الخميس 25/أبريل/2024

بإمكاننا فعل الكثير بسلاح النفط !!

بإمكاننا فعل الكثير بسلاح النفط !!

الدول العربية تغذي أمريكا وأوروبا بربع احتياجاتها من النفط الخام!
زيادة سعر البترول دولارا واحدا تكبد الغرب 384 مليار دولار سنويا

ما بين مؤكد لأهمية البترول كسلاح في مواجهة الوحشية الصهيونية والغطرسة الأمريكية ومعارض يري أن البترول العربي فقد أهميته كسلاح في هذه المعركة فإن الخسائر التي لحقت بالاقتصاد الأمريكي نتيجة القرار العراقي بتعليق تصدير البترول لمدة شهر واحد فقط والتي وصلت إلى 2 مليار دولار أثبتت بالدليل الواضح الأهمية الكبيرة للبترول كسلاح في المعركة من أجل الأراضي المحتلة.
وجاءت آراء العديد من الخبراء الاستراتيجيين والاقتصاديين وفي مجال البترول لتؤكد أن البترول ما زال يحتفظ بأهميته الكبيرة كسلاح ضغط خاصة في ظل امتلاك الدول العربية ومعها جمهورية إيران لحوالي 733 مليار برميل من البترول تمثل 71% من الاحتياطي العالمي ويصل انتاجها إلى 624 مليون برميل يوميا بنسبة 736% من الانتاج العالمي بالإضافة إلى العديد من الدول الإسلامية الأخرى التي تملك احتياطيات بترولية كبيرة.

وفي الوقت نفسه تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية – الحليف الأول للصهاينة- أكبر مستورد للنفط في العالم حيث تستورد 12 مليون برميل يوميا منها ثلاثة ملايين من الدول العربية. ولذلك يؤكد الخبراء أن استخدام سلاح البترول يؤدي إلى ارتفاع سعره بصورة كبيرة وينطوي على آثار مدمرة لاقتصاديات الدول الغربية خاصة الاقتصاد الأمريكي حيث إن كل دولار زيادة في سعر البترول يعني زيادة في حجم الواردات الأمريكية بقيمة 384 مليار دولار سنويا.. بما يؤكد حجم الأضرار التي يمكن أن تصيب الاقتصاد الأمريكي في حالة استخدام هذا السلاح.

الدكتور رضا محرم – أستاذ ورئيس قسم هندسة البترول والتعدين بهندسة الأزهر- يؤكد أهمية استخدام سلاح البترول العربي في التأثير على أمريكا والدول الغربية المساندة للكيان خاصة في ظل اعتماد أوروبا على البترول العربي في 26% من احتياجاتها التي تصل قيمتها إلى 25 مليار دولار سنويًا وأضاف أن الدول العربية تملك رفع سعر البترول بما يحقق حصيلة تزيد على 4 مليارات دولار سنويا مع كل دولار زيادة في سعر البرميل.

وأوضح أن إنتاج البترول العربي يبلغ 21 مليون برميل يوميا ويمثل 32% من الإنتاج العالمي كما أن الكميات التي تدفقها إلي السوق العالمي تبلغ 517 مليون برميل تمثل 35% من الكميات التي يتم تداولها في السوق العالمي بما يؤكد أن الدول العربية قادرة على التأثير وإحداث صدمة للدول الغربية مؤكدا أن قدرات العالم العربي حاليا مشابهة لقدراتها عام 73 وهي في هذا الوقت استطاعت رفع سعر البرميل من 32 دولار إلى 6510 دولار في ديسمبر 73 وذلك بعد قرار وزراء البترول العرب بخفض صادراتهم بمقدار 25% مع استمرار الخفض بمعدل 5% شهريا وهو ما أدى إلى مضاعفة سعر البرميل خمسة أضعاف.

وأكد د. رضا محرم أن استخدام البترول العربي كسلاح يمثل قوة ردع كبيرة للدول الصناعية المساندة للصهاينة خاصة أمريكا وبعض دول أوروبا حيث إن مخزونها الاستراتيجي يكفي لمدة 55 يوما فقط بما يجعلها حريصة على تجنب الصدام والخروج من الأزمة. وأضاف أن كل المواطنين العرب على استعداد للتضحية بنصيب كل منهم من عائدات تصدير البترول في سبيل الدفاع عن إخوانهم الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية بالأراضي المحتلة.

حسابات دقيقة:

يوضح أحد خبراء البترول – رفض ذكر اسمه- أن النفط العربي ما زال يحتفظ بأهميته ولكن يجب استخدامه بطريقة صحيحة ودراسة الموقف جيدا ودراسة رد الفعل المتوقع لاستخدام هذا السلاح لأن أغلب الدول العربية المصدرة للبترول تعتمد على الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسي في استيراد أغلب وارداتها بالإضافة للوجود العسكري الغربي في منطقة الخليج مؤكدا ضرورة تنويع جهات الاستيراد بين جميع الدول وعدم الاعتماد على أمريكا وحدها مع إمكانية التعامل باليورو بدلا من الدولار في تحديد سعر البترول وكذلك إعداد الكوادر الوطنية القادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي بهدف امتلاك الحرية في استخدام أي سلاح في مواجهة العدوان الخارجي على أي دولة عربية أو إسلامية.

ويوضح د. محمود عبد الفضيل – أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة – أنه بالرغم من اختلاف المشهد البترولي القائم حاليا بالمقارنة مع أكتوبر 1973 ومحاولات أمريكا والدول الغربية تقليل الاعتماد على البترول العربي إلا أنه يظل هناك قدر كبير من الاعتماد على بترول المنطقة العربية حيث تشير الإحصاءات المتاحة إلى أن حصيلة بلدان الأوبك ما زالت تمثل ثلثي صادرات العالم من النفط الخام.

ويطالب بالتخفيض التدريجي للإمدادات النفطية العربية في ضوء تطور الموقف السياسي للولايات المتحدة المساند للعدوان الصهيوني خاصة في ظل قلق الدوائر الأمريكية من احتمالات هذا التخفيض لأنه سيؤدي إلى رفع أسعار برميل البترول الخام وبالتالي ارتفاع معدلات التضخم وتعميق الكساد في أمريكا وكذلك السحب من المخزون الاستراتيجي للنفط والاستنزاف التدريجي لجانب مهم من ذلك المخزون.

ويوضح د. محمود عبد الفضيل أنه في الوقت الذي تمد فيه التهوين من أهمية التخفيض التدريجي للنفط العربي من جانب العديد من المسئولين والمحللين فإن الدوائر الرسمية في أمريكا تأخذ الموضوع بجدية تحسبا لأي انخفاض في إمدادات النفط العربية وشجعت واشنطن الانقلاب في فنزويلا ضد الرئيس شافيز حيث ركز المحللون في وزارة الطاقة الأمريكية علي أهمية البترول الفنزويلي في زيادة حصة الولايات المتحدة الأمريكية من البترول.

ويضيف د. عبد الفضيل: إنه يمكن اعتبار زيادة أسعار النفط بمقدار 6 دولارات منذ بدء الانتفاضة بمثابة «علاوة الانتفاضة» ويجب تخصيص جانب كبير من تلك العائدات الإضافية لتدعيم صمود الشعب الفلسطيني على أن يكون التخفيض انتقائيا بالنسبة للدول الغربية المختلفة بمعني أن يتم مساومة دول أوروبا من خلال القنوات الدبلوماسية على وقف مبيعات السلاح للكيان وتعليق اتفاقيات الشراكة المالية والاقتصادية.

ويؤكد أنه في كل الأحوال يمكننا أن نكرر شعار «خلي السلاح صاحي» سواء استخدم الآن أم لاحقا كليا أم جزئيا لأن هناك هوامش حركة كبيرة في مجال استخدام النفط كأداة ضغط اقتصادية.
الخبير الاستراتيجي اللواء دكتور جمال مظلوم أكد أن البترول سلاح في أيدي الدول العربية ويمكن استخدامه بصور متعددة في مواجهة الدول الداعمة للكيان الصهيوني لأنها جميعا تعتمد على البترول العربي وطالب بوقفة شديدة وحاسمة مع العالم الغربي الذي يقف صامتا أمام الجرائم الصهيونية البشعة في فلسطين.. موضحا أن الأحداث الحالية أثبتت أن أمريكا كشفت عن وجهها القبيح في التعامل مع القضايا العربية والإسلامية.

وذكر اللواء مظلوم أن الظروف الحالية قد تكون غير مواتية لقطع البترول نهائيا عن الدول الغربية نظرا للوجود الغربي الكبير في منطقة الخليج إلا أنه يمكن استخدام هذا السلاح بصور مختلفة تشمل منع زيادة الإنتاج في فترات معينة أو تقليل الإنتاج بكميات محددة ويمكن كذلك عرقلة الصفقات البترولية مع الدول المساندة للصهاينة كما يمكن وقف التصدير لفترة معينة كما فعلت العراق. وأكد أن استخدام هذه الوسائل لابد أن يكون له تأثير على السياسة الأمريكية والغربية تجاه الأحداث وإذا لم يؤثر بصورة كافية فسوف يمثل عملية ضغط على الرأي العام الغربي لمعرفة أبعاد القضية والتأثير على سياسة حكوماتهم.

التلويح فقط:

أما د. مصطفى كامل السيد – مدير مركز دراسات وبحوث الدول النامية بجامعة القاهرة – فيرى أنه بالرغم من أن منظمة أوبك قد فقدت القدرة إلى حد ما على السيطرة على سوق البترول العالمي وأصبحت تتحكم في ربع الإنتاج العالمي فقط ولجأت للتنسيق مع دول من خارج المنظمة إلا أن ذلك لا يعني أن الدول العربية مجتمعة قد فقدت القدرة علي استخدامه كسلاح لأن مجرد التلويح باستخدامها له سوف يؤدي إلى اضطراب في الأسواق العالمية كما أن خفض الإنتاج أو الصادرات البترولية سيؤدي إلي رفع الأسعار وإن كان لا يحول بين وصول البترول إلى دول الغرب من مصادر أخرى ولذلك فمن المفيد التلويح بإمكانية استخدامه مع تخفيض الإنتاج بكميات قليلة بما يمثل إشارة بأن الدول العربية يمكنها استخدام هذا السلاح.

وأكد مدير مركز بحوث الدول النامية أن استخدام النفط كسلاح على هذا النحو لن يضر الدول العربية إطلاقا لأن ارتفاع الأسعار سيعوض الكميات التي تم تخفيضها من الإنتاج والصادرات ولكنه حذر من استمرار ارتفاع الأسعار لفترة طويلة بما يؤدي إلى كساد عالمي يتضرر منه جميع الدول.

وأوضح د. رفعت سيد أحمد – مدير مركز يافا للدراسات والبحوث – أن معرفة طبيعة وحجم السلاح الذي نملكه تؤكد أنه سلاح فعال وتساعدنا في تحديد كيفية استخدامه سواء برفع سعره أو ايقاف تصديره بصورة مؤقتة أو دائمة وأضاف أن الدول العربية ومعها إيران تملك 536% من الإنتاج العالمي وفي نفس الوقت تستورد الولايات المتحدة 3 ملايين برميل يوميا من منطقة الخليج وحدها وبذلك فإن رفع سعر البرميل دولارا واحدا يوفر حوالي 6 مليارات دولار سنويا ويمكن تخصيص هذه الحصيلة في صندوق لدعم الشعب الفلسطيني وانتفاضته المباركة.

ويقترح اتخاذ خطوات متدرجة في استخدام هذا السلاح تبدأ برفع سعر البرميل دولارا واحدا وإذا لم يؤثر ذلك في الموقف الأمريكي والغربي يتم تعليق التصدير لمدة معينة وإذا لم يؤثر هذا أيضا يتم اللجوء إلى وقف التصدير نهائيا.. مؤكدا أن ذلك سوف يؤدي إلي تغييرات كبيرة خلال شهر علي الأكثر وستضطر الدول الغربية إلى تغيير سياساتها لأن المسألة هنا تتعلق بمصالحها المباشرة ولكن هذا الأمر -كما يوضح رفعت سعيد أحمد – يحتاج إلى إرادة سياسية حرة وحكام غير تابعين.

وأكد أن التهوين والتقليل من أهمية البترول العربي هو من باب الدعاية الغربية التي تروج لها السياسة الأمريكية والواقع يكذب ذلك بدليل الأثر الذي أحدثه القرار العراقي علي السوق العالمي للبترول بالإضافة إلى أن البترول العربي أجود وأرخص وأسهل نقلا.

ورقة ضغط:

ويرى الخبير الاستراتيجي اللواء وجيه عفيفي أن البترول يمثل سلاحًا وورقة ضغط فعالة في مواجهة الكيان الصهيوني.. مؤكدا ضرورة وجود رأي موحد للدول العربية حتى تكون هناك إيجابية في تنفيذ آليات هذا الصراع وأضاف أن البترول من الأسلحة السياسية الفعالة التي لها تأثير مباشر وقوي في توجيه وتعديل السياسات العدوانية الغرب

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقررة أممية تدعو لفرض عقوبات على إسرائيل

مقررة أممية تدعو لفرض عقوبات على إسرائيل

عمان – المركز الفلسطيني للإعلام  أكدت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المعنية بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، أن...