السبت 20/أبريل/2024

مريم.. هكذا روضت حصار البحر بقاربها

مريم.. هكذا روضت حصار البحر بقاربها

على شاطئ بحر غزة يبدو مشهد الطفلة مريم الكباريتي (11عاما) وهي تركب قارباً شراعياً غير مألوف، فالرياضة على ندرتها في القطاع، لم تعرف طريقها إلى أطفال يعانون من ويلات الحصار.
 
وبدأت الطفلة مريم الكباريتي قبل 3 أعوام، ممارسة رياضة ركوب القارب الشراعي، بعد أن تعلمت السباحة وهي في السادسة على يد والدها محفوظ الكباريتي، رئيس جمعية هوايات الصيد والرياضات البحرية.
  
 فتاة الشراع
على شاطئ غزة خلف لسان الميناء، ينشغل السيّد محفوظ الكباريتي وابنته “مريم” في نفخ 4 وسادات هوائية وتثبيتهما في قاع قارب شراعي، قبل أن يعاونهما شابان في سحب القارب  لـ200 متر وصولاً إلى الشاطئ.
 

تحكم “مريم” وثاق سترة النجاة التي ترتديها قبل أن تقفز داخل القارب الشراعي، في حين يساعدها والدها في تثبيت الشراع قبيل ملامسته المياه، فيبدأ في حركة انسيابية مع اتجاه الريح.
 
تدور “مريم” بقاربها طوال ساعتين مسافة تزيد عن كيلو متر، قبل أن تقفل بوجهتها نحو الشاطئ، فيعاونها 3 رجال على حمل القارب مائتي متر أخرى وصولاً لمقره الدائم.
 
تقول مريم بأنفاس لاهثة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أركب القارب من 3 سنوات، وأعشق هذه الهواية، وأبي من علمني ركوب الشراع، تعلمت تجهيز القارب ونصب الشراع، وهو يساعدني في بعض التفاصيل”.

 وترى أن رياضة القارب الشراعي تمنحها الشعور بالانطلاق، داعيةً كل الفتيات بغزة لممارسة أي هواية يقتنعن بها، دون الالتفات لآراء المجتمع التي تثير الإحباط – كما تقول.

 
وتعدد “مريم” بعض الإرشادات اللازمة لرياضة القارب الشراعي، مؤكدةً على وجوب ارتداء السترة الواقية لحالات الخطر، ثم تحديد اتجاه الرياح قبل الإبحار، وهي ترتب شعرها الذي عبثت به رياح الشاطئ، تتابع: “أبحر عدة كيلو مترات ولا أتجاوزها، لأن بحرية الاحتلال تطلق النار دوماً، وأيام الإجازة أركب القارب يومين في الأسبوع، وأحياناً حسب الفراغ ومدى مناسبة الرياح، وكلي أمل أن أشارك في بطولات محترفين”.
 
رياضة نادرة
ينفض رئيس جمعية هوايات الصيد والرياضات البحرية في غزة محفوظ الكباريتي يديه من أثر التراب، بعد أن انتهى من إعادة قارب “مريم” لمرقده تحت سقيفة الاستراحة، ويقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “هذه رياضة منتشرة في كثير من الدول المطلة على السواحل، وغزة يوماً ما سيكون لها ميناء مجهز ببنية تحتية تساعد على انتشارها، فكما ترى نضطر لحمل القارب 200 متر من هنا لعدم وجود رصيف”.

وتعززت ثقة الطفلة “مريم” بنفسها وهي تركب قارباً صغيراً مخصصا للأطفال من نوع “أوبتمست”، وهو قارب أوليمبي دولي طوله 270 سم وعرضه 120 سم، تصل به مسافة 2-3 كم متر في بحر غزة.

ويؤكد الكباريتي أن ابنته حالياً أصبحت تقود القارب منفردةً في كافة الاتجاهات بعد 3 سنوات من الإبحار، فيما لا تزال تتعرف على المهارات الفنية للعبة وسط البحر.

يشار إلى أن “إسرائيل” تفرض حصاراً على غزة، وتمنع الصيادين وهواة ركوب البحر من تجاوز مسافة 6 أميال بحرية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات