السبت 27/أبريل/2024

بوش والنكبة

بوش والنكبة
صحيفة الخليج الإماراتية
 
مشاركة الرئيس الأمريكي جورج بوش الكيان الصهيوني احتفالاته بالذكرى الستين لاغتصاب فلسطين، وحديثه في الوقت نفسه عن الأمل في المستقبل بالتوصل إلى تسوية وتفاهم بين “الإسرائيليين” والفلسطينيين قبل انتهاء ولايته في يناير/ كانون الثاني ،2009 يقود مستقبلاً إلى قيام دولة فلسطينية، هو مجرد كلام للاستهلاك، واستهتار بمشاعر الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وهو يحيي بمرارة وأسى ذكرى “النكبة”، تشاركه من على البعد الشعوب العربية والإسلامية والمحبة للسلام.

أي أمل وأي مستقبل يتحدث عنهما بوش لحظة وصوله إلى الأراضي المحتلة، وماذا ينتظر الفلسطينيون والعرب عموماً، بعد أن قال بالحرف الواحد “إن هدف واشنطن ينبغي أن يكون دعم أقرب حليف وصديق للولايات المتحدة في الشرق الأوسط”؟ هذا هو بوش الذي أصر على قطع الفيافي وتحمل وعثاء السفر ليشارك الكيان الصهيوني احتفالاته بالذكرى الستين لاغتصاب فلسطين، وتكفي تأكيداً “شهادة” رئيس الوزراء ايهود أولمرت بقوله إن بوش “وقف أكثر من أي شخص آخر إلى جانبنا في السراء والضراء”.

إن اختيار بوش يوم الخامس عشر من مايو/ أيار بالذات، ليخطب أمام الكنيست، هو بحد ذاته استفزاز للشعب الفلسطيني في يوم نكبته، وإعلان صريح عن الانحياز الأمريكي الكامل ل “إسرائيل” والصهيونية، واستهتار بمعاناة الفلسطينين المستمرة منذ النكبة. هذا الاختيار رسالة واضحة لكل من يتعلق بأوهام المساعي الأمريكية في أية تسوية محتملة في ما تبقى من فترة رئاسة بوش، أو خلال عهد خليفتة المقبل، لا سيما وأن المرشحين المحتملين الثلاثة جميعهم تعهدوا بدعم ومساندة “إسرائيل” وضمان أمنها حتى النهاية.

الرئيس الأمريكي بمشاركته في الاحتفالات بذكرى قيام الكيان، شطب ضمنياً كل ما تبقى من الحقوق الفلسطينية، وأكد التبعية الأمريكية التاريخية ل “إسرائيل”، وأن ما أعلنه من تصريحات سابقة والتزامات تجاه “إسرائيل” تعيد إلى أذهاننا وعد بلفور المشؤوم، لتشابهها من حيث المعنى والدلالات والانعكاسات.

زيارة بوش المدروسة ل “إسرائيل” تكريس للظلم وتناسٍ لمعاناة الفلسطينيين، وتكشف زيف الإدارة الأمريكية وخداعها للعالم أجمع، لأنها تعمل لخدمة الاحتلال الصهيوني، الذي قد يستغل هذا الضوء الأخضر للتمادي في سياسة العدوان والإجرام بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات