الجمعة 19/أبريل/2024

أسيرهم وأسرانا واللا معقول!

أسيرهم وأسرانا واللا معقول!
صحيفة البيان الإماراتية
 

يبدو أن غزة ليست هي الجزء العربي الوحيد المحاصر بل الوطن العربي كله أصبح تحت الحصار، بدليل عدم قدرته على إقناع أميركا وإسرائيل برفع الحصار عن مليون ونصف مليون مواطن فلسطيني، رغم مابين بعض عواصمه الكبرى من علاقات صداقة مع واشنطن وتل أبيب..و رغم النداءات الشعبية ألفلسطينية والعربية بفتح المعابر والتحذيرات الأممية من كارثة إنسانية أو من انفجار الأوضاع نتيجة حرب التجويع وشح الغذاء والوقود والسلع الأساسية بسبب إغلاق المعابر من الجانبين الإسرائيلي والمصري.

وبدليل العجز حتى الآن عن اتخاذ قرار جماعي عربي إنساني شجاع بكسر هذا الحصار، والتردد في إنذار إسرائيل بتجميد مشروع تصدير الغاز المصري لإسرائيل ما لم تقم بالتزاماتها كسلطة احتلال بتزويد غزة بالنفط والغاز الكافي..وضعف التعاون الجماعي العربي في تزويد غزة بالوقود والغاز والوطن العربي أكبر مصدر للبترول والغاز، وفي تسيير قوافل الغذاء والدواء من معبر رفح ومن جانب واحد إلى غزة بما يمنع عن هذا الشعب العربي الصابر الشعور بالخذلان من أشقائه والإذلال من أعدائه!

ويبدو أيضا أن الأسرى الفلسطينيين لم يعودوا وحدهم هم الأسرى، بل كل العرب أصبحوا أيضاً من الأسرى بدليل عجز حكومات وبرلمانات وأحزاب وحركات ومنظمات حقوقية مدنية في 22 دولة عربية تضم ما يقرب من نصف مليار مواطن عربي من ممارسة الضغوط لتحرير 11500 مواطن فلسطيني وعربي أسير أبرزهم رئيس البرلمان الفلسطيني نحو نصف نواب المجلس التشريعي المنتخبين وبينهم أسرى من وزراء في الحكومة الفلسطينية المنتخبة عدا الأسرى من الأطفال والنساء، بشكل يندى له جبين الإنسانية..بما ينكشف أمامه ازدواج المعايير لدى الدول الغربية بما يزيف شعاراتها المنادية بحقوق الإنسان والديمقراطية والحرية إلى آخر هذه المعزوفة الجوفاء والخالية من أي مصداقية حين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها للإفراج عن أسير إسرائيلي واحد بينما يغمضون العيون عن 11500 أسير فلسطيني وعربي يتوقون للحرية.

ولقد مر علينا يوم الأسير الفلسطيني الرابع والثلاثين هذا العام في السابع عشر من أبريل بشعور عام وكأننا كلنا محاصرون وكلنا أسرى بدليل أننا لم نلحظ نشاطا حكوميا ضاغطا يدعو للإفراج عن الوزراء الأسرى، ولا في البرلمانات العربية، ولا في البرلمان العربي الموحد للضغط على الاتحاد البرلماني الدولي للعمل على إطلاق سراح البرلمانيين الفلسطينيين الأسرى، ولا صوت احتجاج من منظمات حقوق الإنسان العربية..

فيما هنالك 50011 أسير فلسطيني وعربي موزعين على أكثر من 25 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف للمحتل الصهيوني، من بينهم 360 طفلاً أصغرهم يوسف الزق ابن 3 الشهور، و99 أسيرة فلسطينية في سجن هشارون «تلموند » والجلمة، و352 من الأسرى القدامى، 81 ممن أمضوا أكثر من عشرين عاما و13 أمضوا ما يزيد على ربع قرن من الزمان في السجون الإسرائيلية، واثنين أمضيا أكثر من 30 عاماً متتالية «الأسير سعيد العتبة ونائل البرغوثي» وما يقارب من 1200من الأسرى بالحكم الإداري و195 من الشهداء في السجون منذ عام 1967 منهم 48 نتيجة الإهمال الطبي و7 في عام واحد «2007» بالإضافة لأسير في هذا العام.

مر علينا يوم الأسير الفلسطيني هذا العام وللأسف بحال وظروف عربية أسوأ وحال للأسرى أسوأ في يوم الأسير الفلسطيني عن العام الماضي، فحسب بيان المركز الفلسطيني لدراسات الأسرى فإن نصف الأسرى ممنوعون من الزيارات، وأسرى غزة لا يزارون منذ عام كامل بسبب إغلاق المعابر، ووسط انتهاكات صارخة ترتكب في حق الأطفال والأسيرات وسياسة التفتيش العاري والتفتيشات الليلية والأحكام غير المنطقية واللا شرعية في المحاكم العسكرية.. كل هذا والعالم الغربي متواطئ والعالم العربي صامت.. بينما يتحركون جميعاً سعيا للإفراج عن أسير صهيوني واحد.. فهل هذا معقول أم هو اللا معقول بعينه ؟!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات