الجمعة 29/مارس/2024

شعب لن يموت

شعب لن يموت

لولا استسلام المجتمع الدولي وقواه الفاعلة والمؤثرة لشبح “الفيتو” الأمريكي على مجلس الأمن الدولي ، وانفراد واشنطن بقرار معالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو العربي الصهيوني ، وهي المنحازة حتى النخاع لحليفها الاستراتيجي ، لما بلغ العدوان البربري والوحشي ذروته القذرة في مخيمات بلاطه وجنين في الضفة الغربية وقطاع غزة وارتكاب المزيد من المجازر الأكثر دموية وفاشية ضد الشعب الفلسطيني ، وذبح النساء الحوامل بصواريخ الطائرات الأمريكية الصنع.

ولولا الموقف الأوروبي الهامشي ، والاكتفاء بالتصريحات اللفظية المعارضة لسياسة شارون لما استهانت واشنطن بالانتقادات للسياسة الأمريكية تجاه أزمة الشرق الأوسط.

لولا غفلة العرب وتشرذمهم وعجزهم وعدم وحدتهم ، وخلافهم القديم والجديد، لما سمح شارون لنفسه بمحاصرة الرئيس ياسر عرفات ، ولما تمادى غلاة المتطرفين والفاشيين الجدد في الاستمرار بتصفية الشعب الفلسطيني وقيادته.

نعم ، لولا الذل والهوان والخوف الذي يسود العرب من المحيط إلى الخليج ، لما وقف الطفل الفلسطيني وحيداً يخوض معركة الكرامة دفاعاً عن مقدسات العرب والمسلمين نيابة عن جيوش الأمة وما أكثر أسلحتها وفيالقها!!

إن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض اليوم أمام كاميرات الدنيا ، لمذبحة جماعية وحرب تطهير عرقية يبدو في هذه اللحظة المصيرية وحيداً وموحداً معتصماً بحبل الله وبشجاعة نادرة لأقوى رابع جيش في العالم ، ورغم كل المآسي والضغوط الدبلوماسية نجده أشد تعلقاً بوطنه وترابه .. ومثل هذا الشعب البطل الذي يزف شبابه وشيوخه ونساءه وأطفاله إلى قبورهم ، ملفوفين بالعلم الفلسطيني ، رافعين راية المقاومة المشروعة والاستشهاد هو شعب حي ولن يموت ولن يركع ولن يستسلم لأن الشعب الذي أسقط العمالي جزار “قانا” شمعون بيريز ، ونظيره الجنرال الدموي أيهود باراك ، وقبلهما اللكودي العفن نذير الشؤم هذا المسمى بنيامين نتنياهو ، هاهو – أي الشعب الفلسطيني – يوجه الطلقة الأخيرة إلى رأس الأفعى والإرهاب والتطرف سفاح صبرا وشاتيلا ارئيل شارون.

وبعد كل الذي يجري .. صباح مساء .. هل نسي العرب دماء شعبهم في فلسطين السليبة ..

هذا .. بعض من كل ..!!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات