الجمعة 19/أبريل/2024

الفزاعة.. أسلوب فاشل

الفزاعة.. أسلوب فاشل

صحيفة الوطن القطرية

لم يدرك بنيامين نتانياهو حتى الآن أن استبدال القضية الفلسطينية بالأزمة الإيرانية أمر عصي على التطبيق، ليس فقط لأن خطته مكشوفة وأهدافه مفضوحة، ولكن لأن ربط العربة أمام الحصان فكرة قديمة أكل الدهر عليها وشرب ولم يعد يجربها إلا الفاشلون.

فمنذ اللحظة التي فاز بها برئاسة الحكومة، لا بل قبل ذلك بكثير وهو يركز في تصريحاته وخطاباته واجتماعاته على إيران، ساعياً لتحويلها إلى فزاعة يخيف بها العالم عامة ودول المنطقة خاصة، ومستخدماً البرنامج النووي الإيراني كشماعة يعلق عليها تملص حكومته من استحقاقات السلام مع الفلسطينيين والسوريين، وتهربها من المبادرة العربية لعام «2002» الداعية إلى تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” مقابل انسحابها من الأراضي المحتلة عام «1967».

ومن خلال متابعة بسيطة لما قاله نتانياهو خلال الأيام القليلة الماضية، يمكن التقاط الأسلوب الذي لجأ إليه رئيس الحكومة الإسرائيلية لإخافة الحكومات والشعوب من طهران ولفت أنظارها بعيداً عن التزامات الحكومات الإسرائيلية السابقة بحل الدولتين وبالانسحاب من مرتفعات الجولان.

فبعد اجتماعه مع بابا الفاتيكان في الناصرة، قال نتانياهو إنه طالبه بإدانة «التهديدات الإيرانية» ومهاجمة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد علناً. أما بعد محادثاته في عمان مع الملك عبدالله الثاني، فقد صرح بأن هناك تطابقاً في الآراء بين الدول العربية و”إسرائيل” بشأن «الخطر الإيراني»، واصفًا هذا التطابق المزعوم بأنه ظاهرة جديدة تستدعي التعاون بين دول المنطقة لمجابهة طهران. وصدرت عن رئيس وزراء “إسرائيل” ملاحظات مماثلة بعد التقائه الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ قبل أيام.

وتتنافر تصريحات نتانياهو التي يقول فيها إن برنامج إيران النووي يشكل عقبة أمام السلام في الشرق الأوسط، مع الاستراتيجية الأميركية الجديدة القائلة إن محاورة إيران والتوصل معها إلى اتفاق سلمي بشأن مستقبل برنامجها النووي، سيساعدان في تسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلي وإحلال السلام في المنطقة.

ورغم رضوخ حكومة نتانياهو لطلب أوباما عدم مفاجأته بعمل عسكري إسرائيلي ضد إيران، وتنسيق خطواتها مع واشنطن بهذا الخصوص، فستكون «المخاطر الإيرانية» حجر الزاوية في محادثات رئيس الحكومة الإسرائيلية مع الرئيس أوباما في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل. غير أن الرئيس الأميركي سيعمل على شد الخيط تجاه القضية الفلسطينية التي يسعى نتانياهو إلى وضعها في آخر سلم الأولويات.

الأمر الأول المؤكد هو أن “إسرائيل” تريد أن تجعل إيران قضيتها المركزية، والأمر الثاني المؤكد هو أن واشنطن سترفض الإذعان إلى الخطة الإسرائيلية.

صحيح أن نتانياهو سيتحدث حول إيران إلى أوباما والكونغرس وكبار المسؤولين الأميركيين، وصحيح أن وزير خارجيته أفيغدور ليبيرمان قادم إلى واشنطن بعد أسبوع لمتابعة الطرق على البوابة الإيرانية، إلا أن سمعة الرئيس الأميركي تعتمد بالتأكيد على كيفية تصديه لطروحات الحكومة الإسرائيلية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات