الخميس 28/مارس/2024

النداء الأول : أغيثوا غزة

النداء الأول : أغيثوا غزة
صحيفة فلسطين
 

صفارة الإنذار على وشك الانطلاق، والانفجار قاب قوسين أو أدنى، لم يعد هناك وقت، ومن يظن أن مليوناً ونصف مليون في قطاع غزة سيحفرون قبرهم الجماعي ويصمتون حتى يحثوا على أنفسهم التراب، يخدع نفسه ويخدع الآخرين، وغزة الآن تطلق النداء الأول ولربما لا تتمكن من أن تطلق النداء الثاني، لأن الوقت ليس في صالح كثرة النداءات، لأن الإنذار الثاني سيكون بداية الفعل على الأرض، أين؟ ومتى؟ وكيف؟ هذه مسألة لا يعلم بها أحد، والذي يحددها ما تؤول إليه الأوضاع على الأرض، لذلك على الجميع التحرك قبل أن يقع الانفجار لأنه إذا وقع لن تفلح بعد ذلك كل أنواع العلاجات.

يقول البعض: إن القيادة الأمنية المصرية تنظر إلى ما يجري في قطاع غزة بعين الريبة وأنها أخذت كل الاحتياطات الأمنية، وكأن مصر مهددة بهجوم نووي أو أن الجيوش تحشد على حدودها مع قطاع غزة . حالة المبالغة من تهديد غزة للأمن المصري القومي، تهدف إلى تصدير الأزمة الداخلية المصرية التي توشك على الانفجار نحو قطاع غزة، وهذا الهروب من القيادة المصرية نحو قطاع غزة، هروب العاجز عن مواجهة الحقيقة، لأن حصار غزة لن يخرج القيادة المصرية من أزمتها الداخلية بل على العكس فك الحصار عن القطاع قد يكون مدخلا لحل الأزمة الداخلية وتخفيف الضغط والاحتقان في الشارع المصري، ويسحب مبررات إضافية لانفجار وشيك في داخل الساحة المصرية الداخلية التي تقف الآن على فوهة البركان وتنتظر انفجار غزة، حتى تنفجر في مصر والأردن والسعودية والخليج وشمال أفريقيا، وسيل الدماء الفلسطينية على الحدود المصرية قد يكون الفتيل الذي يشعل المنطقة، وهذا الانفجار الذي نحذر منه، ونخشى أن يقع، وإن وقع فلا لوم على سكان قطاع غزة، ولا لوم على حركة حماس، ولا لوم على المقاومة الفلسطينية، لأنه لا خيار أمام الفلسطينيين، ولا خيار أمام مصر إلا فتح المعبر، أو على الجميع أن يتحمل النتائج.

الانفجار لن يتوقف عند الحدود المصرية الفلسطينية، بل سيتعدى ذلك وسيشمل كل الحواجز، هناك انفجار شعبي على حدود مصر سيسقط فيه القتلى والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني، وانفجار المقاومة نحو العدو سيسقط فيه أيضا قتلى وجرحى وستعم المنطقة ثورات في كل اتجاه، لا خيار ثالث أمام قطاع غزة وشعبه ومقاومته، ومن يراهن على خيار ثالث كمن يراهن على العنقاء والخل الوفي، لن يكون الانفجار في وجه حماس وحكومتها، لأن الجميع هنا يعلم أن حماس وحكومة هنية هي جزء من هذا الشعب وما يجري له يجري لها، فلا تراهنوا كثيرا على هذا الخيار، ولا تراهنوا أن يستسلم الفلسطينيون ويرفعوا الراية البيضاء.

اليوم، يوم تسجيل المواقف، ولوحة الشرف نصبت، والأقلام جاهزة، وصناعة التاريخ الحديث للمنطقة ستبدأ من هنا من غزة، قد يضحك البعض من هذا القول، ولكن لا تستغربوا، فلا نتحدث من فراغ، وسنترك الأمور للأيام القادمة، “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون”.

هذا هو النداء الأول، أن أغيثوا غزة، وغداً النداء الثاني ولكن هل سنتمكن من أن نكتب النداء الثالث؟ وماذا سنقول فيه؟ لكن نؤكد حقيقة هي أننا لن نموت جوعا، لننتظر عل يسمع نداءنا من له آذان أو قلب وهو شهيد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات