السبت 20/أبريل/2024

حائط شارون

حائط شارون

أكثر من قنبلة موقوتة زرعتها “إسرائيل” في طريق خطة التسوية الدولية المعروفة باسم «خريطة الطريق» ولعل أكثرها خطورة قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين حيث وضح تماماً أن حكومة أرييل شارون غير جادة في حل هذه المعضلة كما هو مطلوب. بل تراهن على نسف الخريطة لتتهرب بالتالي من استحقاقات الخطة بالكامل.

إلى جانب قضية الأسرى والمعتقلين، هناك قضية لا تقل عنها خطورة، هي الجدار الفاصل أو ما تطلق عليه “إسرائيل” السياج الأمني ويرى الجانب الفلسطيني أن إصرار حكومة شارون على بناء الجدار العازل الذي يفصل الضفة الغربية عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 سيبتلع آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينية إضافة إلى أن بناءه يعني أن “إسرائيل” رسمت حدودها السياسية من جانب واحد.

رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن» في ورطة كبيرة كذلك الإدارة الأمريكية التي أبلغت شارون أن التمسك بالجدار الفاصل يبدد الثقة بين الجانبين ولا يخدم عملية التسوية أي مبادرة اللجنة الرباعية الدولية التي تتبنى خريطة الطريق. بينما مازالت الكرة في الملعب الإسرائيلي وفي يد حكومة شارون التوقف تماماً عن اللعب مع تحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية الفشل المتوقع للجهود الدولية السلمية.

الوضع الآن في غاية الخطورة على الساحة الفلسطينية وقابل للتفجر مجدداً مع إصرار حكومة شارون والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية على تصفية حركتي حماس والجهاد وتجريد المقاومين من السلاح وتقديمهم للقضاء تحت تهديد “إسرائيل” بمواصلة شن حربها العدوانية المفتوحة ضد النشطاء الفلسطينيين وطبعاً ستعمل الأيدي الإسرائيلية على إشعال الوضع بافتعال عمليات تنسبها إلى الفصائل الفلسطينية كالحادثة التي جرت قرب مدينة بيت لحم حيث تعرضت سيارة إسرائيلية لإطلاق نار لم تكن «الشين بيت» برئية من تدبيره يتزامن ذلك مع تصريح متشدد لوزير الجيش الإسرائيلي شاؤول موفاز برفض تسليم الفلسطينيين مسؤولية الأمن والسيادة عن مدن أخرى في الضفة الغربية بحسب منصوص في خريطة الطريق.

“إسرائيل” تحاول حالياً اللعب على عامل الوقت بالمماطلة والتسويف لإفشال تنفيذ خريطة الطريق إذا ما علمنا أن الحملة الأمريكية للانتخابات الرئاسية ستجرى مع نهاية العام الجاري وهي تدرك «أي إسرائيل» حاجة المرشح الأمريكي سواء كان من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي لدعم اللوبي الصهيوني وأصوات اليهود في الولايات المتحدة.

إذن التوقعات من الآن وحتى انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية لن يطرأ أي جديد على المشهد السياسي في الأراضي الفلسطينية وسيكون العنوان الأبرز لهذا المشهد هو الجمود، لماذا؟

في الحقيقة لن يقتنع الفلسطينيون بمطالب “إسرائيل” الأمنية ولا حتى بالإجراءات التي اتخذتها في هذه الصدد كالسور والواقي أو ما يسمى السياج الأمني ولن تغامر ولن تغامر حكومة أبو مازن بتفكيك الفصائل الفلسطينية مثل حماس والجهاد أو حتى الاقتراب من هذا المسألة لأن هذا يعني حرباً أهلية مدمرة والمستفيد من مثل هذا الوضع هو “إسرائيل” ومعها أمريكا.

وبضوء هذا المشهد وغيره من المرشح أن تعمد “إسرائيل” على تجميد الحراك السياسي مستغلة انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات