الجمعة 26/أبريل/2024

عن زيارة وفد حماس للسعودية

عن زيارة وفد حماس للسعودية

أثارتزيارة وفد من حماس بقيادة خالد مشعل للمملكة العربية السعودية الكثير من الجدلوالأخذ والرد في الأوساط السياسية، وكان هذا متوقعاً في واقع الحال، ليس بسببالصراع الدائر في المنطقة مع المشروع الإيراني، ولكن قبله تلك الحرب التي شنتهاأوساط عربية معروفة على جماعة الإخوان المسلمين، والتي تُعد حماس واحدة من فروعها.

ولاشك أن حساسية النظام المصري لأي شكل من أشكال التواصل مع الإخوان هي التي زادت فيحدة الجدل حول الزيارة، إضافة إلى حساسية أوساط عربية تٌعرف بتعاملها مع ظاهرة مايسمى الإسلام السياسي بحساسية تبلغ حد المرض، الأمر الذي كان سابقاً على الربيعالعربي، لكن الموقف ما لبث أن تفاقم بعده، وبالطبع ليس لذات الظاهرة، وإنما للموقفمن أي شكل من أشكال الدعوة إلى التغيير أو الإصلاح. ولو كان رواده من العلمانيينأو القوميين أو اليساريين أو سواهم لما اختلف الموقف منهم.

أياًيكن الأمر، فقد خضعت قصة الزيارة الحمساوية إلى السعودية لقدر لا بأس به منالمبالغة، في ذات الوقت الذي ذهب آخرون نحو تسخيف دلالاتها بشكل مبتذل، عبراعتبارها مجرد زيارة “عمرة” تخللها سلام عابر لا أكثر ولا أقل، بخاصةبعد تصريح وزير الخارجية السعودي، فيما الواقع أنها منزلة بين المنزلتين، فلا هيتعكس تغيراً شاملاً في الموقف السعودي، ولا هي مجرد رحلة عمرة عابرة بلا دلالةأيضاً.

الذيلا شك فيه أن السعودية قد غادرت مربع الأولوية السياسية التي حكمت سلوكها السياسيمنذ 2011، وحتى نهاية العام الماضي، ممثلة في مواجهة تحدي الربيع العربي، لتغدوالمواجهة مع المشروع التوسعي الإيراني هي أولويتها، بدليل الانفتاح على تركياوقطر. ولا خلاف هنا على أنها تتحمل العبء الأكبر في المواجهة مع المشروع الإيراني(بخاصة في اليمن) في ظل الغياب المصري. وهو غياب لا يتعلق فقط بالانشغال بالأزمةالداخلية، بل يتعلق أيضاً بالقناعة السائدة بضرورة عدم قطع الخيوط مع إيران، الأمرالذي يتبدى واضحاً في موقفها من ملفات الاشتباك معها في العراق وسوريا واليمنوصولاً إلى لبنان.

ومادام النظام المصري لا ينسجم مع الرياض في سياق مواجهتها مع المشروع الإيراني، فمنحق الرياض أن لا تجامله تماماً في سياق هواجسه حيال الحالة الإخوانية، ومن حقها أنتقترب أكثر من حماس التي طالما كانت العلاقة بينها وبين إيران مثار جدل، ومنالطبيعي أن تحصل الحركة على شيء من التشجيع، هي التي باعت علاقتها مع إيرانبالموقف من الثورة السورية، ثم أكدت الفراق بموقفها مما يحدث في اليمن.

نعم،تستحق حماس حاضنة عربية كبديل عن الدعم الإيراني المتوقف منذ أكثر من أربع سنوات،وهذا ما دفع السعودية إلى مد خيط من التعاون معها، وهو خيط لا يعرف ما إذا كانسيشمل بعض الدعم، أم سيبقى ضمن إطار وقف الحالة العدائية من الحركة ومشروعها،وربما التحدث إلى النظام في مصر، لكي يكف عن ملاحقتها والتضييق عليها، ولو في الحدالأدنى، مع أن شيئاً من ذلك قد تبدى لاعتبارات أخرى تمثلت في خوف القاهرة مناتصالات دوائر أوروبية مع الحركة قد تحرم النظام المصري من الورقة الفلسطينية، حتىلو كان عباس يحج بين حين وآخر إلى القاهرة على أمل إبعادها عن خصمه اللدود (محمددحلان).

بدورهكان الهجوم الإيراني الشرس على حماس وعلى الزيارة نوعا من تأكيد حالة القطيعة معالحركة، حتى لو تضمن الكلام تأكيداً على استمرار دعم القضية الفلسطينية، الأمرالذي لا يجد له صدىً يذكر على أرض الواقع في المرحلة الأخيرة.

يبقىالقول إن مزيداً من الدعم العربي لحماس، وبخاصة السعودية سيكون ضرورة من ضروراتالمواجهة من إيران، وبالطبع عبر حرمانها من تسويق نفسها من خلال فلسطين، وكشف مشروعهاالجديد كدولة توسعية تستخدم المذهب في برنامجها بدلاً من شعار المقاومة القديم،وهو ما سيسهّل المواجهة معها دون شك، وصولاً إلى دفعها نحو الرشد ووقف هذا الحريقالذي يشعل المنطقة ويكلفها دماراً هائلاً ومعاناة رهيبة.

صحيفةالدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة بن غفير بحادث سير

إصابة بن غفير بحادث سير

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، اليوم الجمعة، إثر تعرضه لحادث سير....