الثلاثاء 30/أبريل/2024

تدمير العراق بنصوص توراتية

تدمير العراق بنصوص توراتية

صحيفة البيان الإماراتية

تنطوي الوثيقة التي كشفت النقاب عنها مجلة «جي كيو» الأميركية والمتعلقة بالنصوص التوراتية التي استخدمها وزير الدفاع الأميركي السابق رامسفيلد لتسويغ الحرب على العراق على أهمية تاريخية توثيقية استثنائية، فعندما تقول «المجلة» إن وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد استخدم نصوصاً من الكتاب المقدس أشبه بشعارات «الحروب الصليبية» على أغلفة مذكرات استخباراتية عسكرية شديدة السرية كان يعدها لتقدم للرئيس الأميركي السابق جورج بوش أثناء حرب العراق».

و«إن هذه الأغلفة ذات طبيعة دينية ونصوص توراتية»، فإن هذه تعتبر من أهم الاعترافات والشهادات التي تثبت ذلك الدور الصهيوني في العدوان على العراق.

ونقلت المجلة عدة أمثلة لتلك العبارات جاء في أحدها «أن غلافاً لمذكرة كان يحمل صورة لصدام حسين يلقي خطاباً أسفل عبارة مقتبسة من رسالة بطرس الأولى تقول «إنها إرادة الرب، أنه لتفعل الخير ينبغي أن تسكت الحديث الجاهل للرجال الأغبياء».

وقالت «إن غلاف مذكرة أخرى يظهر صورة لقوس نصر في العراق على شكل سيفين تستعد دبابة أميركية للمرور من تحته، وفوق الصورة عبارة من سفر أشعيا تقول «افتحوا الأبواب لتدخل الأمة البارة الحافظة الأمانة».

نتوقف أمام هذا الكشف عبر مجلة أميركية لنؤكد ثانية وثالثة بأن أجندة توراتية وسياسية ـ استراتيجية صهيونية كانت تقف وراء الحرب على العراق ووراء تدمير هذه الدولة العربية القوية.

وليس أدل على ذلك من حجم وهول التغلغل الإسرائيلي في مرافق ومفاصل العراق. فها هو الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري يعلن في تصريحات للجزيرة نت عن وجود إسرائيلي كثيف في كافة المدن العراقية بعدما كان حضوره قبل الاحتلال ينحصر في مدن كردستان العراق، مضيفاً: إن الإسرائيليين كانوا موجودين في شمال العراق في كردستان العراق قبل الغزو الأنغلو أميركي عام 2003،.

ولكنهم الآن موجودون في كل مدن العراق في البصرة وبغداد والشمال، ويعلم بهم العراقيون ويعرفونهم من خلال ملابسهم ولهجتهم العبرية، مردفاً: أن الإسرائيليين يعملون في الفرق الأمنية الأميركية وفي الجيش الأميركي وحماية المنشآت الأمنية الأميركية وأن الوجود الإسرائيلي في العراق ضارب بأطنابه.

وهاهي بعض الدراسات العراقية تشير إلى أن شركة بلاك ووتر الأمنية تُمول وتُدار من قبل الموساد، وقد أصدر مركز العراق للدراسات كتاباً بعنوان الدور الصهيوني في احتلال العراق كشف عن «137 وثيقة أكدت التدخل الإسرائيلي في العراق»، ويؤكد تقرير آخر أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد، تمكّن من قتل 350 عالماً نووياً عراقياً.

بالإضافة إلى أكثر من 300 أستاذ جامعي في كافة التخصصات العلمية المختلفة، بالإضافة إلى دور الموساد والكوماندوز الإسرائيلي بتدريب قوات الاحتلال الأميركية على أساليب تصفية نشطاء المقاومة.

وليس ذلك فحسب، فقد كان المفكر الأميركي مايكل كولينز بايبر أعلن في محاضرة له أمام مركز زايد في أبوظبي مؤكداً: أن خطة شن الحرب على العراق تتصل بأرض “إسرائيل” الكبرى، ولا غرابة إذن في أن يهدي الرئيس بوش لشارون ـ في حينه ـ خارطة قديمة للأراضي المقدسة تضم العراق. وما عزز المعلومة أعلاه ـ على سبيل المثال ـ قيام يهود أميركان (1500 ـ 2000 جندي يهودي) بإحياء عيد الفصح في القصر الجمهوري في بغداد.

فيما أن تلك الفتوى التي أطلقها كبار حاخامات اليهود حول الوضع في العراق والتي جاء فيها: أن العراق جزء من أرض “إسرائيل” الكبرى، إنما تأتي صريحة علنية وقحة تفضح تلك الأطماع والأهداف الصهيونية في العراق.

وتفتح من جديد ملف “إسرائيل” الكبرى المزعومة. فعلى الرغم من البنية العلمانية التي أقامتها الحركة الصهيونية لنفسها، إلا أنها في الجوهر استندت في بنائها وعملها إلى تلك الأساطير اليهودية المزعومة وهي: الشعب المختار والأرض الموعودة والوعد أو العهد أو الميثاق الإلهي الذي يربط ما بين الشعب المختار والأرض الموعودة.

وربط حاخامات اليهود بين شعب الله المختار والأرض الموعودة بالنص التوراتي الميثاقي الوارد في سفر التكوين الذي قيل إن الله قد قطعة لإبراهيم حيث جاء فيه: لنسلك أعطي هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير ـ نهر الفرات، وهناك وعد يبدو أكثر تفصيلاً في تحديد مدى الأرض الموعودة، وفي تقسيمها بين أسباط “إسرائيل”، جاء فيه: هذه الأرض التي أقسمت لإبراهيم واسحق ويعقوب..قائلاً لنسلك أعطيها.

ولذلك أيضاً دعا الجنرال احتياط آفي ايتام رئيس الحزب الوطني الديني ـ المفدال ـ سابقاً والوزير السابق في حكومة شارون في أوضح الدعوات الإسرائيلية إلى إقامة أرض “إسرائيل” الكاملة بحدودها التوراتية.

وانتهاج القبضة الحديدية مع الفلسطينيين، وإلى ضرب إيران وسوريا قبل أن تطورا ترسانتيهما العسكريتين، ولذلك فهم ـ أي أقطاب الصهيونية والدولة العبرية ـ يعتبرون أن الصهيونية لم تنه مهمتها بعد، كما أعلن إسحق شامير أحد أهم أقطاب المؤسسة الصهيونية على مدى تاريخها.

ولذلك يمكن أن نثبت في الخلاصة المكثفة المفيدة أن النوايا والمخططات والأهداف والأطماع الصهيونية التوسعية لا تزال قائمة بقوة ومفتوحة على أوسع نطاق، وأن الصراع بالتالي ما زال مفتوحاً. ما يفرش الأرضية لمواصلة قراءة ذلك الدور والحضور الصهيوني ـ الإسرائيلي في مقدمات وتطبيقات وتداعيات العدوان على العراق.

وفي الحصاد الإجمالي لهذا العدوان على وجه الأهمية. فالعراق جزء من أرض “إسرائيل” الكاملة، كما جاء في آخر فتوى يهودية ـ حتى كتابة هذه السطور، و«مبارك أنت ربنا ملك العالم لأنك دمرت بابل المجرمة» كما أفتى عدد من الحاخامات اليهود.

كاتب فلسطيني

[email protected]

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات