الجمعة 29/مارس/2024

مسوّغات الحرب المفتوحة

مسوّغات الحرب المفتوحة

أحدثت الخروقات الإسرائيلية للقرى والمدن الحدودية اللبنانية أضراراً بالغةً وتصاعدت حدة التهديدات العنصرية ضد الشعب اللبناني ومقاومته الوطنية التي لم تطلق النار باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أكثر من ستة أشهر مضت إلا أن عملياتها الأخيرة في منطقة مزارع شبعا المحتلة كانت رداً على عملية اغتيال المواطن اللبناني علي حسن صالح التي نفذتها “إسرائيل” في منطقة بيروت، وهذه الجريمة لدليل جديد على أن “إسرائيل” لن تترك الساحة اللبنانية مستقرة وهادئة وستظل تعبث بأمنها وتعرض أبنائها وقادتها للخطر.

وتأتي العمليات العدوانية على الجنوب اللبناني لزعزعة الاستقرار، وعدوان “إسرائيل” غير مبرر ومخالف أصلاً للقانون الدولي ولا ضرورة إطلاقاً لتحليقات الطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية وهذه الخروقات التي تجاوز عددها الألف بالاستناد إلى إحصائية الأمم المتحدة تشكل تهديداً كبيراً للسيادة الوطنية وتحدياً سافراً وفاضحاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 425، والمقاومة الوطنية اللبنانية حق شرعي للبنان تكفله الأعراف والمواثيق الدولية لتحرير ما تبقى من أراضيه المحتلة وتحديداً في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا.

وتؤكد “إسرائيل” مجدداً من خلال غاراتها الجوية وتحليق طائراتها في سماء العاصمة اللبنانية خرقها للقرارات الدولية وذلك لدق طبول الحرب واجتياح الجنوب من جديد ومن ثم الانتقال إلى مرحلة جديدة لإفشال دور المقاومة في تحريرها للجنوب وبالتالي فرض أجواء عسكرية ضاغطة على لبنان والمنطقة بشكل عام.

لقد قال إيتان رئيس الأركان الإسرائيلي السابق إنه ليس هناك أي بديل عن القيام بحملة جديدة ومكثفة في لبنان لاقتلاع جذور المقاومة الوطنية وتصفيتها كما فعلنا في قطاع غزة المحتل بعد حرب الأيام الستة عام 1967م.

إن الغارات المتواصلة هي بمثابة تصعيد خطير للموقف وتوسيع نطاق الصراع فمنذ مجيء شارون للسلطة وتصرفاته تثير احتمالات مواجهة شاملة بين العرب و”إسرائيل” وقد تضع المنطقة على فوهة بركان وتدفع بالأوضاع إلى مزيد من التوتر وتهديد الأمن القومي.

وما تقوم به “إسرائيل” يومياً من تعديات سافرة هو مؤشر واضح على تردي أوضاع الصهاينة ودليل على الأزمة الحقيقية التي يعيشها صناع القرار في الكيان المصطنع، وعن حالة اللاتوازن الذهني والنفسي للصهاينة، وما هذه الانتهاكات الإجرامية إلا نتيجة عجز الصهاينة عن إيجاد صيغة للتعامل مع معطيات الواقع السياسي داخل الأراضي العربية المحتلة ولاسيما بعد التزام فصائل المقاومة الفلسطينية بالهدنة، ولم تجد قوات الاحتلال بداً سوى نقل المعركة العنصرية والإرهابية من داخل فلسطين المحتلة إلى خارجها.

 والكيان الصهيوني الذي خسر المعركة في جنوب لبنان ويتذوق حالياً مرارة الهزيمة بدأ يغتر مجددا بمواقفه الإرهابية فقال المؤرخ العسكري «مارتن فان كريفيلد» إن “إسرائيل” مثلها مثل الأميركيين في فيتنام لم تستطع الانتصار على المقاومة المدعومة من السكان، والمجتمع الإسرائيلي أصابه الضعف لم يتحمل ثمن وجود جنوده في جنوب لبنان، وأيضاً «شلوبروم» أحد الباحثين في مركز «جافي» للدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب يقول: «إن “إسرائيل” انسحبت لأن سكانها ما عادوا يتحملون دفع حياة عشرات الجنود الإسرائيليين سنوياً لوجود جيشها في لبنان والانسحاب الإسرائيلي قد يعزز فكرة هشاشة “إسرائيل”.

 وقدر الاقتصاديون الإسرائيليون تكاليف الغزو الإسرائيلي للبنان منذ بداية الاجتياح وحتى يونيو عام 1983 م بحوالي ملياري دولار، وذهبوا إلى أن تأثير الغزو على الاقتصاد الإسرائيلي بات من الصعب السيطرة عليه، وأن نفقات الغزو انعكست على ازدياد معدل التضخم في “إسرائيل” بشكل لم يسبق له مثيل منذ قيام الكيان المصطنع وظهرت التأثيرات المباشرة لهذا التراجع الاقتصادي في الإضرابات وانخفاض الإنتاج والهجرة المعاكسة.

وبدوره شارون لا يريد السلام إطلاقاً لأن طبيعة السلام تنهي عنصريته وعدوانية أمثاله وتتوقف عنجهية “إسرائيل” بدءاً من بناء المستوطنات إلى سياسة التهويد، والمجرم شارون يثبت يومياً بأنه رجل حرب وإرهاب ولا يدخل في قاموسه السياسي أي مصطلح له علاقة بمفهوم السلام القائم على أساس العدل وقرارات الشرعية الدولية وسجله الشخصي مليء بفصول من الإجرام وتنفيذ المجازر والاعتداءات الموجهة ضد العرب وسمة الإجرام بارزة لديه، فهو متحفز دائماً لأية ذريعة يطلقها.

 ونواياه غدت جلية واضحة في اختلاق الذرائع الواهية والوهمية، وأي حديث آخر هو من نوع التبرئة لهذا المجرم الضالع في إجرامه والمستمر في صلفه، وأي عدوان جديد موسع على الأشقاء اللبنانيين سيزيد من صلابة موقعهم ويعطيهم كل حق في الدفاع عن النفس والرد على العدوان الذي يعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي والمعتدي يتحمل وحده مسئولية العدوان وعواقبه الوخيمة لاسيما وأن العدو الإسرائيلي مازال يحتل مزارع شبعا في الجنوب ويعتقل مدنيين لبنانيين في سجونه.

فهل يتعظ قادة “إسرائيل” مدنيين وعسكريين الذين تحولوا هذه الأيام إلى جنرالات حرب هدفهم التخريب وتوسيع رقعة الإرهاب وتدمير الحياة في لبنان، ولابد من استذكار الحقيقة الراسخة بعد تحرير الجنوب من أن وجود المقاومة الوطنية هي نتيجة حتمية طبيعية لوجود المحتلين الغزاة في مزارع شبعا وكفر شوبا من الجنوب اللبناني.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

36 شهيداً في عدوان إسرائيلي على ريف حلب

36 شهيداً في عدوان إسرائيلي على ريف حلب

حلب - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وسائل إعلام سورية بارتقاء 36 شهيداً في غارات إسرائيلية استهدفت أهداف في ريف مدينة حلب منتصف الليلة الماضية....