الخميس 28/مارس/2024

إيران والمقاومة الفلسطينية

إيران والمقاومة الفلسطينية

صحيفة البيان الإماراتية

ما سبب القطيعة بين قيادة السلطة الفلسطينية وإيران؟

من المفهوم أن تتجاوب أنظمة حاكمة عربية مع دعوة الولايات المتحدة إلى إقامة اصطفاف عربي رسمي ضد إيران، بهدف تحويل الانتباه العربي من الاحتلال الإسرائيلي وقضية التحرر الوطني الفلسطيني، إلى «الخطر الإيراني الأكبر». ولكن كيف نفهم انضمام السلطة الفلسطينية التي تتمثل فصيل «فتح»، إلى هذا الاصطفاف الذي يراد من ورائه قتل القضية الفلسطينية؟

خلال الأسبوع قال أحد قادة السلطة الفلسطينية إن مأخذهم على إيران هو أنها تدعم حركة «حماس». وهذا تبرير أقل ما يقال عنه إنه غريب.

أجل، إن السلطة الإيرانية تدعم حماس بالسلاح والمال، لأنها فصيل يتبنى ويطبق نهج المقاومة ضد احتلال أجنبي استيطاني، مما يتطابق تماماً مع السياسة الإيرانية تجاه قضية الشعب الفلسطيني. وبتحكيم المنطق البسيط، فإن الأجدر بقيادة فتح هو أن تتقدم بالشكر إلى إيران، عوضاً عن مقاطعتها سياسياً. لكن يبدو أن المسألة ليست بهذه البساطة. فقيادة السلطة الفلسطينية يبدو أنها ضد نهج المقاومة من حيث المبدأ.

وعندما تسلم رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) منصبه قبل بضع سنوات، فإنه أعلن على الملأ أن على رأس أولوياته «إزالة العسكرة» عن الانتفاضة، وبالتالي تجريد فصائل المقاومة من السلاح. ومن ثم لم يمض طويل وقت حتى دخلت قيادة السلطة وأجهزتها في ترتيب أمني، يقضي صراحة باعتبار فصائل المقاومة تنظيمات إرهابية. ومنذ ذلك الحين لا تزال قوات السلطة متفرغة لمطاردة الفصائل وقمعها، بعد تلقيها تدريبات أمنية متقدمة تحت إشراف الجنرال دايتون مندوب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

في غضون الأيام القلائل الماضية، حدث لقاء في شرم الشيخ على هامش قمة عدم الانحياز، بين كبير المفاوضين في السلطة الفلسطينية د. صائب عريقات ووزير خارجية إيران منوشهر متكي. كان اللقاء الأول من نوعه منذ 15 عاماً، أي منذ قيام السلطة الفلسطينية في عام 1994. والسؤال الذي يطرح هو: هل يمكن اعتبار هذا اللقاء مقدمة لزوال القطيعة الفلسطينية لإيران؟

أغلب الظن، لا. فمقاطعة إيران والسعي لعزلها أمران يدخلان في إطار الأجندة الأميركية الإسرائيلية، الرامية إلى استئصال المقاومة الوطنية، ليس في فلسطين فحسب، بل أيضاً في لبنان. وهي أجندة سوف تظل السلطة الفلسطينية ملتزمة بها، طالما بقيت تعتبر أن إيران ترتكب إثماً عظيماً بدعمها الشامل للمقاومة التي تمارسها حركة حماس وفصائل أخرى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات