الجمعة 29/مارس/2024

من دير ياسين إلى بيت حانون

من دير ياسين إلى بيت حانون
صحيفة الخليج الإماراتية
 

مجزرة بيت حانون الاخيرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال “الإسرائيلي” يوم الاثنين الماضي، واستشهد فيها 7 فلسطينيين بينهم ام واربعة اطفال اشقاء من عائلة ابو معتق، أكبرهم في الخامسة من العمر وأصغرهم رضيع لم يتجاوز العام الواحد، تحولوا في غمضة عين الى كومة من الاشلاء واللحم الممزق، هي تأكيد جديد لإرهاب الدولة الصهيوني الذي يستهدف المدنيين والنساء والأطفال ضمن مسلسل معلن من العدوان والتصفية المستمرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.

الجريمة “الإسرائيلية” البشعة التي اغتالت الصغار مصعب وصالح وهناء وردينة ابومعتق ووالدتهم اثناء تناولهم طعام الافطار، تكشف عن الوجه الدموي للكيان الصهيوني المنافي لكل القيم والمعايير الانسانية، وتعكس بشكل واضح مدى الانحدار الاخلاقي والهمجية التي يتمتع بها الاحتلال، ومحاولاته الدائمة لتخريب أي جهود اقليمية او دولية لانهاء الحصار ووقف العدوان، وتعيد إلى الأذهان المجزرة التي تعرضت لها أسرة العثامنة في بيت حانون قبل نحو عامين عندما استشهد ثمانية من أفرادها في قذيفة مدفعية سقطت على منزلهم آنذاك.

مجزرة الأم واطفالها الأربعة في بيت حانون جريمة حرب بشعة ارتكبها الاحتلال أمام أنظار المجتمع الدولي من دون أن يحرك ذلك ساكناً، وتعتبر رداً “إسرائيلياً” عملياً على موضوع التهدئة بما يؤكد أن الاحتلال غير معني بها ، وأنه مصمم على استمرار العدوان كما قال وزير الحرب ايهود باراك الذي توعد بمزيد من العمليات العسكرية ضد قطاع غزة.

الدم الفلسطيني المراق في بيت حانون وغزة، وفي كل فلسطين يقدم رسالة مدوية للفلسطينيين جميعاً بأن ما في جعبة “إسرائيل” لهم ليس سوى الموت والدمار والتهجير، وان عليهم توحيد الصف والكلمة والتشبث بخيار الصمود والمقاومة وإنهاء الانقسام لمواجهة العدوان ووقف المجازر “الإسرائيلية”. الكل في صدمة وغضب بعد المجزرة الاخيرة،خاصة في ظل صمت وتواطوء الغرب مع “ إسرائيل”، وصيحات الادانة والشجب من الدول العربية والاسلامية التي لم تعد تسمن ولا تغني من جوع، وتعبير الاسف الذي أطلقه إيهود اولمرت رئيس وزراء الكيان تعبير فارغ لا قيمة له لأنه لا يقدم اعتذارا ولا يتحمل مسؤولية بل إنه يمهد لاستمرار مثل هذه الجرائم النكراء.

من دير ياسين الى بيت حانون، عشرات المجازر “الإسرائيلية” وآلاف الشهداء والجرحي بينهم نساء وأطفال وشيوخ، والتصعيد “الإسرائيلي” مستمر ولن يتوقف الا بالقوة والمقاومة، وهي اللغة التي يفهما الاحتلال حتى يجنح للسلم ويعيد الحقوق المغتصبة الى أهلها. وحتى يتحقق ذلك لابد من دعم المقاومة، والحق الفلسطيني في الدفاع عن الأرض والمقدسات والأطفال والنساء، بعد ان عجزت الشرعية الدولية متمثلة في الغرب عن معاقبة “إسرائيل” على جرائمها الفظيعة ضد الفلسطينيين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات