عاجل

الثلاثاء 23/أبريل/2024

سيادة الاحتلال وإرهاب المقاومة

سيادة الاحتلال وإرهاب المقاومة

صحيفة الدستور الأردنية

أن تشنّ “إسرائيل” حرباً على أي بلد عربي أو إسلامي فذلك قرار سيادي، وفي المقابل فإن أية مقاومة للاحتلال يجري تصنيفها فورياً على أنها إرهاب، وما صرح به السيد بايدن نائب الرئيس الأمريكي حول احترام القرار الإسرائيلي بشن حرب ضد إيران، يعيد إلى الذاكرة حكاية المكيالين، لكنها هذه المرة مضروبة بأربعة، فما يحق ل”إسرائيل” لا يحق لغيرها وما هو حلال عليها حرام على العالم بأسره.

إن تصريح بايدن هذا نزع الدسم والمفاعيل كلها من إدارة جديدة عوّل عليها العالم ومنه العرب، لعلها تصلح ما أفسدت سابقتها، لكن قدرنا كعرب ومسلمين مع أمريكا هو أن من يتبدل هو الاسم واللون وأحياناً الصيغة البلاغية التي تذبح بها الخطابات والتصريحات المخدًّرة،

يتزامن تصريح بايدن مع أنباء نشرت في الصن دي تايمز وبعض الصحف العبرية والإذاعات عن تنسيق بين “إسرائيل” وبعض الدول العربية بشأن الضربة العسكرية ضد إيران، لكن العواصم العربية التي حاولت الميديا المعولمة توريطها سارعت إلى النفي، وكان آخر ما صدر في هذا السياق ما قاله رئيس البرلمان الكويتي عن عدم سماح بلاده لاستخدام أجوائها في حرب ضد إيران.

ويبدو أن نتنياهو قرر خلط الأوراق لكي يصرف الانتباه كلياً عن الاستيطان وما يدور من سجال حول تجميده ولو إلى حين، وهذا بحد ذاته أسلوب طالما عمدت إليه “إسرائيل” لتهريب الواقع والتلاعب بالإضاءة على خشبة المسرح السياسي بحيث تضاء زوايا بهدف تعتيم زوايا أخرى، ولم يتردد نتنياهو في الاعتراف بهذه الاستراتيجية الإسرائيلية حتى وهو يكتب مذكراته في كتابه «مكان تحت الشمس».

ولعله منذ بواكيره عندما كان طالباً في أمريكا وهرع إلى المطار ليشارك في حرب أكتوبر عام 1973 كان يتصور أن من الممكن اعتقال الشمس والتحكم في ضوئها بحيث تغمر بقعة ما وتغيب إلى الأبد عن أخرى.

وإذا صح أن الحروب كلها قرارات سيادية فإن مواقف أمريكا من تلك الحروب تختلف تبعاً لمصالحها وأجندتها الخاصة، بحيث يسقط المنطق والبعد الأخلاقي، وتصل البرغماتية ذروة التوحش.

إن الموقف الأمريكي كما عبر عنه نائب الرئيس له عدة دلالات منها أن أوباما وصل إلى جدار مسدود في محاولة حل الأزمة النووية مع إيران دبلوماسياً، وأن “إسرائيل” سوف تنوب عن واشنطن في هذه الحرب التي قد تتسع لتشمل المنطقة كلها فإيران كما أعلن المرشد العام وعدد من المسؤولين فيها سيكون ردها على أي هجوم إسرائيلي ملموساً ورادعاً، ولن تقف وهي تتفرج على سمائها تنتهك ومؤسساتها تتحول إلى خرائب وأطلال.

إن ما يحدث الآن هو تصدير للأزمات من ناحية، وخلط للأوراق من ناحية أخرى وإذا شنت “إسرائيل” هجوماً عسكرياً على إيران فإنها سوف تشغل المنطقة والعالم في شجن آخر، ويتوارى كل ما يقال عن التهجير المنظم لليهود وتوسيع المستوطنات خصوصاً في هذه الآونة التي تشهد تصاعداً في وتيرة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، فقد وصل إليها في الشهرين الماضيين أكثر من خمسة آلاف مهاجر والحبل على الجرار.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات