نتنياهو يتخبط ويفضح عنصريته
صحيفة القدس العربي اللندنية
حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية تعيش حالة من التخبط ناتجة عن تصرفات تتسم بالرعونة من قبل قيادتها والمسئولين فيها، وهي تصرفات وقرارات ستزيد من عزلة هذه الحكومة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
فالأنباء التي نشرتها صحف عبرية يوم أمس وتحدثت عن عزم حكومة نتنياهو إزالة الأسماء العربية للمدن والبلدات والمناطق، وإحلال التسميات العبرية محلها، هي احد أبرز الأمثلة على هذا التخبط الأرعن.
فالناصرة ظلت تحمل اسمها لأكثر من ألفي عام، وستظل كذلك لألفي عام أخرى، بينما من المشكوك فيه أن تبقى “إسرائيل” لخمسين عاماً أخرى، والشيء نفسه يقال عن القدس والخليل وبيت لحم ويافا وحيفا وعكا وكل المدن والقرى الفلسطينية الأخرى.
فالسيدة غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل السابقة نفت وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني، ليأتي وزير دفاعها اسحق رابين ويتفاوض مع ممثلي هذا الشعب، ويعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية التي اعتبرها وأسلافه منظمة “إرهابية” لا يمكن التفاوض معها أو الاعتراف بها مهما كان الأمر.
والأكثر من ذلك أن الحركة الصهيونية، التي احتلت فلسطين وطردت أهلها بعد مجازرها في دير ياسين والقبية، ادعت دائماً أن هذه الأرض كانت صحراء قاحلة خالية من السكان، ومن المؤسف أن هذه الدعاية الكاذبة المسمومة وجدت من يصدقها في الغرب ولكن إلى حين، ليعرف العالم بأسره بعد ذلك الحقيقة ساطعة للعيان.
نتنياهو يعرف أنه مكروه عالمياً، وأن سياساته العنصرية المتطرفة لعبت دوراً كبيراً في بدء حملة عالمية لعزل “إسرائيل”، ورفض التعامل مع حكومتها، والوزراء فيها وخاصة أفيغدور ليبرمان وزير الخارجية، وبدلاً من أن يعترف بخطئه، وعدم تقبل العالم لسياساته هذه، يتغول فيها أكثر فأكثر، ويقدم على خطوات طفولية صغيرة مثل تغيير الأسماء العربية والإنكليزية، لمعالم ومدن فلسطينية راسخة حفرت أسماؤها في عمق التاريخ الحضاري البشري.
إنها محاولات استفزازية مكشوفة، من حكومة تعيش العزلة والنبذ، الهدف منها استجداء الدعم الداخلي من قبل جماعات متشددة، بعد أن أدركت تراجع الدعم الخارجي، وبهدف لفت الأنظار من خلال الأشياء الصغيرة والثانوية، تماماً مثلما أقدم تلميذ نتنياهو على تعيين أحد أصدقائه سفيراً لتل أبيب في القاهرة، رداً على تصريحات للرئيس المصري استهجن فيها اختيار وزير عنصري متطرف ليكون على رأس الدبلوماسية الإسرائيلية.
ربما يرى البعض في خطوة حكومة نتنياهو هذه خطراً على الهوية العربية والإسلامية للأرض والمقدسات الفلسطينية، ولكنها ربما تكون مغايرة لذلك تماماً، فالخطر هو على “إسرائيل” نفسها، لأن خطوات فرض التسميات العبرية هذه تكشف للعالم بأسره، وخاصة الغربي منه، الوجه البشع والعنصري ل”إسرائيل” وحكامها ومعظم شعبها.
فالديمقراطية الوحيدة في المنطقة حسب التسمية الأوروبية والأمريكية، من المفترض أن تحترم ثقافة الآخرين ولغتهم وهويتهم وتسمياتهم، ولكنها ديمقراطية عنصرية محكومة بالحقد وكره الآخر ومصادرة أبسط حقوقه الإنسانية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
استشهاد عامل باعتداء الاحتلال عليه بعد اعتقاله جنوب الخليل
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد عامل، فجر اليوم الثلاثاء، جراء الاعتداء عليه من قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد اعتقاله في بلدة الظاهرية جنوب...
القوات اليمنية تستهدف سفنًا انتهكت قرار حظر الوصول لإسرائيل
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية، فجر الثلاثاء، استهداف سفن إسرائيلية وأمريكية في البحر الأحمر والمحيط الهندي. وقال...
رغم القمع والتهديدات.. جامعات العالم تواصل طوفانها المناصر لفلسطين
عواصم – المركز الفلسطيني للإعلام هكذا تحولت جامعة "كولومبيا" التي قادت شرارة "طوفان الجامعات" المناصر لفلسطين حول العالم كـ "الشوكة" في حلق النظام...
هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...
“هيومن رايتس ووتش”: الردود على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين صادمة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت منظمة حقوق الإنسان الدولية "هيومن رايتس ووتش"، الاثنين، أن "الرد على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين...
مشاهد جديدة لتفجير كتائب القسام نفقا في قوة إسرائيلية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام بثت قناة الجزيرة مشاهد حصرية حديثة لعناصر من كتائب عز الدين القسام في أحد الأنفاق بغزة وهم يقومون بتفخيخ نفق قبل دخول...
جيش الاحتلال يعترف بمقتل ضابطين وإصابة جندي بجراح خطيرة في “كمين نتساريم”
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، مقتل ضابطين وإصابة جندي آخر بجروح خطيرة في كمين ممر...