السبت 27/أبريل/2024

عينة إجرامية

عينة إجرامية

صحيفة البيان الإماراتية

قبل أسابيع أشارت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى بعض الفواحش، التي تمارسها كتيبة تدعى «كفير»، ضد الفلسطينيين لا سيما على الحواجز العسكرية. ومن المأثور عن عناصر هذه الكتيبة أنهم يتحرشون بالمارين على الحواجز وينكلون بهم، بلا سبب غير إزجاء الوقت والتسلية وإثبات الذات.

كل وحدات الجيش الإسرائيلي لها تاريخ إرهابي وسيرة ذاتية إجرامية وتستحق الإدانة والمحاكمة.. لكن بعضها يزايد على بعض بجرعات فائضة وأساليب قمع غير تقليدية.. كأن يجبر المارة على خلع ملابسهم إلى حد التعري تقريباً بحجة التفتيش، أو إهدار كرامتهم ووقارهم بإكراههم على الرقص، أو إبقائهم طويلاً تحت الشمس الحارقة أو في البرد القارص.

وكم من مرة اضطرت نساء فلسطينيات لوضع حملهن داخل سيارات أعاق الجنود وصولها إلى المراكز الطبية والمستشفيات. وفي حالات طارئة بعينها تعرضت الأم أو جنينها أو كلاهما لخطر الموت أو للموت الفعلي.

هناك أكثر من 600 حاجز أمني تنتشر على طرقات الضفة متخللة مدنها وقراها ونجوعها؛ يشكل كل واحد منها مصيدة، لا يعلم المارون عليها نوع المفاجأة القمعية التي تنتظرهم عندها. فالقمع مجال متاح للإبداع والاختراع. غير أن كتيبة كفير اللعينة لديها شهرتها الخاصة في هذه المجال..

فان عرف المسافرون الفلسطينيون أن أفراداً منها هم الذين سيستقبلونهم على حاجز بعينه، أيقنوا بزيادة حظهم العاثر واستعدوا لأسوأ الأسوأ. مؤخراً، أُصيب جندي من كفير بداء حميد هو صحوة الضمير، فاشتكى إلى قائده المباشر سلوك زملائه، معقباً بأن «هناك اعتقاداً سائداً لدى أفراد الكتيبة تجاه العرب بأنهم حيوانات لا بشر..».

بُعيد الشكوى التي ما زال التحقيق يسير فيها سلحفائياً، تصاعد وخز الضمير لدى هذا الشاب فرفض العودة إلى الخدمة العسكرية في الأرض المحتلة. وأوغل في فضح انتهاكات كتيبته، من تنكيل وضرب للمدنيين خلال مداهمات بيوتهم وتدمير ممتلكاتهم.. وكيف أن «السلاح الذي يحمله الجنود بمنحهم الشعور بالسيطرة والغطرسة، ولذا يسمحون لأنفسهم بإذلال المارة جمعيهم بقصد التنفيس عن الملل. وهم يهينون باللفظ والإيذاء الجسدي، إنساناً مكبلاً لا يستطيع الدفاع عن نفسه»..

كانت النتيجة أن قائد الكتيبة «إيتاي فيروب» أمر بحبس الجندي المتمرد لمدة شهر، والتعليق على تصرفات بقية جنوده بأن «ضربة هنا ودفع شخص هناك والعنف عموماً، مسموح به لتنفيذ عمل عسكري معين..»! ومع ذلك، وهو غيض من فيض، يتبجح الإسرائيليون بأن جيشهم هو الأكثر مراعاة لأخلاق الحرب! كبرت كلمة تخرج من أفواههم.

[email protected]

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات