إعادة الاعتبار للحوار الفلسطيني
صحيفة الوطن القطرية
بعد تحديد المحرمات والمحللات في العلاقات الفلسطينية الداخلية من قبل رأسي حماس وفتح الزعيمين مشعل وعباس استعاد الحوار الفلسطيني اعتباره وخرج من إطاره الثنائي إلى إطاره الشامل ولكن رغم ذلك ليست هناك أية ضمانة لعدم عودة الأوضاع الفلسطينية إلى الاختلاف على الغاية المرجوة من الحوار .
رغم أن جميع الأطراف الفلسطينية تتحدث بمصطلحات واحدة تقريباً من حيث النصوص إلا أن لكل منها فهمه الخاص لكل مصطلح. فعلى سبيل المثال الكل يتحدث عن المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني ولكن تلك المصلحة ليس لها نفس المفهوم عند جميع الأطراف الفلسطينية وفي ظل غياب قيادة وطنية موحدة يغيب المفهوم الموحد للمصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني.
وجميع الأطراف الفلسطينية تتحدث عن التمسك بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني ولكن تلك الثوابت ليست ثابتة بنفس الدرجة وليست كما كانت قبل التنازلات والاشتراطات التي أملتها عملية سلام أوسلو التي ماتت وحملت اسم خريطة الطريق علها تبعث للحياة مجدداً فالساحة الفلسطينية تفتقر إلى قيادة موحدة وإلى هيئات قيادة موحدة وبالتالي أصبح وضع الأطراف الفلسطينية أشبه بوضع جامعة الدول العربية بعد تحجيم وتهميش «م. ت. ف» وتضخيم سلطة الحكم الذاتي والتعامل معها وكأنها الهدف النهائي لحركة النضال الوطني الفلسطيني وبالتالي بررت التخلي عن المقاومة للاحتلال وهنا نقطة الخلاف الرئيسية التي تتفرع عنها بقية الخلافات التي ستبقى مستعصية على الحل ما دامت هذه النقطة الأساسية غير محسومة.
ففريق أوسلو ما زال يراهن على إمكانية إنجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة عبر المفاوضات التي تشترط التخلي عن المقاومة المسلحة للاحتلال وبالمقابل أصبحت الأطراف الفلسطينية الأخرى أكثر تمسكاً بحق مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل وفي مقدمتها الكفاح المسلح لأن العدو لم يلتزم بأي من تعهداته في عملية سلام أوسلو ولم يلتزم بأي من القرارات الدولية التي تتعلق بالحقوق الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف .
الغاية من الحوار الفلسطيني الذي أعيد الاعتبار له هي التوصل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس وثيقة الوفاق الوطني وجميع الأطراف تبدو موافقة وتقر بذلك.. فأين المشكلة؟
باختصار مطلوب التوفيق بين التفاوض واللاتفاوض وبين الاعتراف واللااعتراف بحق “إسرائيل” باحتلالها لفلسطين وبين مواصلة المقاومة حتى إزالة الاحتلال كرهاً ووقف المقاومة كشرط لزوال الاحتلال طوعاً وهذه المتناقضات هي التي أدت إلى انقسام الساحة الفلسطينية منذ توقيع وثيقة أوسلو عبر مفاوضات سرية والتي كان من نتيجتها وكشرط من شروطها نبذ العنف وإلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني والذي أصبح لاغياً في دستور فريق أوسلو الفلسطيني ولكنه ما زال الوثيقة التي تصون الثوابت الوطنية الفلسطينية أما القرارات الدولية فقد استبدلها فريق أوسلو بمحددات خريطة الطريق والاتفاقات التي وقعها مع “إسرائيل” ولم تلتزم بها وبسبب هذه التناقضات ليست هناك إمكانية للوفاق الفلسطيني- الفلسطيني .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
أردوغان: أمير قطر يعتبر قادة حماس من أفراد العائلة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام استبعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تغادر قيادة حركة حماس مقرها في الدوحة، مبينا أن أمير قطر "يتصرف بصدق تجاه...
بعد 200 يوم العدوان.. الأغذية العالمي: نصف سكان غزة يعانون الجوع
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، إنه بعد مرور 200 يوم على الحرب الإسرائيلية على غزة،...
الأورومتوسطي: الاحتلال يبدأ في محو ما تبقى من بيت لاهيا وقتل وتهجير ساكنيها
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من ارتكاب الجيش الإسرائيلي مذبحة جديدة في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة ومحو...
الرشق: بعد 200 يوم من العدوان.. غزة ما زالت تكتب التاريخ
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، أنّ غزة بعد 200 يوم من العدوان عليها ما زالت تكتب التاريخ، مشددًا على...
استشهاد لبنانيتين و6 إصابات بغارة صهيونية على منزل في الجنوب
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام استشهدت لبنانيتان وأصيب 6 أشخاص، الثلاثاء، جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلا كانوا فيه في بلدة حانين جنوبي لبنان....
جيش الاحتلال يُعلن مقتل أحد ضباطه برصاص المقاومة شمال غزة
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مقتل جندي برتبة "رائد احتياط" برصاص المقاومة الفلسطينية، خلال...
الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيات غزة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الثلاثاء، إنه يشعر "بالذعر من تدمير مجمعي ناصر والشفاء...