الخميس 02/مايو/2024

مكانة القدس فِي القرآن الكريم

مكانة القدس فِي القرآن الكريم

صحيفة أخبار الخليج البحرينية

المعروف أَن جانباً كبيراً مِن الاستشراق قامت بِهِ فرق مِن اليهود التِي استمرت مُنْذُ نزول القرآن الكريم فِي الدس عَلَى القرآن، وعلى صلب العقيدة الإسلامية لِكَي تثبت للأجيال المختلفة أَن الديِن الوحيد الإلهي هُوَ اليهودية وأن الأديان اللاحقة هِيَ مجرد ابتداع ومحاولات لتحويل السيادة المرتبطة بِالدينِ عَن اليهود إِلَى الشعوب التِي نزلت فِيهَا الرسالتان المسيحية والإسلامية. ولذلك لا نضيف جديداً إِلَى هَذِهِ الإسرائيليات المعروفة فِي الدراسات الإسلامية التي طالت القرآن والحديث. ولا نَظُن أَن موضوع هَذِهِ المقالة يضيف جديداً فِي هَذَا المسلسل الذِي بدأه اليهود مُنْذُ قرون ولن يكفوا عَنه مادامت راية الإسلام مرفوعة خفاقة، ولكن الجديد هُوَ أَن صاحب هَذِهِ الفرية وهو الدكتور نسيم دانا، الذِي نشرت لَهُ صحيفة يديعوت أحرونوت يوم 17/9/2002 أهم نتائج دراسته باعتباره متخصصاً فِي أديان وثقافات الشرق الأوسط.

فالجديد لَيْسَ موضوع الدراسة وهو مكانة القدس فِي القرآن الكريم، ولكن الجديد هَذِهِ المرة يتمثل فِي عدد مِن الأمور:

الأمر الأول، هُوَ أَن المؤلف جزء مِن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وركن من أركان المشروع الصهيوني مباشرةً، ويقوم بأبحاثه فِي هَذَا المجال لأغراض معروفة سلفاً، ولذلك لا يُمْكِن الاعتراف لَهُ بِأَي صفة علمية، بَلْ لا يجوز حَتى مناقشة خرافاته.

الأمر الثاني، أَنهُ يسهم بِهَذِهِ الدراسة فِي تكريس الحملة الصهيونية عَلَى الإسلام والمسلمين ويواصل صب النار عَلَى الزيت بمناسبة الذكرى الأولى لأحداث 11 سبتمبر الأمريكية.

الأمر الثالث، أَن الدراسات الصهيونية كَانَت تركز عادة عَلَى الدراسات التلمودية، وتفسر كتابهم المقدس تفسيراً يسند الادعاء بحقهم فِي فلسطين. ولكن نسيم دانا فِي هَذِهِ الدراسة، والذي ظَل عَلَى سنة أجداده، قَد انتقل هَذِهِ المرة إِلَى البحث عَن حَقّ أجداده فِي فلسطين فِي القرآن الكريم.

وقد يقول قائل إن أساطير الصهيونية السياسية والدينية لا يُمْكِن حصرها فَهَل نرد عَلَى كُلّ صغيرة وكبيرة يدعونها؟

الرأي عِنْدِي أَن هَذِهِ الأساطير تصبح حقائق ويستند الآخرون إلَيْهَا. حَيْثُ تنفرد من دُونَ أَي تحد مِن الجانب الإسلامي بالساحة الثقافية والفكرية ويصبح ردنا بَعْد ذَلِك محاولة لزحزحة حقيقة استقرت على أسطورة. وللرد أهميتان: واحدة بِالنسْبَةِ إلى مَن يريد أَن يعرف الحقيقة، وأهمية أُخْرَى أكثر إلحاحاً بِالنسْبَةِ إلى دارس أديان وثقافات الشرق الأوسط وفي مقدمتهم الدكتور نسيم دانا، لأن المسألة لَيْسَت وجهة نظر، ولكنها حقائق لا تقبل الاختلاف أَو التأويل.

أما نتائج الدراسة التِي أجراها نسيم دانا، والتي نشرتها الجريدة الإسرائيلية فهي:

1- أن كلمة القدس لَمْ ترد فِي القرآن الكريم، كَمَا أَن القرآن لَمْ يوضح أسباب قدسية القدس بِالنسْبَةِ إلى المسلمين، ولم يورد أَن القدس كَانَت قبلتهم فِي الصلاة.

2- أن القرآن أَكدَ فِي أكثر مِن موضع حَقّ “إسرائيل” فِي فلسطين.

3- أن حادثة الإسراء والمعراج كَمَا يُؤَكد بعض المفسرين إما أنهَا لَمْ تحدث أصلاً وإما أَنهَا عَلَى أكثر تقدير حدثت بروح الرسول وليس بجسده، ومن ثم فَإِن فكرة البراق مِن اختراع المسلمين.

4- رغم الموقف العدائي في القرآن الكريم لليهود فَإِنهُ لَمْ يشكك فِي حَقّ اليهود فِي أرض “إسرائيل”. ويعتبر نسيم دانا أَنهُ وقع عَلَى اكتشاف غَيْر مسبوق، وأن القرآن الكريم منصف، وليس كما كَانَ يتصور، ولكن المسلمين لا يقرأون، وأن أئمتهم هم الذِينَ يقدمون لَهُم خرافات لَيْسَت فِي القرآن الكريم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات