الجمعة 26/أبريل/2024

صورة إسرائيل الخارجية

صورة إسرائيل الخارجية

صحيفة الشرط الأوسط

من معالم السياسة، عندما تتمادى في الانحطاط، أن بعض الذين يمارسونها لا يتورعون عن شيء. لا أدبيات ولا محاذير ولا محظورات. روسيا، التي تصر على العودة إلى دورها السابق كراعية للسلام في الشرق الأوسط، كانت الدولة الوحيدة التي استقبل رئيسها ورئيس وزرائها، وزير خارجية “إسرائيل” أفيغدور ليبرمان.

بدل أن تخجل روسيا بأنها الدولة التي هاجر منها هذا المنبوذ الدولي، حرص رئيسها ورئيس وزرائها على الاحتفاء به. من يرفض استقبال الرجل الذي قال يجب ضرب السد العالي لكي يغرق في مياهه المصريون؟ حسني مبارك؟ نعم، لكن هذا متوقع. الذين يرفضون مصافحته هم رؤساء الدول الحليفة ل”إسرائيل”، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، كندا وسواها.

إنهم يخجلون بذلك. الأوروبي الذي لم يتورع عن أن يضع يده بيد داعية الإبادات والتدمير، هو المغني السابق الذي يرفض أحد أن يأخذه على محمل الجد، أو أن يضعه ضمن الدورة التاريخية، ولو العادية، أي السنيور بيرلسكوني. لكن هذا ليس مهما في أي حال. المهم أن السياسيين ذوي الاعتبار رفضوا أن يلوثوا سمعتهم وكرامة بلدانهم بلقاء مع رجل كان ينادي بتدمير كل مرفق حيوي في لبنان، بالإضافة إلى إغراق شعب مصر، أو إبادة شعب إيران، رداً على إبادات أحمدي نجاد.

الأكثر قحة وفظاظة كان الرجل الذي جعله وزيره، وللشؤون الخارجية بالذات. أي للعلاقات مع البشر وأهل الكرة الأرضية. ولذلك يقول بشير بن يحمر إن نيكولا ساركوزي نصح نتنياهو بأن يجعل تسيبي ليفني شريكته في الائتلاف الحكومي. لكن كيف ننسى تصريحات ليفني عن غزة وهي بعد في القاهرة؟ وما هذا الخيار الذي يطرح على وزير خارجية دولة في وضع مصر، السيد أبو الغيط، إما ليفني أو ليبرمان؟

كانت “إسرائيل” تركز على استدرار التعاطف من خلال وزير خارجيتها: امرأة مثل غولدا مئير، أو فصيح مثل أبا إيبان، أو محنك (بمعنى الكلمة من احناك) مثل شمعون بيريز. وهذه هي المرة الأولى منذ قيامها قبل 60 عاماً تعين وزير خارجية لا يريد التحدث إليه أحد ولا أن يحاوره أحد، سوى فلاديمير بوتين. وكان أحرى بالدول الصديقة لروسيا أن تعترض وأن تحتج على هذا الارتكاب. فإذا كان هناك من يعرف سيرة ليبرمان وحقائقه، في بلده الأم ثم في بلده الأب، فهو روسيا. وخصوصاً الرجل الذي كان مشرفاً على مخابراتها وملفات مهاجريها. أما أن يخرق هذه المقاطعة الغربية رجل طروب مثل بيرلسكوني، فلم ينتبه إلى الأمر أحد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات