الخميس 25/أبريل/2024

واشنطن.. المصداقية الغائبة..!

واشنطن.. المصداقية الغائبة..!

صحيفة الوطن العمانية

قلنا ونكرر القول إن مشكلة الإدارات الأمريكية المتعاقبة فيما يخص مواقفها من القضايا العربية، تكمن في مصداقيتها ومدى جديتها ناهيك عن موضوعيتها وحيادها، عندما يكون الحديث عن دور الولايات المتحدة المطلوب للوصول إلى السلام في المنطقة العربية، أو الحل العادل للقضية الفلسطينية. ونحن لانعدم الأدلة المتواترة على غياب تلك المصداقية والجدية والموضوعية أو ضعفها أو الارتياب فيها من الأصل.

وآخر طبعة لذلك كانت تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي طالبت فيها الدول العربية “باتخاذ تدابير ملموسة لتطبيع العلاقات بإسرائيل..”. وهذه التصريحات ـ الأقرب إلى الإملاءات ـ تتجاهل تماماً مبادرة السلام العربية المعروفة والتي أقرتها قمة بيروت العربية بالإجماع عام 2002. وفيها أعلن العرب استعدادهم الكامل للتطبيع مع “إسرائيل” والاعتراف بها دولة في المنطقة والتعامل المباشر معها، مقابل موافقة “إسرائيل” على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وكذلك الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة (الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السورية وما تبقى من الأراضي اللبنانية تحت الاحتلال) إلى ما كان يسمى بخطوط (لا حدود) الرابع من يونيو 1967).

ونصوص مبادرة السلام العربية الأخرى تتضمن التفاوض على حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 194مع ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.

هذه هي فحوى المبادرة العربية التي كررت القمم العربية المتعاقبة الالتزام بها، وإن كانت هناك تحذيرات بدرت مؤخراً من أن المبادرة ـ التي رفضت “إسرائيل” قبولها أو التعاطي معها ـ لن تبقى مطروحة على الطاولة إلى الأبد!

وتصريحات الوزيرة الأمريكية تحاول التغطية على المواقف الإسرائيلية المتعنتة بالالتفاف على المبادرة العربية والحديث عن تطبيع مسبق، تطالب به العرب، قبل أن تظهر “إسرائيل” أي نوع من حسن النوايا، ولو كان وقف تسمين المستوطنات القائمة وليس التوقف عن الاستيطان الإسرائيلي. وبدعوى مساعدة حكومة نتنياهو لاتخاذ مواقف سياسية “صعبة”.

لقد أكدت الدول العربية بمبادرتها وتحركاتها السياسية المتصلة التزامها بالسلام بوصفه خياراً استراتيجياً، ونبذ الخيار العسكري وأظهرت استعدادها للتعايش مع الدولة اليهودية القائمة بصيغة الأمر الواقع. لكن الإدارة الأمريكية تتجاهل هذا كله وتحابي “إسرائيل” التي لم تكتف باستمرار الاحتلال والاستيطان وضم الأراضي العربية بقوة السلاح وبالدعم الأمريكي والأوروبي الدائم لممارساتها العدوانية، بل تواصل تهويد الأرض العربية وطمس أسماء المدن الفلسطينية وتعمل على تحقيق يهودية الدولة وانتزاع اعتراف فلسطيني مسبق بذلك تمهيداً لإخراج فلسطيني الـ1948 من أرضهم. إن دعوة الوزيرة الأمريكية التي تكررت على لسان الرئيس أوباما تثير التساؤلات وترفع درجة الارتياب مثلما تضعف مصداقية الدور الأمريكي الذي تفاءل العرب به كثيراً في عهد أوباما.. وهي لا تعدو أن تكون دعماً جديداً لمواقف حكومة نتنتياهو المتشددة بخصوص رفض الانسحاب واستمرار الاستيطان وتجاهل فكرة الدولة الفلسطينية والاكتفاء بالحديث عن كيان بحكم ذاتي محدود غير قابل للحياة ورفض عودة اللاجئين، وأمام هذا يبدو الحديث عن السلام الموهوم مضيعة للوقت أو محاولة لتلهية الناس عن قضاياهم وحلولها الجذرية.

لقد وضعت حكومات “إسرائيل” المتعاقبة العربة أمام الحصان دائماً، ولم تكن الإدارات الأمريكية جادة أبداً في إصلاح الوضع الخاطئ، بل تواصل الضغط على العرب للقبول به. أي الرضوخ ل”إسرائيل” وفرض الأمر الوقع. ذلك منطقهم وتلك حقائقه!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

كينجستون – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزيرة الخارجية والتجارة الخارجية في دولة جامايكا، اليوم الأربعاء، أن دولتها اعترفت رسميًا بدولة فلسطين....