الخميس 25/أبريل/2024

ساعة الاختبار!

ساعة الاختبار!

لا كلمة لوم واحدة وُجهت إلى الإرهابي شارون على اغتياله إسماعيل أبو شنب واثنين من رفاقه من أولئك الذين تسابقوا شرقاً وغرباً وعرباً بقيادة واشنطن لإدانة تفجير الحافلة في القدس، بشدة، وبقوة، وبغلظة، وبكل المفردات التي وردت في القاموس من هذه العينة.

 

دعك من بعض إدانات عربية باهتة فهي من قبيل جبر الخواطر أو ذر الرماد في العيون ولولا بقية من خجل لما كانت صدرت تلك البيانات التي لا تساوي إسرائيلياً ثمن الورقة التي كتبت عليها، أو كانت صدرت بيانات تشيد باغتيال هذا الإرهابي أبوشنب لأنه كان عقبة كأداء في طريق خريطة الطريق!!

 

وفي هذه الجولة الجديدة من العنف والإرهاب الشاروني غير المنتهي يظهر هذا السفاح وكأنه الضحية التي تستحق العطف بينما الطرف الفلسطيني وخاصة حماس هي الجاني المفتري الذي يفجر ويقتل الإسرائيليين المسالمين الذين تلتزم حكومتهم بالهدنة مع أقصى درجات ضبط النفس تجاه التحرشات الحماسية ولم تخرقها ولا مرة واحدة منذ إعلانها في 29 يونيو الماضي. إنها الآية المقلوبة أو الزمن المقلوب الذي باتت تل أبيب تتحكم فيه وتحول الباطل إلى حق تجعله قابلاً للتصديق والاقتناع.

 

منذ إعلان الهدنة توفر لشارون، وشعبه أمن وهدوء لم يتوفر لهم منذ 30 شهراً لكن بالمقابل الجانب الفلسطيني لم يحصل على شيء ذي قيمة أو جدوى، ومع ذلك فإن شارون الذي دخل عملية السلام مرغماً لم يفوت يوماً دون استفزاز فصائل المقاومة، وتيئيس أبو مازن وحكومته لتفجير الأوضاع وإعادتها إلى نقطة الصفر حتى تحقق له ما أراد بعملية الحافلة واغتيال أبوشنب.

 

لكني اعتقد أنه مهما كان حجم الجنون الجديد المقدم عليه شارون لممارسته ضد حماس والجهاد وعموم الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع فإن هزيمة حماس عسكرياً وتركيع الفلسطينيين ليس بالأمر الهين حتى لو ألقت واشنطن بكل ثقلها وراءه وقادت وخاضت هي تلك الحرب إلى جانبه، كما تفعل الآن بكل صراحة ودون أدنى اعتبار لكونها راعياً لعملية السلام أو لكونها في مأزق في العراق وتحتاج لدعم ومساندة عربية ودولية.

 

الحقيقة أن الإدارة الحالية نزعت القناع منذ دخولها البيت الأبيض وغالت في دعمها للإرهاب الشاروني لكن العرب الضعفاء والعجزة ما زالوا يعولون عليها إنصافاً وعدلاً ونزاهة، وبالتالي يستجيبون لمطالبها ويمارسون ضغوطهم على الجانب الفلسطيني سلطة ومقاومة لرفع الراية البيضاء بحجة أن ما ينتظرهم من شارون كارثة وطوفاناً لن يبقي على الأرض المحتلة أحداً منهم. لا نظن أنه يمكن هزيمة الشعب الفلسطيني بتلك البساطة فأميركا التي تتفوق على “إسرائيل” عشرات المرات في القوة والعدد والعدة لا تدري ماذا تفعل مع بضع جماعات تقاومها في العراق، فكيف سيكون الحال بإسرائيل مع شعب يقاوم ويناضل منذ أكثر من نصف قرن ولم يهزم؟.

 

ساعة الاختبار التي حانت لأبو مازن والعرب والتي -حددتها “إسرائيل” وأميركا- لاقتلاع جذور الإرهاب الفلسطيني المقاومة المشروعة لم تحن ولن تحن أبداً.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات