الجمعة 19/أبريل/2024

حرب غزة وتقرير العفو الدولية

حرب غزة وتقرير العفو الدولية

صحيفة الخليج الإماراتية

كان واضحاً من قبل أن تنشر منظمة العفو الدولية تقريرها غير المنصف عن جريمة الحرب الدموية التي شنها الكيان الصهيوني على غزة أن شيئاً ما سوف يفسد صورة ذلك التقرير، لكن أحداً لم يكن يبلغ به التصور إلى حد يكون فيه التقرير محايداً وبعيداً عن المصداقية إلى درجة يتساوى فيها فعل الكيان الصهيوني بآلته العسكرية التدميرية بما فعلته منظمات المقاومة الفلسطينية من دفاع محدود يعد هامشياً بكل المقاييس ولا يستحق الإشارة إليه في تقرير دولي من منظمة لها مكانتها ومواقفها، مساواة مطلقة بين الكيان المحتل الغاصب وبين منظمة حماس التي هي جزء من تيار فلسطيني مقاوم للاحتلال أياً كانت الملاحظة لبعض الفلسطينيين ولبعض العرب عن الأسلوب الذي يتبعه هذا الفصيل في المقاومة من مواقف، وما يحاول به التعبير عن رفضه للاستسلام والخنوع بإمكاناته المحدودة.

 “المساواة بين الجلاد والضحية” كانت تلك هي العبارة التي اختزلت موقف العرب والعالم من تقرير منظمة العفو الدولية، فقد جانب هذا التقرير الحقيقة إلى درجة جعل بعض الأعداء أنفسهم يستنكرون أن تصل الحيادية ببعض المنظمات الدولية إلى هذه الدرجة ما يفقدها المصداقية التامة. وإذا كانت صواريخ حماس البدائية المصنعة محلياً تتساوى مع ترسانة الأسلحة الصهيونية بطائراتها ودباباتها وصواريخها فإن ذلك يدخل في باب الافتراء لا الحياد، ويجعل المنطق معكوساً غير قابل لأن يقنع أحداً من الأغبياء، فضلاً عن الأذكياء وهم الغالبية في عالم اليوم رغم ما يبدو من أن الغباء قد بات هو المسيطر والسائد في حياة الإنسانية المعاصرة.

لقد شاهد العالم كله ما حدث في غزة، ورأى الناس بأعينهم الرصاص المسكوب يصهر الناس والمدارس والمؤسسات ولم تكن منظمة العفو الدولية بحاجة إلى إرسال لجنة لتقصي الحقائق، فالحقائق منشورة على الفضاء وبالألوان، أطفال يلعبون في الساحات أو أمام منازلهم يتساقطون كالفراشات. منازل “سكنية” تدك بمن فيها، إنها جريمة مكتملة نقلتها الشاشات الصغيرة بأمانة ودقيقة بعد دقيقة. وكان واضحاً أن خطة الحرب كما أعدها مجرمو الحرب، أن يتم القتل دون تمييز ولأكبر عدد من المدنيين لخلق حالة استياء شاملة ضد منظمات المقاومة وتحميلها أمام شعبها مسؤولية ما يتعرض له المدنيون، وهو ما تجاهلته منظمة العفو وذهبت في تقريرها بعيداً إلى الحديث عن صواريخ القسَّام وتهديد المدنيين في الجانب الآخر حيث لا مدنيون بل ثكنة عسكرية مدججة بالسلاح والمسلحين.

لا أحد ينكر أن في منظمة العفو الدولية رجالاً صادقين وشرفاء يهمهم إحقاق الحق ونقل الصورة كما هي في الواقع، في محاولة جادة لوضع حد لما يتم من جرائم وانتهاك لحقوق الإنسان، لكن ذلك لا ينفي وجود أشخاص مشبوهين في هذه المنظمة يهمهم الانتقاص من دورها تحت رفع شعار الحياد، في حين أنه لا حياد في القضايا الثابتة والموثقة، وإذا حدث ذلك فإن مهمة هذه المنظمة وغيرها من المنظمات تغدو غير ذات معنى إن لم تكن محل اتهام في تغطية كل عدوان تشنه قوى الإجرام والاحتلال ضد الشعوب الآمنة والمسالمة والمدافعة عن أبسط حقوقها في الحرية والحياة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، إن معتقلين اثنين من قطاع غزة استُشهدا خلال إحضارهما للتحقيق داخل...