المقاومة تنتصر لذلك جاء كارتر!!
تحسين صورة أمريكا
لا أستطيع أن أنكر إعجابي بالرجل خاصة أنني أستخدمه كنموذج للنجاح في الدبلوماسية الإعلامية، وأعترف أنه يتميز بقدر كبير من الحكمة، تجعله عدوا عاقلا، ولذلك فهو خير من صديق جاهل.
ومع ذلك فإنني أشعر بالخطر من تحركات الرجل التي أتابعها بقدر من الحذر، وبالطبع فإنني لا يمكن أن أنسى ما فعله في كامب ديفيد، كما أن تلك الدبلوماسية الناعمة هي أخطر بكثير من الحروب، وربما تحقق أهدافا تعجز الجيوش عن تحقيقها خاصة في عصر ثورة الاتصال.
ومن المؤكد ان من أهم أهداف كارتر تحسين صورة أمريكا التي نجح بوش في تشويهها، لذلك فقد ظهر ليصلح ما أفسده الجيش الأمريكي، وليقلل من اتساع الحرائق التي أشعلها بوش واليمين المسيحي المحافظ.
واستطيع أن أؤكد أن الرجل قد حقق نجاحا في هذا الهدف، فلقد بدا في مؤتمره الصحفي الذي نقلته وسائل الإعلام في صورة الرجل الحكيم الذي جاء يبحث عن السلام، ويبذل كل جهده لتحقيقه باسم أمريكا، وأنه يمثل الوجه الآخر لأمريكا الذي يختلف عن ذلك الوجه العدواني الذي يمثله بوش وتشيني ورامسفيلد.. هناك الكثير من الناس في الوطن العربي الذين يريدون أن يصدقوا كارتر، ويتمنون أن تصبح أمريكا داعمة للسلام، وأن تسعى لإطفاء الحرائق التي أشعلتها في الحضارة الإنسانية.. ولكن هل كانت تلك هي الحقيقة؟!
لست وسيطا!!
ولكن لا يلزم كارتر نفسه بشيء، فلقد أصر على أنه لم يأت كوسيط، وإنما جاء ليستمع للآراء المختلفة، ولأغراض التمويه والتضليل فقد ادعت إسرائيل الغضب من كارتر لأنه قابل خالد مشعل، وكذلك فعلت أمريكا، وهنا تذكرت موقفا لأمير الشعراء أحمد شوقي الذي كان لا يجيد إلقاء الشعر، ولذلك كان يطلب من حافظ إبراهيم أن يلقي قصائده بصوته الجميل المؤثر، لكن يبدو ان احدا قد أغرى أحمد شوقي بأن يلقي شعره بنفسه.. وعندما اجتمع المثقفون للاستماع إلى قصيدة شوقي الجديدة، ووقف شوقي يلقي قصيدته وكان مطلعها:
مال وعتب وادعى الغضب
ليت هاجري يذكر السبب
وهناك ضحك حافظ إبراهيم بصوته الجهوري قائلا باللهجة المصرية الدارجة:
انشال وانخبط وادعى العبط
ليت هاجري يبلع الزلط
وأنا أرفض استخدام اللغة العامية في الكتابة لكنني كنت مضطرا لذلك، فالموقف يمكن أن يصور حال إسرائيل مع مستر كارتر الذي جاء للمنطقة ليحقق أهداف إسرائيل، وليبحث لها عن مخرج من أزمتها. لماذا؟!
المقاومة تنتصر
سوف أقدم لكم التفسير الحقيقي لزيارة مستر كارتر.. لقد جاء أيها السادة ليبحث عن وسيلة لإنقاذ إسرائيل.. والدليل على ذلك أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك وهو سياسي صهيوني على درجة عالية من التطرف والغرور، قال في تصريحات للإذاعة العبرية: إن إسرائيل عاجزة تماما عن تحقيق أحلامها وأحلام أمريكا والدول الأوروبية في القضاء على حماس، وأضاف: انه من المستحيل القضاء على حركة المقاومة الإسلامية وانهاء سيطرتها على قطاع غزة، وان تجربة أمريكا في اسقاط الأنظمة وتعيين نظم عميلة لها قد فشلت في أفغانستان والعراق.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس قد قامت خلال الأسابيع الماضية بعدد من العمليات النوعية التي تؤكد أن الحركة رغم قسوة الحصار تزداد قوة وأنها قد استطاعت أن تثبت قدرتها على الدفاع عن غزة، والقيام بعمليات إبداعية تستهدف تحرير الأرض وكسر الحصار، وهذا أدى إلى زيادة حب الشعوب العربية لحماس، وغضب هذه الشعوب على نظمها الحاكمة التي تساهم في فرض الحصار على غزة، وأن هذه الشعوب تتطلع إلى دعم أهل غزة في صمودهم التاريخي ومقاومتهم الشجاعة للعدوان الإسرائيلي، وإصرارهم على تحرير أرضهم، ولذلك فإن هذا الحصار حتما سيفشل فهو جريمة ضد الإنسانية من يساهم في استمرارها فهو آثم وظالم.
لذلك حذرت قيادات إسرائيلية رفيعة من النتائج الكارثية على الجيش الإسرائيلي إذا استمرت عمليات المقاومة الفلسطينية النوعية التي تستهدف اقتحام المواقع العسكرية المحيطة بقطاع غزة.
كما أن الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلية قال: إنه لا مفر من الحوار مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، فذلك أصبح أمرا واقعا يجب التعاطي معه.
لذلك جاء كارتر
إننا لم نصل بعد إلى درجة السذاجة التي تجعلنا نصدق أن مستر كارتر جاء بدون اتفاق مع بوش وإسرائيل وأنه فقط جاء ليستمع.
لقد جاء الرجل بهدف مقابلة خالد مشعل ليطلب منه وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل لمدة شهر كهدنة من جانب واحد، ورفض خالد مشعل ذلك فلا هدنة بدون ثمن، والهدنة يجب أن تكون متبادلة وعلى أساس وقف العدوان الاسرائيلي على غزة.
كما حاول كارتر ان يتوصل الى حل لمشكلة الجندي الاسرائيلي شاليط، وأراد أن يتأكد من أن هذا الجندي مازال حيا، وهو ما نجح فيه، لكن حماس أصرت على شروطها في تحرير ألف أسير فلسطيني من كل الاتجاهات، ورفضت تحرير نوابها ووزرائها مقابل هذا الجندي.
أما ما نجح فيه كارتر حقيقةً فهو الحصول على موافقة حماس على اتفاقية سلام تتضمن الانسحاب حتى خط الرابع من يونيو 1967 بما فيها القدس، وإقامة دولة فلسطينية على هذه الأرض، مع ضمان حق العودة، وبشرط عرض الاتفاق على الشعب الفلسطيني ليوافق عليه في استفتاء عام، وأكدت حماس بالاشتراك مع منظمات فلسطينية أخرى رفض الاستفتاء على أية اتفاقية لا تحترم الثوابت الفلسطينية وهي القدس وحق العودة، ثم أكدت حماس ان موافقتها على هذه الاتفاقية لا تعنى الاعتراف بإسرائيل، وبشكل واقعي فإن هذا هو الحل الوحيد الذي يمكن قبوله مرحليا، لقد فرضت المقاومة على العالم ان يحترم ثوابتها وأن يدرك انه لا مساومة على الحقوق، وأن الحصار الظالم سوف ينكسر، ولا يمكن أن يكسر إرادة شعب قرر أن يقاوم حتى يحرر أرضه.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
في ثالث أيام الفصح العبري.. مئات المستوطنين يصولون ويجولون في ساحات الأقصى المبارك
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام اقتحم مئات المستوطنين، صباح اليوم الخميس، المسجد الأقصى المبارك في ثالث أيام عيد الفصح اليهودي، تحت حماية...
تشتت العائلات .. وجه آخر لعدوان الاحتلال في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام يضطر المواطن أبو محمد إسليم (50 عامًا) للتحرك كل يومين إلى مناطق يمكن من خلالها التقاط بث الاتصالات لمحادثة أبنائه...
موجة اقتحامات جديدة في الضفة الغربية.. تخللها مواجهات واعتقالات
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس، عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، وهو...
استشهاد الفتى خالد عروق برصاص الاحتلال خلال اقتحام رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد فتى، جراء إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي لدى اقتحامها فجر اليوم الخميس مدينة رام الله. وأكدت مصادر...
القوات المسلحة اليمنية تستهدف سفنا أمريكية وإسرائيلية انتصارًا لفلسطين
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً استهدفتْ سفينةَ MAERSK YORKTOWN الأمريكيةَ في...
لليوم 201.. كتائب القسام تواصل نصب الكمائن لقوات العدوّ ودكها بقذائف الهاون
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب القسام لليوم الـ 201 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة...
الفصائل تحذر من اجتياح الاحتلال لرفح: الانفجار الشامل سيطال المنطقة برمّتها
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت الفصائل الفلسطينية، اليوم الأربعاء، على أن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على كل شيء يرمز...