصر احمد ابو الغيط ان يسميه محوراً او تحالفاً، واكتفى باعتباره لقاء للتشاور وتبادل وجهات النظر فيما رايس واقفة إلى جانبه وتستمع اليه مبتسمة ووجهها عليه قترة.

لو كان لقاء عربيا بلا رايس لاحتمل صفة الاعتدال بصعوبة. لكن مع رايس تصبح صفة الاعتدال مصادرة للعقول، وبالمناسبة ان التطرف تطرفان وهو في المصطلح الاسلامي الافراط والتفريط وكلاهما نقيض الاعتدال، وفي المصطلح الماركسي: الانتهازية اليمينية والانتهازية اليسارية

وفي المصطلح الليبرالي، اقصى التطرف اليميني واقصى التطرف اليساري.
اما التقاء التطرفين فلا يكون الا موضوعيا، وعمليا، لكن التقاء اي منهما مع الاعتدال فغير ممكن لا نظريا ولا موضوعيا ولا عمليا، وليس له من سوابق.

ومع ذلك لنستعد للتعامل مع هذا المصطلح الجديد المضحك المبكي والمضلل في تقسيم القوى السياسية في منطقتنا والعالم، فهذا المصطلح سيصبح شائعاً، ويجد كثيرين سيروجون له ما دامت كوندوليزا رايس اصبحت وراءه كما كانت وراء الشرق الأوسط «الكبير» والواسع، والجديد، او وراء الاصلاح والديمقراطية.

لكن ما الداعي لهذه الزيارة ولهذا اللقاء؟ السبب باختصار هو التحضير للحرب العدوانية على إيران، مما يوجب على ادارة بوش البدء عربياً بهذا الحشد ثم توسيعه مادامت لم تستطع ان تحشد دوليا وراء الحرب على ايران ولا حتى وراء العقوبات الى الآن، فهذا اللقاء تريد استخدامه للضغط على اوروبا وروسيا والصين فضلاً عن محاصرة إيران.

الدول العربية المعنية تدرك أن امريكا اصبحت بحاجة اليها الآن، وتتوهم ان باستطاعتها الضغط عليها لايجاد حل للموضوع الفلسطيني مقابل ذلك لكن لقاء 8+1 لم ينتزع كلمة واحدة من رايس بهذا الاتجاه، وان اقصى ما خرج به وزير خارجية مصر احمد ابو الغيط ان «احساسا» تولد لديه بان ثمة املا في تحريك عملية التسوية، اما كيف؟ وباية شروط؟ فالجواب معروف لمن يريد ان يتعلق بحبال الاوهام.

حتى هذه المساومة اخذت تفرغ من خلال من راحوا يتحدثون عن الخطر الايراني النووي على الخليج والعرب لتصبح الصفقة حاجة مشتركة او مصلحة مشتركة وبهذا تحول حل الموضوع الفلسطيني مرة أخرى الى مجرد احساس بامكان ان تفعل امريكا شيئاً، وهي لن تفعل ما دامت كوندوليزاريس لم تسأل عما فعلت بلبنان، وماذا تفعلين بقطاع غزة، ولماذا تجويع الفلسطينيين بل حتى لن تفعل ما دام هناك متطوعون يعتبرون «الخطر الايراني» اهم من الخطر الاسرائيلي» وان القنبلة النووية وهي افتراض وهم او بعيد الاحتمال اخطر من ترسانة اسرائيل النووية «اكثر من 300 قنبلة»، ناهيك عن تجاوز كل ما بين ايران والعرب من مشتركات.

الذين سيقبلون الانضمام الى امريكا في حربها ضد ايران وهي حرب امريكية – اسرائيلية يراهنون حتى من الناحية العملية البراغماتية على الحصان الخاسر، تماما كحال الذين راهنوا امس على الحصان الخاسر في العدوان الاسرائيلي الامريكي على لبنان، وليتذكر هؤلاء مسلسل الفشل الذي حاق بكل سياسة امريكية في عهدي الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش فالفشل ممتد من افغانستان الى العراق الى فلسطين ولبنان سوريا، ومؤخراً وجهت صفعة فشل للسياسة الامريكية في دارفور.. واذا نظرنا الى الوضع الدولي فسنجدها ادارة معزولة وفي ازمة مع الجميع فعلاقاتها الآن متفاقمة مع روسيا في الازمة الروسمية – الجورجية، ومع الصين وروسيا في ازمة التجربة النووية الكورية، ومع اوروبا في الموضوعين اللبناني والايراني، واذا كان الملك ميداس كما تروي الاسطورة الاغريقية طلب من «الآلهة». ان يتحول كل ما يلمسه الى ذهب حتى مات جوعاً وعطشا مادام الماء يتحول الى ذهب وكذلك الخبز والطعام فبوش يحول كل قضية يلمسها إلى فشل، انه الحصان الخاسر في الموضوع الايراني لا محالة كذلك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عباس يصدق على تشكيلة حكومة محمد مصطفى

عباس يصدق على تشكيلة حكومة محمد مصطفى

رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام صدق رئيس السلطة محمود عباس على منح الثقة لحكومة محمد مصطفى، وسط استمرار تجاهل موقف الفصائل الفلسطينية التي...