الخميس 18/أبريل/2024

معبر رفح 2016.. أحلامٌ لا تزال عالقة!

معبر رفح 2016.. أحلامٌ لا تزال عالقة!

على بوابة معبر رفح البري المتوشحة بالسواد جنوب قطاع غزة، عشرات القصص والحكايات التي رواها بعض أصحابها، فيما بقيت الآلاف منها عالقة في قلوب وأذهان آخرين.

وكالمتعلق بأستار الكعبة يقف المواطن أبو سمير عصفور (50 عاماً) ممسكاً بشباك الصالة الخارجية لمعبر رفح، عله يتمكن من تسليم جواز سفره الذي شارف على الانتهاء، بعد إغلاق متكرر للمعبر من الجانب المصري، لـ”أسباب أمنية” كما يصف الأخير.

وكغيره من العالقين في قطاع غزة، ينتظر عصفور أن يستقبل العام الجديد وقد عاد إلى مكان عمله الذي شارف على فقدانه في دولة الإمارات العربية المتحدة، بسبب تأخر اسمه في كشوفات المسافرين.

ويتمنى عصفور، وأذناه ترقبان موظف الجوازات منتظراً سماع اسمه من بين الأسماء المسجلة، أن تشهد الأوضاع في قطاع غزة انفراجه قريبة.

وكانت شهدت الفترة الأخيرة عدة تسهيلات من الجانب المصري لم تكن ملموسة في الأعوام القليلة الماضية، ما زرع بصيص أمل في العام الجديد لدى نفوس أهالي قطاع غزة، بعد أن شارفوا على نسيان الطريق والوجه المؤدية إليه، بسبب الإغلاق المتكرر الذي كان يستمر عدة شهور.

تعقيد حياة الناس
هشام عدوان مدير معبر رفح البري أكد أن إغلاق المعبر بشكل مستمر يؤدي لتعقيد حياة الناس في قطاع غزة، خصوصاً أنه المعبر الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي.

وتابع لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “في الأعوام السابقة كان يغلق المعبر مدة ثلاثة أشهر متواصلة، ما يؤثر على حياة الناس ويزيد من معاناتهم وآلامهم”، مستدركاً أنه وفي الفترة الأخيرة من عام 2016م، بدت هناك بوادر وإشارات إيجابية من الجانب المصري، وأصبحت فترات إغلاق المعبر متقاربة.

ومن الإشارات الإيجابية التي تحدث عنها عدوان أنه في السابق كان يفتح المعبر مدة ثلاثة أيام دون تمديد ويتم إغلاقه، أما في الفترة الحالية فقد استمر تمديد فتح المعبر في بعض الأوقات إلى ثمانية أيام متواصلة.

وقال: “نريد أن يُبنى على الإشارات الإيجابية في المستقبل؛ بحيث يفتح المعبر بشكل دائم ومستمر”، آملاً أن يُفتح بما يخدم مصالح وحاجات أهالي وسكان قطاع غزة.

ولفت إلى أنه وخلال الربع الأخير من عام 2016م، فُتح المعبر لغير الحالات الإنسانية؛ حيث غادر أكثر من وفد من قطاع غزة إلى جمهورية مصر العربية، “وهو ما لم نلمسه في السنوات القريبة الماضية”.

وفي الشهرين الماضيين، غادر من قطاع غزة وفد يضم رجال الأعمال والوجهاء والشخصيات الاعتبارية، إلى جانب وفد خاص بالإعلاميين، إلى جمهورية مصر العربية من أجل التشاور في إيجاد حلول للخروج من حالة الحصار المفروضة على القطاع.

وأكد مدير معبر رفح أن شعب قطاع غزة ومصر واحدٌ، لافتًا إلى أن نصف العائلات في قطاع غزة لها أسماء في جمهورية مصر العربية، إلى جانب أواصر النسب والوشائج والدين.

وحول الحديث عن منطقة حرة بين مصر وقطاع غزة، أوضح أن الجانب الفلسطيني لم يبلغ حتى اللحظة بهذا الشأن، متمنياً أن يكون هناك تبادل تجاري بين قطاع غزة ومصر، من أجل الاستغناء عن الاحتلال وبضائعه.

وأضاف: “كان في السابق يرجع من المسافرين المئات، أما الآن فقد انخفض العدد بشكل ملحوظ، ما يؤشر إلى أن معاملة الجانب المصري اختلفت”.

إغلاقٌ معظم العام
وحسب إحصائية لهيئة المعابر والحدود؛ فإنه خلال عام 2016 حتى 30 نوفمبر الماضي، فُتح معبر رفح البري 30 يوماً للسفر فقط، و6 أيام للوصول فقط، و13 يوماً للوفيات، و4 أيام لأداء فريضة الحج، و4 أيام لإدخال الوقود، وفي المقابل أُغلق المعبر 308 أيام.

وغادر خلال أيام فتح المعبر 20497 شخصًا، وأُرجع 1605 أشخاص.

وشهدت الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الحالي تسهيلات في فتح معبر رفح البري؛ ففي شهر (سبتمبر) فتح المعبر (10) أيام سافر خلالها 3585 شخصاً، وقدم من مصر 5935 شخصا.

وفي شهر (أكتوبر) فتح المعبر (7) أيام غادر خلالها 4479 شخصاً، وقدم 2115 شخصا، وفي شهر (نوفمبر) فتح المعبر (8) أيام غادر خلالها 2786 شخصا، وقدم 1549 شخصا.

وتنقسم الحالات الإنسانية، حسب وزارة الداخلية، إلى عدة فئات؛ وهي فئة المرضي، وفئة الطلاب، وفئة الإقامات، وفئة الزوجات العالقة، وفئة الجوازات الأجنبية.

وتبقى حكاية الأيام المنسية لمعبر رفح محفورة في دفتر الزمن، منتظرة من الجار القريب أن يفتح أحضانه لشعب أنهكه الحصار والتعب، عله يتنفس بعض الصعَداء ويتفرغ لطريق التحرير.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات