الجمعة 19/أبريل/2024

سياسة شارون تواجه طريقاً مسدوداً

سياسة شارون تواجه طريقاً مسدوداً

كل المؤشرات والمعطيات تظهر أن الصراع في فلسطين المحتلة دخل مرحلة جديدة من التصعيد على خلفية استمرار العدوان الصهيوني المترافق مع ارتفاع في حدة التهديدات التي يطلقها القادة الإسرائيليون الذين خرجوا عن طورهم بعدما فشلوا في تحقيق أهدافهم للنيل من المقاومة إن كان عبر سياسة القتل والاغتيال وتدمير البيوت والاعتقالات والحصار المتواصل واجتياح المدن والقرى والمخيمات، أو من خلال الألاعيب السياسية التي تستهدف دفع الساحة الفلسطينية إلى الوقوع في شرك الصراع الإهلي الداخلي.

 

وسمة هذه المرحلة الجديدة تتجلى في تعمق المأزق الإسرائيلي في مواجهة الانتفاضة والمقاومة، على الرغم من ارتفاع لهجة التهديد الصهيوني برد قاس وعاصف على تواصل المقاومة والانتفاضة وينبع هذا المأزق من العوامل التالية:

 

العامل الأول: فشل عسكري إسرائيلي في القضاء على المقاومة والانتفاضة، وهذا الفشل برز واضحاً بعد انتخاب أرييل شارون رئيساً للوزراء والمراهنة عليه من قبل المجتمع الإسرائيلي في تحقيق الأمن والاستقرار للإسرائيليين حيث وعد شارون الإسرائيليين بالقضاء على المقاومة خلال مائة يوم، فإذا بالمائة يوم تصبح سنوات، والوعد بتحقيق الأمن تحول إلى حلم صعب المنال، لأنه يستهدف قهر الفلسطينيين وفرض استسلام عليهم عبر إجبارهم على القبول بالحل الشاروني القاضي بتصفية القضية الفلسطينية على قاعدة شطب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وقد جاء إقدام حكومة شارون على بناء الجدار العازل في محاولة لمنع عمليات التسلل ليعبر عن قمة هذا الفشل الإسرائيلي في القضاء على المقاومة.

 

العامل الثاني: إلا أن الفشل الإسرائيلي الذي تحول إلى مأزق يهدد وجود الكيان الإسرائيلي بالخطر، تراجع حضوره قليلاً نتيجة ظهور أمل إسرائيلي بالمراهنة على احتلال القوات الأميركية للعراق والاستفادة من ذلك من أجل خنق الانتفاضة والمقاومة، غير أن هذا الرهان سرعان ما تهاوى نتيجة غرق القوات الأميركية في حرب استنزاف بدأت بشنها سريعاً المقاومة العراقية، ما جعل الإدارة الأميركية تنشغل في البحث عن كيفية معالجة المصاعب التي تواجهها في العراق بدلاً من أن تتفرغ إلى مهمة إعادة تشكيل المنطقة بما ينسجم مع المصالح الأميركية والإسرائيلية.

 

العامل الثالث: فشل المحاولات الأميركية – الإسرائيلية في دفع الساحة الفلسطينية إلى الوقوع في أتون حرب أهلية تقوض الانتفاضة والمقاومة بسبب وعي قوى وحركات المقاومة الفلسطينية لهذا المخطط عبر موافقتها على هدنة مؤقتة كشفت كذب الحديث الإسرائيلي عن السلام وسعيه إلى تخريب أي مفاوضات تستهدف محاولات إحداث فتنة فلسطينية وعززت من القناعة لدى الشعب الفلسطيني بصوابية خيار المقاومة والانتفاضة والتمسك به باعتباره سلاح القوة الوحيد الذي يملكه في مواجهة العدوانية الصهيونية المتمادية، ومثل هذا السياسة التي اعتمدتها حركات المقاومة قطعت الطريق على الهجمة الأميركية الإسرائيلية التي استهدفت وصم المقاومة والانتفاضة بالإرهاب.

 

من هنا فإن حكومة شارون تجد نفسها مجدداً المأزق، لكن بعد أن فشلت في خياراتها العسكرية ومراهناتها على احتلال العراق وعلى دفع الساحة الفلسطينية إلى الحرب الأهلية.

 

لكن السؤال الذي يطرح في ضوء ذلك، ماذا بعد في جعبة شارون؟

 

تجيب صحيفة معاريف الإسرائيلية بالقول (إن شارون وجد نفسه بعد مرور عامين ومع سقوط حوالي 800 إسرائيلي يسير في الطريق الذي عبده أسلافه يبحث عن طريق لإقناع الفلسطينيين أو لإرغامهم على أن يحاربوا الإرهاب بأنفسهم).

 

على أن الخيارات المطروحة على طاولة الحكومة الإسرائيلية هي ذاتها التي تطرح في كل مرة يتجدد فيها الصراع بقوة ويهتز فيها الأمن الإسرائيلي من جديد وهذه الخيارات تتراوح بين إعلان الحرب الشاملة على الإرهاب بما في ذلك إعادة احتلال الضفة الغربية المحتلة أصلاً، واجتياح غزة وبين الانفصال من طرف واحد وإقامة الجدار الفاصل.

 

إن كل ذلك يظهر حقيقة الفشل والعجز الإسرائيلي الذي يتبدى في إطلاق التهديدات، فأي خيار يسير فيه شارون سوف يكشف فشله أكثر ويعمق مأزقه بانتظار نضوج مناخ إسرائيلي يطيح بحكومته ويشق الطريق أمام ولوج “إسرائيل” خيار التسوية الفعلية التي تستجيب لمطالب الحد الأدنى الفلسطينية، وما لم يحصل ذلك فإن الصراع سوف يتواصل، يشتد حيناً ويتراجع حيناً، لكنه في ذات الوقت يبقي على مأزق “إسرائيل” الآخذ بالتفاقم، أمام مقاومة تزداد تجذراً وقوة في الشارع الفلسطيني.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، إن معتقلين اثنين من قطاع غزة استُشهدا خلال إحضارهما للتحقيق داخل...