عاجل

الجمعة 19/أبريل/2024

ملاك السلام وشياطين الحرب!

ملاك السلام وشياطين الحرب!

خلع البابا فرنسيس على «الرئيس الفلسطيني» محمود عباس،لقب «ملاك للسلام»، ومنحه قلادة ترمز إلى «ملاك السلام»، قائلاً «إن من المناسب(إهدائك هذه القلادة) لأنك ملاك للسلام». الفاتيكان كان اعترف رسمياً قبل أيامبالدولة الفلسطينية، ومن المنتظر أن يوقع الطرفان معاهدة بهذا الخصوص!

لا اعتراض على هذه «البركة» التي يمنحها البابا للرئيس،بلا رئاسة، ولا أرض، ولا سلطة، ولا اعتراض على اعترافه بدولة غير موجودة إلا علىالورق، فالدولة الفلسطينية قائمة في نفوس أصحابها، ولم تزل تقيم في وجدانهم، ولمتمت في أي لحظة كانت، وإحياؤهم ذكرى نكبتهم ونكستهم، تعبير لا تخطئه العين والقلب،أن فلسطين لم تمت، ولن تموت، بل سأجازف بالقول، أن من بدأ بالموت التدرجي والتآكل،تلك الفكرة الصهيونية التي قامت على أساسها مملكة إسرائيل الثالثة، ومن يحفر جيداًفي التغيرات التي بدأت تضرب هذه المملكة في عمق بنيتها، يدرك أنها تعاني من أعراضالشيخوخة المبكرة منذ سنوات خلت، وتزداد الأعراض ظهوراً، واستفحالاً كل عام، وأنمخزون القوة الهائلة التي تخزنها كل يوم، لن يزيد في عمرها، فهي كمن يحارب جيشاًمن النمل العنيد المنتشر في جميع أرجاء الجسد، بسلاح رشاش فتاك!

عباس رئيس بلا رئاسة فعلية، فقد سمعته غير مرة يقول، أنهبحاجة لإذن الاحتلال المباشر للانتقال من مكان لآخر، يعني لا رئيس ولا دولة ولا مايحزنون، (للعلم انتهت ولايته دستورياً كرئيس في 9 يناير/ شباط 2009 ) رغم أن عدد من «اعترف» بهذه الدولة الوهمية، يقال إنهيفوق عدد من يعترفون بمملكة إسرائيل، ومع هذا، جعل خياره الوحيد في استخلاص «حقه»وحق شعبه: التفاوض فقط، ولا شيء غيره، وأنا أعلم يقينا أنه يعلم أن هذا الطريقالذي سلكه لن يفضي إلى ما يريد، خاصة بعد ما يزيد عن عقدين من سنين طحن الماء، فماالذي يجعل هذا «الشيخ» الطاعن في الخبرة والسنين، مصراً على الإيمان بما لم يعديؤمن به أحد؟

 عباس، ملاكسلام، وسط غابة من شياطين الحرب، فهو يعيش على أسنة حراب الاحتلال، الذي لم يكديبقي قطعة أرض فلسطينية صالحة للحياة الحقيقية، فماذا تفيده هذه «الملائكية» وعدوهوعدونا يزداد كل يوم توحشاً ويمينية وتطرفاً وجنوناً وشيطنة؟ يقول إنه لا خيارأمامه غير هذا، ونحن نقول، وهو يعرف قبلنا، أن ثمة خيارات كثيرة، ولكنه لا يريد،أو هو خائف من «تردي» الحال أكثر، فهل ثمة تردٍّ أكثر مما تردى إليه الحال؟

 أذكر، من أقوال«ملاك السلام» المأثورة لرجال مخابراته: وأقول للمخابرات أي واحد بشوف أي واحدحامل صاروخ يضربه يقتله يطخه منيح هيك آه منيح يا فخامة الرئيس، رغم أن تلكالصواريخ «الخردة» كما وصفتها، هي ما أبقت عليك «رئيساً» حتى الآن، ولولاها لماكان ثمة «سلطة» أصلاً، فتلك الصواريخ هي من تعطيك «أهمية» عندهم، ولو لم تكن تلكالصواريخ، لما كنت!

يا ملاك السلام، إن لم تشأ أن تواجه شياطين الحربالملعونين، فهذا شأنك، ولكن أترك من يريد أن يستنقذ لك حقك وحق شعبك يعمل، وكفأيدي «شياطينك» عنهم!

والك تحياتي!

صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، إن معتقلين اثنين من قطاع غزة استُشهدا خلال إحضارهما للتحقيق داخل...