الجمعة 19/أبريل/2024

دولة الاحتلال كلها غير شرعية

دولة الاحتلال كلها غير شرعية

هناك قدر من الوقاحة الممزوجة بالعنصرية في سياسة الحكومة الاسرائيلية لم يعرف مثله منذ سقوط النازية، إيهود باراك كان يتمنى الانضمام الى ليكود بعد رئاسة الأركان، إلا أنه لم يجد له موقعاً بين المتطرفين فانضم الى العمل، وأصبح رئيساً للوزراء، وهو الآن وزير الدفاع في الائتلاف مع كاديما التي عرفناها باسم ليكود. وهو خرَّب عملية السلام في التسعينات، ولا يزال على تطرفه اليوم.

باراك طلع بتصريح أخيراً لم يقل فيه أن جيش الاحتلال الاسرائيلي قتل النساء والأطفال، وإنما زعم أن هذا الجيش “يعمل في مناطق حيث لا تقوم السلطة الوطنية بواجبها المفترض في مجال الأمن”، إذا ترجمنا هذا الكلام الى لغة مفهومة فباراك يريد من السلطة الوطنية أن تقتل الفلسطينيين، أو على الأقل تساعد جيش الاحتلال على المضي في احتلاله أراضي الفلسطينيين.

غير أن وقاحة باراك لا تفهم إلا عندما تُقرأ مع خلفية البناء في الأراضي المحتلة، وكان خلاف انفجر بين باراك ومجلس المستوطنين الذي اتهمه بالكذب في زعمه أن اتفاقاً جرى على إخلاء 18 بؤرة استيطانية في الأشهر المقبلة في مقابل بناء بيوت في تجمعات المستوطنات الكبرى.

المستوطنات كلها غير شرعية، وعندما يقول إسرائيلي انه يريد السلام ودولتين تعيشان جنباً الى جنب أوافق على كلامه، ولكن عندما يقول متطرف أن الأرض كلها لإسرائيل أقول له إن إسرائيل كلها غير شرعية، السلطة الفلسطينية لا تقوم بواجبها نيابة عن جيش الاحتلال، وحكومة إسرائيل، على لسان وزير الإسكان زيف بويم، موافقة مع رئيس الوزراء إيهود أولمرت على بناء 800 مسكن في مستوطنة غيفات زيف، شمال القدس. وكان إيلي يشاي، رئيس حزب شاس ونائب رئيس الوزراء وعد بمواصلة البناء تدريجاً في القدس والضفة الغربية، بعدما ضغط على أولمرت وانتزع موافقته.

وقرأت أرقاماً في الصحف الإسرائيلية تحدثت مرة عن 500 مسكن، وعن 500 مسكن آخر، وعن 350 مسكناً، ولا أدري إذا كانت هذه المساكن جزءاً من خطة واحدة، أو أنها في مناطق مختلفة، إلا انني أنقل عن الصحف الإسرائيلية وكلها محفوظ عندي.

الولايات المتحدة نفسها لم تحتمل الوقاحة الإسرائيلية، وقد انتقدت السياسة التي تمارسها حكومة أولمرت في الأراضي المحتلة، وعدم تنفيذها حصتها من خريطة الطريق، أما الجنرال كيث دايتون، المنسق الأمني مع الفلسطينيين فقال صراحة ان المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أصبحت عائقاً أمام جهود السلطة الوطنية لفرض الأمن على مدن الضفة.

وزارة الخارجية الأميركية التي لم تتحمل عرقلة إسرائيل عملية السلام كانت قادت حملة البكاء والنحيب على طلاب الدين الإسرائيليين الذين قتلوا في القدس وشاركها عنصريون من حول العالم.

كنت سأقبل ردود الفعل على قتل الطلاب لو أن الذين بكوهم بكوا قبل ذلك الأطفال الفلسطينيين الذين قتلهم جيش الاحتلال، أو لو أن المتباكين العنصريين كانوا طلبوا من الاحتلال أن يوقف قتل المدنيين. أنا طلبت من الفصائل الفلسطينية في هذه الزاوية، وقبل انفجار الوضع، أن توقف إطلاق الصواريخ والعمليات الانتحارية، وأستطيع أن أبكي الشهداء الفلسطينيين براحة ضمير لأنني عارضت القتل المتبادل، أما الذين بكوا على الإسرائيليين فقط فهم عنصريون وشركاء في الجريمة.

ثم أسمع أن هناك جماعات إسرائيلية تريد أن تنتقم للطلاب القتلى، وكأنها لم تتعلم بعد أن الانتقام يجر الانتقام، والقتل يتبعه القتل، وهم وزعوا أخيراً منشورات تدعو الى “عين بعين” وهذا موقف إسرائيلي غريب لأنه يعني أن يقتل الفلسطينيون آلافاً منهم قبل أن يستأنفوا جرائمهم، ومن الوقاحة المحلية الى الوقاحة في أميركا، فقد قرأت أن فندق والدورف استوريا حيث أنزل كل سنة لحضور دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة سيستضيف في 18 الجاري “حفلة جمع تبرعات جيش الدفاع الإسرائيلي”.

هو جيش احتلال نازي يقتل النساء والأطفال منذ 41 سنة، وكل من يتبرع له أو يؤيده شريك في جرائمه. ويكفي أن نذكّر أصدقاء جيش الاحتلال والجريمة بأنه قتل 900 قاصر فلسطيني، من بين 4500 ضحية منذ 29/9/2000 فقط.

قرأت بياناً عن مشاركة 13 منظمة سلام وحقوق إنسان في حملة ضد التبرع لجيش نازي، ولاحظت أن بين الموقعين جمعيات يهودية، وهي نقطة مهمة، فهناك جماعات يهودية كثيرة في اسرائيل والخارج تدافع عن حقوق الفلسطينيين، وحملتي المستمرة هي على الحكومة والجيش في إسرائيل، لا الغالبية التي تريد السلام.

أيضاً هناك ديموقراطية في إسرائيل تجعل عضو الكنيست أحمد طيبي يوبخ السوري السابق الغدار فريد الغادري في الكنيست لأنه يتعامل مع أعداء بلاده الذين يحتلون أرضاً سورية ووزير الثقافة والعلم والرياضة في الحكومة الإسرائيلية غالب المجادلة يقول إنه إذا أرادت جمعية الكرة تكريم الطلاب اليهود القتلى فعليها أيضاً تكريم الأطفال والنساء الذين قتلوا في غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات