عاجل

الثلاثاء 23/أبريل/2024

أوسلو الجديدة

أوسلو الجديدة

  صحيفة البيان الإماراتية 27/9/2006

قبل عهد أوسلو كانت “إسرائيل” تعتمد على قواتها وحدها في قمع الجماهير الفلسطينية وفصائلها. أما في مرحلة أوسلو فأصبحت السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة في أجهزتها الاستخباراتية والأمنية خير معين للقوات الإسرائيلية.

لكن هل هذا هو «الانجاز» الأوحد لاتفاق أوسلو؟

كان الاتفاق ثمرة مفاوضات سرية شارك فيها إلى جانب الوفد الإسرائيلي مجموعة من الشخصيات اليهودية الأشد نفوذاً في الولايات المتحدة. وجرت فصول العملية التفاوضية ليس فقط من وراء ظهر «المسارات التفاوضية» العربية الإسرائيلية في واشنطن، بل وبمشاركة فصيل واحد من فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» من فصيل «فتح».

فالجبهة «الشعبية» بقيادة جورج حبش والجبهة «الديمقراطية» بقيادة نايف حواتمة لم تشاركا. وبطبيعة الحال كانت حركة «حماس» التي لا تعترف بـ”إسرائيل” خارج اللعبة تماماً.

الآن بعد 13 عاماً من إبرام اتفاق أوسلو ونتائج تطبيقه على الأرض يقترح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن عملية أوسلونية جديدة عبر «قناة خلفية سرية» أليس من الحكمة تقييم حصاد أوسلو العتيق أولاً؟

إن من المفترض أن يكون جوهر اتفاق أوسلو متمثلاً في ما يطلق عليه «قضايا الوضع النهائي» التي تشكل مجتمعة لب القضية الفلسطينية: تقرير مصير الشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين ومصير القدس وملكية مصادر المياه.

ويكفي أن نلقي نظرة على صورة الحاضر لنرى أن “إسرائيل” حسمت هذه القضايا نهائياً من جانب واحد ووفقاً للتصور اليهودي لـ”إسرائيل” الكبرى.

خلال 13 عاماً ظلت “إسرائيل” توسع من شبكة الاستيطان اليهودي خاصة في أراضي الضفة الغربية بهدف ضم المجموعات الاستيطانية إلي السيادة الإسرائيلية. ومن أجل هذه الغاية جري تطبيق مشروع بناء «جدار الفصل» كخط حدودي جديد للدولة الإسرائيلية يجعل أيضاً مصادر المياه الفلسطينية تابعة للسيطرة الإسرائيلية الرسمية.

وإذا كانت هذه الترتيبات تلغي عملياً «حق العودة» فإنها استكملت بمشروع تهويد القدس.. وبذلك أصبحت القدس عملياً «العاصمة الموحدة والأبدية» للدولة الإسرائيلية.

تطبيق هذه الترتيبات الخطيرة ظل جارياً بالتدرج على مدى السنوات الطوال منذ إعلان اتفاق أوسلو.

والسؤال الذي ينبغي أن يطرح هو: لماذا وكيف تمكنت “إسرائيل” من خلق وقائع جسيمة على الأرض دون إزعاج فلسطيني؟

ببساطة لأن السلطة الفلسطينية – ابتداء من عهد عرفات – هيأت لـ”إسرائيل” الظروف الملائمة.

فكما أريد لها من خلال أوسلو فإن السلطة الفلسطينية كانت ولا تزال امتداداً للأجهزة الأمنية الإسرائيلية للقيام بدور القمع المنظم لأي احتجاجات شعبية من ناحية، وتوفير خدمة استخباراتية تفيد القوات الإسرائيلية في نشاطها القمعي لإجهاض عمليات استشهادية أو تنفيذ اغتيالات أو مداهمة منازل.

هذه باختصار حصيلة أوسلو. والمغزى العام هو أن الوضع الفلسطيني تحت الاحتلال كان نسبياً أفضل مما هو عليه الآن.

في مفاوضات أوسلو السرية تولى قيادة الوفد الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، والآن ورغم النتائج السالبة علي الأرض يطرح أبومازن نفسه عملية سرية جديدة.

فماذا وراء الأكمة؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات