هل يعاقب أوباما نتانياهو؟

خلال السنوات الأربع الأخيرة تحدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس الأميركي باراك أوباما عدة مرات. وفي إحداها تجاهله تماماً وخاطب الأميركيين من خلال الكونغرس مباشرة، وفي واحدة أخرى انتقد توجهات أوباما إزاء العالم العربي. وفوق هذا كله خالف نتانياهو تصويت الأميركيين اليهود ولجأ هو وحزبه (الليكود) إلى دعم المرشح الجمهوري المهزوم ميت رومني لرئاسة الولايات المتحدة.
وكما قالت صحيفة «هيرالد تريبيون» فقد استيقظ نتانياهو صباح الأربعاء ليجد أن صديقه خسر الانتخابات وأن الكثير من الإسرائيليين يتساءلون عما إذا كان رئيس وزرائهم قد قامر بالعلاقة مع واشنطن. وكان لافتاً ما علق به إيلي يشاي نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي عندما قال إن صباح الأربعاء لم يكن صباحاً جميلاً لرئيس الحكومة.
سارع نتانياهو إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال إصداره بياناً يهنئ أوباما بالفوز ويزعم فيه أن العلاقات الإسرائيلية مع الولايات المتحدة لم تكن في يوم من الأيام أقوى مما هي عليه الآن، ثم استدعى السفير الأميركي ليعانقه أمام عدسات التلفزة في حركة مسرحية كشفت قلقه ومخاوفه، كما دعا أعضاء الليكود إلى عدم التعليق على نتائج الانتخابات الأميركية.
ومازال رئيس وزراء “إسرائيل” يحتفظ بعلاقات قوية مع أعضاء الكونغرس وخاصة الجمهوريين منهم، لكن علاقته المتوترة مع أوباما قد تكون أكثر من مجرد صداع سياسي مؤقت. فالمسؤولون والمحللون الإسرائيليون يعتقدون أن نتانياهو أضر بقدرته على التأثير في السياسة الخارجية الأميركية وخاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني والصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي. وما يقلق نتانياهو على وجه الخصوص أن توافق واشنطن على إجراء مفاوضات مع طهران، وأن تتعامل بلين مع طلب ستقدمه السلطة الفلسطينية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على صفة دولة عضو مراقب في المنظمة الدولية.
وهكذا يكون نتانياهو قد راهن على الجواد الخاسر ولم يعد قادراً على فرض آرائه على أوباما الذي يدخل الآن رئاسته الثانية والأخيرة متحرراً من الضغوط والمخاوف. ومن المهم التأكيد أن الرئيس الأميركي لن ينسى كيف سبب له رئيس وزراء “إسرائيل” الإهانة الشخصية عندما تحداه في قضية استيطان أراضي الفلسطينيين مغلقاً كل الأبواب التي فتحها أوباما للتفاوض مع السلطة في رام الله.
صحيفة الوطن القطرية