الجمعة 26/أبريل/2024

حذاري من حوار حماس

حذاري من حوار حماس

ان عدم وجود سياسة اسرائيلية حازمة وقاطعة تجاه حماس اخفاق كارثي. ليس حكم حماس في القطاع خطراً وجودي فحسب، فإذا لم يصد ويحسم فسينتشر الى الضفة وسيفضي اخر الامر الى اقامة دولة فلسطينية فعلية يحكمها أشد أعداء اسرائيل تطرفا، وفي اليوم الذي سترفع فيه حماس رايتها في الضفة ستنتهي السلطة الفلسطينية بتركيبها الحالي، وسيختفي قادتها المشاركون في محادثة اسرائيل سياسياً وربما مادياً ايضا. وستلغى سلسلة الاتفاقات والتفاهمات والقرارات الدولية التي عقدت في السنين الخمسة عشرة الاخيرة. وسيتلاشى حلم السلام الاسرائيلي الفلسطيني تماماً.

يجب على اسرائيل ان تفهم ان مناضلة حماس تكاد تكون مسألة وجودية، وان قوتها العسكرية ليست مزيّة بل مشكلة شديدة. يبين التاريخ ان اسرائيل احسنت مواجهة التهديد العسكري للدول سواء اكان بالمواجهة الخفية وفشلت في مناضلة المنظمات التي تعمل على نحو مشترك مع السكان. هذا سر قوة حماس وجوهر خطرها: ففلسطين الحماسية لم تقض على دولة اسرائيل بل ستخرج روحها قطرة قطرة.

بلا انقطاع يتكرر في اسرائيل شعار “نحادث سلميا العدو” فقط. اجل من المهم الحديث الى العدو عندما يمكن ان نقدر ان يوجد برنامج مشترك. اما العدو الذي جوهر وجوده سلب اسرائيل وجودها كدولة يهودية فليس اهلاً للمحادثة.

ان السلام مع اسرائيل يناقض جوهر وجود حماس، ولا تميل المنظمات المتطرفة الى القضاء على نفسها راغبة. لهذا فإن كل تسوية عارضة ليست سوى نقطة استراحة وانتعاش في الطريق الى الغاية النهائية وهي محاولة القضاء على اسرائيل كدولة.

في ايار 1940، عندما وزن مجلس الحرب البريطاني المصغر البدء بمحادثة هتلر (الذي لم يرد حقاً القضاء على بريطانيا)، كان تشرشل هو الذي قرر انه يوجد اعداء لا يحادثونهم بل يناضلونهم حتى الحسم. وبهذا غير مسار التاريخ البريطاني والعالمي.

اما عندنا للاسف الشديد فيهب صباح مساء ساسة “عمليون” يقترحون “ان نكون عملين” وان نحادث حماس. وتتعلم حماس ان الصبر، والعناد والسكينة ذات نفع.

لا يحل اي اتصال اسرائيلي بحماس سواء أكان مباشرة ام غير مباشر. ويجب ان يطبق الحصار لغزة – مع الخضوع للقيود الانسانية – بحرص. ويجب ان يستمر النشاط العسكري، بهجمات مكررة، وتردد عال مع تعريف قيادة حماس كلها على انها هدف مباشر للاغتيال وتدمير جميع بناها التحتية في غزة. يجب على اسرائيل ان تقف تماماً جميع المحادثات الموجهة الى “تسوية”.

ان وجود جلعاد شليت بالاسر سيثقل على اسرائيل في كل محاولة لاخضاع حماس التي تشمل الجندي المختطف في جميع القضايا التي تقلقها: وقف اطلاق النار،وفتح المعابر، وازالة الحصار وما أشبه. اسرائيل مهتمة اهتماماً مباشراً باعادة الجندي وذلك قبل كل شيء بسبب الواجب الاخلاقي الاعلى لفعل ذلك ولا يقل عن ذلك سلب حماس ذخراً غاليا.

ستستعمل حماس المساومة في جلعاد شليت لاحراز غايات بعيدة الامد. قد يتبين ان اطلاق سراح السجناء الفلسطينيين – ومنهم اولئك الذين يجب ان يوجدوا في السجن طول حياتهم بسبب اعمال قتل مرعبة – آخر الامر اخف الضرر الذي قد تحدثه حماس بسبب تمسكها بجلعاد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات