الأربعاء 27/مارس/2024

أهمية الموقع الجغرافي لفلسطين

أهمية الموقع الجغرافي لفلسطين

 

تميزت فلسطين بموقع استراتيجي وجغرافي ممتاز، فهي تقع في قلب العالم، وهي حلقة وصل بين قارات العالم القديم آسيا وأفريقيا وأوروبا وكانت حلقة اتصال بين حضارات وثقافات لأمم مختلفة مما انعكس على فلسطين إيجاباً وسلباً حيث انتشرت فيها المدن والقرى وازدهرت التجارة من جانب وتعرضت لأطماع الأعداء والغزاة من جانب آخر ممن طمع في فلسطين وموقعها الاستراتيجي سواء بالنسبة لموقعها على ساحل البحر المتوسط ووجود الموانئ الطبيعية أو لموقعها بالنسبة للوطن العربي الذي تستمد منه فلسطين أهمية أخرى لما يتمتع به الوطن العربي من موقع استراتيجي ممتاز وتتمثل الأهمية الكبرى لموقع فلسطين على النحو التالي :

الناحية الاستراتيجية والحضارية

تعتبر فلسطين بمثابة الجسر البري الوحيد الذي يربط آسيا بأفريقيا وأوروبا وتقع على ساحل البحر المتوسط وتعتبر البوابة الجنوبية لبلاد الشام وخط الدفاع الأول عن بلاد الشام ولذلك تأكدت هذه الأهمية الإستراتيجية لكل الأمم والغزاة الذين سيطروا على مناطق آسيا أو أفريقيا ولذلك حاول الغزاة أن يسيطروا على فلسطين لتأمين وجودهم في مناطق نفوذهم فنجد الهكسوس يخضعون فلسطين لسيطرتهم لتأمين وجودهم في مصر وكذلك الآشوريين يسيطرون على فلسطين وكثيراً من المعارك الفاصلة في التاريخ كانت على أرض فلسطين مثل معركة عين جالوت 1260م ومعركة حطين 1187م، وتحطم حلم نابليون في السيطرة على بلاد الشام بعد فشله في احتلال عكا، وغيرها من المعارك

أما في القرن العشرين فقد تأكد للاستعمار الأوروبي وخاصة بريطانيا وفرنسا أن المحافظة على المصالح الاستعمارية في المنطقة العربية ولا تتم إلا من خلال السيطرة على فلسطين ، وهذا يؤكد أهمية إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وإقامة دولة إسرائيل سيعمل على المحافظة على مصالح بريطانيا في الخليج العربي وقناة السويس، ومنع قيام أي وحدة عربية تسمح بالنهضة العربية وتقدم الأمة العربية بين الأمم الأخرى

الناحية الدينية والسياحية

تعتبر فلسطين أرض مقدسة لدى أصحاب الديانات الثلاث الإسلامية والمسيحية واليهودية فيوجد بها المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وتعتبر مدينة القدس هي أقدس الأقداس لدى المسلمين في العالم كما يوجد في فلسطين كنيسة القيامة وكنيسة المهد وهي مقدسة لدى المسيحيين

هذه المناطق المقدسة تسمح بقدوم ملايين الحجاج من المسلمين والمسيحيين الى فلسطين مما يوفر فرص كبيرة للسياحة والتجارة والاستقرار والسلام والتآخي بين الشعوب والأمم

الناحية التجارية

لقد ساعد الموقع الجغرافي لفلسطين في قلب العالم القديم والحديث بقاراته ودوله على جعل فلسطين ممر طرق القوافل التجارية المتجهة من الشرق إلى الغرب، فالتجارة القادمة من آسيا والهند وشبه الجزيرة العربية تصل إلى موانئ فلسطين على البحر المتوسط ومنها إلى أوروبا ومن ناحية الحدود الجنوبية لفلسطين التي تربط بين آسيا وأفريقيا برياً سمحت بوجود المحطات التجارية، هذا ساعد على الاستقرار والازدهار الاقتصادي في فلسطين في الفترة التي خلت من الغزوات والحروب والتي اتسمت بالاستقرار والهدوء

وفي العصر الحاضر كان للموانئ الفلسطينية على ساحل البحر المتوسط، حيفا ويافا وغزة دور كبير في التجارة وخصوصاً ميناء حيفا الذي كان يصدر النفط العراقي من خلاله إلى أوروبا

وما زالت فلسطين حتى يومنا هذا تحتفظ بأهميتها التجارية وموانئها على ساحل البحر المتوسط للتجارة العالمية

ومهما يكن من أمر فإن فلسطين رغم التقدم العلمي التكنولوجي وتقدم شبكة الاتصالات العالمية إلا أنها ما زالت تحتل المكانة الأولى والمؤشر الحقيقي للسياسات الدولية والعالمية بحكم موقعها الاستراتيجي وان استقرار العالم بأسره محكوم باستقرار المنطقة وحل مشكلة فلسطين والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات