الثلاثاء 30/أبريل/2024

نتنياهو يتخبط ويفضح عنصريته

نتنياهو يتخبط ويفضح عنصريته

صحيفة القدس العربي اللندنية

حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية تعيش حالة من التخبط ناتجة عن تصرفات تتسم بالرعونة من قبل قيادتها والمسئولين فيها، وهي تصرفات وقرارات ستزيد من عزلة هذه الحكومة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

فالأنباء التي نشرتها صحف عبرية يوم أمس وتحدثت عن عزم حكومة نتنياهو إزالة الأسماء العربية للمدن والبلدات والمناطق، وإحلال التسميات العبرية محلها، هي احد أبرز الأمثلة على هذا التخبط الأرعن.

فالناصرة ظلت تحمل اسمها لأكثر من ألفي عام، وستظل كذلك لألفي عام أخرى، بينما من المشكوك فيه أن تبقى “إسرائيل” لخمسين عاماً أخرى، والشيء نفسه يقال عن القدس والخليل وبيت لحم ويافا وحيفا وعكا وكل المدن والقرى الفلسطينية الأخرى.

فالسيدة غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل السابقة نفت وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني، ليأتي وزير دفاعها اسحق رابين ويتفاوض مع ممثلي هذا الشعب، ويعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية التي اعتبرها وأسلافه منظمة “إرهابية” لا يمكن التفاوض معها أو الاعتراف بها مهما كان الأمر.

والأكثر من ذلك أن الحركة الصهيونية، التي احتلت فلسطين وطردت أهلها بعد مجازرها في دير ياسين والقبية، ادعت دائماً أن هذه الأرض كانت صحراء قاحلة خالية من السكان، ومن المؤسف أن هذه الدعاية الكاذبة المسمومة وجدت من يصدقها في الغرب ولكن إلى حين، ليعرف العالم بأسره بعد ذلك الحقيقة ساطعة للعيان.

نتنياهو يعرف أنه مكروه عالمياً، وأن سياساته العنصرية المتطرفة لعبت دوراً كبيراً في بدء حملة عالمية لعزل “إسرائيل”، ورفض التعامل مع حكومتها، والوزراء فيها وخاصة أفيغدور ليبرمان وزير الخارجية، وبدلاً من أن يعترف بخطئه، وعدم تقبل العالم لسياساته هذه، يتغول فيها أكثر فأكثر، ويقدم على خطوات طفولية صغيرة مثل تغيير الأسماء العربية والإنكليزية، لمعالم ومدن فلسطينية راسخة حفرت أسماؤها في عمق التاريخ الحضاري البشري.

إنها محاولات استفزازية مكشوفة، من حكومة تعيش العزلة والنبذ، الهدف منها استجداء الدعم الداخلي من قبل جماعات متشددة، بعد أن أدركت تراجع الدعم الخارجي، وبهدف لفت الأنظار من خلال الأشياء الصغيرة والثانوية، تماماً مثلما أقدم تلميذ نتنياهو على تعيين أحد أصدقائه سفيراً لتل أبيب في القاهرة، رداً على تصريحات للرئيس المصري استهجن فيها اختيار وزير عنصري متطرف ليكون على رأس الدبلوماسية الإسرائيلية.

ربما يرى البعض في خطوة حكومة نتنياهو هذه خطراً على الهوية العربية والإسلامية للأرض والمقدسات الفلسطينية، ولكنها ربما تكون مغايرة لذلك تماماً، فالخطر هو على “إسرائيل” نفسها، لأن خطوات فرض التسميات العبرية هذه تكشف للعالم بأسره، وخاصة الغربي منه، الوجه البشع والعنصري ل”إسرائيل” وحكامها ومعظم شعبها.

فالديمقراطية الوحيدة في المنطقة حسب التسمية الأوروبية والأمريكية، من المفترض أن تحترم ثقافة الآخرين ولغتهم وهويتهم وتسمياتهم، ولكنها ديمقراطية عنصرية محكومة بالحقد وكره الآخر ومصادرة أبسط حقوقه الإنسانية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...