الخميس 18/أبريل/2024

إنهم أشر ما ومن خلق

إنهم أشر ما ومن خلق

إن اتحد حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو و(إسرائيل بيتنا) بزعامة أفيجدور ليبرمان أم لا فالنتيجة واحدة. إنهما حزبان صهيونيان عنصريان يجسدان كل أهواء ومطامع بني صهيون. وإذا قيل إنهما (اليمين المتطرف)؛ فذلك تحصيل حاصل. فليس في فلسطين المحتلة من الصهاينة من هو ليس صهيونياً متطرفاً. وإذا كان ثمة من يقال إنهم (اليسار) فليس ثمة ما يفصل بينهم وبين (اليمين المتطرف) إلا ما يفصل العيون عن الحواجب.
كلهم في الكيان الصهيوني غاصبون ومحتلون وعنصريون. حتى استطلاعات الرأي التي تجريها مؤسسات صهيونية لا يخجل ولا يستحي ولا يتهيب أكثر من 70% من المستطلعين من إعلان عنصريتهم ورغبتهم الشديدة في التخلص من عرب فلسطين ـ ما احتل منها في العام 1948 أم الجزء المحتل في العام 1967. الليكود وشاس وكاديما والعمل وميريتس تماماً كلهم يحملون فكر ليبرمان زعيم حزب الفاشية العنصرية (إسرائيل بيتنا).
ها هو ذا نتنياهو يلتصق حد الاندماج بليبرمان وفكره العنصري المعلن. وكل الحروب والعدوانات وعمليات الاغتيال التي أقدم عليها الصهاينة على مدى أكثر من ستين عاماً قام بها أولئك العنصريون. من مجازر حيفا وعكا إلى كفر قاسم وإلى السموع وبحر البقر وقانا وسواها من المجازر هي ما يعتبرها الصهاينة كلهم فخر الصهيونية وعلاماتها الفارقة.
يراد لنا نحن العرب أن نصدق بوجود يمين ويسار بين الغاصبين الغزاة. كل من في فلسطين من اليهود الصهاينة – بصرف النظر عن اتجاههم السياسي – يدينون بالعقيدة الصهيونية الشريرة التي تقوم على انتزاع الأرض والوطن وإقامة ما يسمى (إسرائيل الكبرى) من النيل إلى الفرات.
حتى ما بعد أوسلو وبعد أن نفذ الطرف الفلسطيني ما عليه من تعديل الميثاق الوطني؛ أي من (الحق العربي الفلسطيني في فلسطين من بحرها للنهر) لم يقم الصهاينة بتغيير شعارهم (دولتك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل) ولم يغيروا علمهم الذي يضم نهري الفرات والنيل ـ من شمال العلم وجنوبه.
ولكن اللعبة الصهيونية تنطلي على بعض السذج أو حتى الذين في قلوبهم مرض من العرب عموماً ومن الفلسطينيين خصوصاً. ما الفرق بين نتنياهو وتسيبي ليفني؟ ما الفرق بين أرييل شارون وأولمرت؟ وما الفرق بين بن جوريون وليبرمان؟
ليس ثمة من الفرق إلا في الأسماء: في واقع الأمر إنهم جميعاً من أشر من وما خلق الله على وجه الأرض.
ليس ثمة ما هو جديد في أن يشكل نتنياهو وليبرمان قائمة انتخابية واحدة، ولا أن يشكل العمل وكاديما قائمة واحدة. النتيجة أن كل هؤلاء اقتلعوا شعبنا من وطنه وهم في سبيلهم إلى شرعنة الاستيطان واعتبار الضفة الغربية أرضاً بلا شعب، ولذا يجوز ضمها إلى الكيان الاحتلالي الصهيوني – الكيان العنصري الوحيد المتبقي في عالم اليوم.
هل أعلن الصهاينة حدود (دولتهم)؟ هل شطبوا أيا من العرب من سجل العدو؟ أليسوا يعتبرون السودان كما تونس مثل اعتبارهم مصر وللأردن وسوريا ولبنان والإمارات أعداء؟ متى شطبوا أي عربي أو مسلم من سجل المطلوب التخلص منهم لكي يتم حفظ أمن (إسرائيل)؟
وحدهم الذين من العرب من يريد أن يقول لمن أعلن العداء له إنك لست عدوي هم من يقيم العلاقات مع العدو، ومن يتكل على دعم الولايات المتحدة والغرب؛ لكي يجود الصهاينة علينا ببعض مالنا أو ببعض ما هو حق لنا. أليس من الواجب على الفلسطينيين أولاً، والعرب ثانياً، والمسلمين ثالثاً، أن يتفكروا ملياً ويعدوا عدتهم لمواجهة الخطر الوجودي المحدق بهم؟
كاتب فلسطيني
[email protected]
صحيفة الوطن العمانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، إن معتقلين اثنين من قطاع غزة استُشهدا خلال إحضارهما للتحقيق داخل...